لامب يعتبر البوابات الخادعة أخطر المناورات في سباق الطائرات.. ويؤكد:

قيادة طائرة «ريد بل الجوية» تشبه ركوب سيارة معدلة

صورة

كشف الطيار المخضرم البريطاني نايجل لامب، أن البوابات الخادعة في سباق ريد بل للاستعراضات الجوية الذي انطلقت جولته التأهيلية في أبوظبي، أمس، بمشاركة 12 طياراً من تسع دول، يعد أخطر المناورات في سباق الطائرات، موضحاً أنها العائق الأبرز أمام المتنافسين كونها تحتاج إلى الدقة والسرعة والجاهزية القصوى، مشيراً إلى أن قيادة مثل هذا النوع من الطائرات ليس أخطر من قيادة أي وسيلة طيران أخرى، وتشبه ركوب سيارة معدلة، على حد تعبيره.

طيار ارتطم بالماء فأخرجوه سليماً في 25 ثانية

قال الطيار البريطاني نايجل لامب، إنه لم يتعرض لأي حوادث أبداً، لكنه كشف عن حادثة برهنت على توافر عوامل الأمن والسلامة في سباقات ريد بل. وقال «كنت أشارك في أحد السباقات عندما ارتطم أحد الطيّارين بالماء في بيرث بأستراليا، لكن هذه الحادثة بيّنت إجراءات السلامة الفائقة المتوافرة، فلقد هبطت الطائرة مقلوبة في الماء، لكن تم إخراج الطيّار خلال 25 ثانية دون ظهور أي آثار للحادث عليه تقريباً. إن فرق السلامة التي تعمل في هذا الحدث تضم خبراء مدرّبين جيداً، وأنا بالطبع أشعر بالأمان معهم».

وقال لـ«الإمارات اليوم» إنه «لا توجد أمور خطرة، فنحن نطير وحدنا دون وجود أي طائرات أخرى ضمن المسار، لذلك علينا فقط تحقيق التوازن بين المجازفة والأخطار، ولذلك نعمل دوماً على تقليل المخاطر لأدنى حد ممكن»، مضيفاً أن «الأكثر تحدياً لنا هي البوابات الخادعة، إذ عليك أن تكون دقيقاً جداً وسريعاً وجاهزاً لعبور البوابة الثانية ضمن الزاوية الصحيحة، أما بوابة (في تي إم) فهي الأكثر تطلّباً من الناحية الذهنية، إذ عليك التعرّف إلى المسار الأفضل غير المرئي ليكون الأكثر فاعلية وسرعة، وأن تكون في وضعية مثالية بعدها لعبور البوابة الثانية».

وعادت سباقات رد بل الجوية إلى سماء العاصمة أبوظبي بعد غياب دام ثلاث سنوات بسبب توقف البطولة من أجل إجراء بعض التعديلات عليها وسط شغف جماهيري لمتابعة النسخة الجديدة من الاستعراضات.

وتحدث الطيار البريطاني عن المهارات المطلوبة لقيادة الطائرات الاستعراضية، قائلاً إنها «بحاجة إلى المهارات المطلوبة لقيادة العديد من الطائرات الخفيفة، لكنها مختلفة تماماً عن طائرات السفر على سبيل المثال، فهي تشبه تجربة ركوب سيارة سباقات معدّلة. عندها أنت بحاجة إلى مهارات القيادة الأساسية كأي سائق، لكن بعدها الخبرة ومهارات التسابق هي التي تتكلّم. وفي الطيران يجب أن تشعر بطبيعة مختلفة، كأنك تربط جناحين إلى ظهرك وتحلّق بشكل طبيعي ضمن المسار».

وأضاف أن «طائرات السباق تتميّز بكونها عالية الأداء، وعند الطيران ضمن المسار على ارتفاع 20 متراً فقط فوق السطح مع التعرّض لقوّة تسارع عالية، تحتاج بالطبع للتمتّع ببعض المهارات المحدّدة، وعليك أن تكون جاهزاً من الناحيتين الذهنية والجسدية، ولديك ميزة الاستجابة السريعة وعقلك يتقدّم على ما تقدّمه لك الطائرة. وتم تطوير طائرات السباق بالارتكاز على الاستعراضات الجوية، لكنها معزّزة من ناحية السرعة والأداء. وتتم إزالة العدد الأكبر من العناصر غير الضرورية من الطائرات بهدف تقليل وزنها لأقصى درجة ممكنة، وهي تخضع لإعادة تصميم كي تكون أكثر انسيابية، كما أنها تتمتّع بمحرّكات قياسية. وهذه الطائرات رائعة فعلاً في الطيران وهي حسّاسة وخفيفة وقوية وممتعة للغاية».

وأوضح نايجل لامب الخطوات التي يقوم بها قبل الصعود للطائرة فقال: «أبدأ التحضير قبل ساعة من السباق، ومن الناحية الذهنية أحرص على أن أكون بأفضل حالة وأن أكون مرتاحاً ومركّزاً وجاهزاً للمنافسة ضمن مسار الطيران المحدّد، وعلي تبديل ثيابي وارتداء البذلة الخاصّة (المصمّمة خصّيصى مع أقنية من الماء للمساعدة على مقاومة قوّة التسارع العالية أثناء الالتفافات الضيّقة والعالية السرعة). وقبل الدخول إلى مقصورة القيادة أتحدّث سريعاً مع التقنيين في الفريق للحصول على آخر المعلومات منهم، ثم أشرب بعض الماء، أصعد إلى الطائرة، أضع الخوذة وأرتدي قفّازات السباقات وأتأكّد من حسن عمل الكاميرات وجهاز اللاسلكي، وأني جاهز للإقلاع، ويهتم تقني الفريق هاكس، بمجموعة إجراءات من ضمنها الكشف على زيت الدخان، والوقود، والتأكّد من أن كل أنظمة مراقبة المحرّك جاهزة، وفحص كل أجهزة التحكّم، والأحزمة والصوت عبر الخوذة، وأن كل شيء يسير على ما يرام 100%. ومن بعدها يجري الكشف النهائي على مقصورة القيادة للتأكّد من أن كل شيء ثابت، ومن عدم وجود أي أمور غير عادية فيها».

وعن مدى خطورة قيادة هذه الطائرات، قال «ليست أخطر من قيادة أي وسيلة طيران أخرى، وهي لربما أكثر أماناً، فهذه الطائرات تخضع بشكل منتظم لعمليات صيانة بارزة، وتتم مراقبتها باستمرار. كما أن الطيّارين يتمتّعون بخبرات عالية جداً وهم مدرّبون جيداً لهذا النوع من الطيران تحديداً. وما علينا كطيّارين القيام به هو معرفة المخاطر المرتبطة بالسباق، ومعرفة كل الإمكانات والحدود، والقيام بأي شيء ممكن للتأكّد من أننا دوماً نطير بشكل جيد اعتماداً على قدرات الطائرة وقدراتنا الشخصية أيضاً».

 

 

تويتر