مرشح الإمارات خسر «خبير الانتخابات الآسيويـــة» ففقد كرسي الرئاسة

بن همام سر القطيـعة بين السركال والفهد

صورة

انتهت معركة انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، التي أقيمت أخيراً في ماليزيا، بفوز كاسح لمصلحة البحريني، الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، الذي حصل على ‬33 صوتاً مقابل ستة أصوات ليوسف السركال، وسبعة أصوات للتايلاندي وراوي ماكودي.

وعلى الرغم من الأسباب الكثيرة التي أدت إلى إخفاق السركال وفوز الشيخ سلمان، إلا أن العامل الحاسم في تفوق الأخير واكتساحه الانتخابات بفارق كبير من الأصوات، يتجسد في رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، الكويتي الشيخ أحمد الفهد، الشخصية المؤثرة وصاحب العلاقات الوطيدة مع الاتحادات الوطنية في أنحاء القارة الصفراء، إذ بدا واثقاً، خلال وقفته مع بن ابراهيم، بأن المرشح البحريني سيكتسح الانتخابات.

الشيخ أحمد الفهد الذي يتمتع بذكاء وخبرة كبيرة في عملية «التربيطات والتكتلات»، بات حالياً يتزعم «حلفاً عربياً ـ آسيوياً» أثبت قوته وقدرته الكبيرة على التأثير القوي في مجريات الانتخابات الرياضية في القارة الصفراء، وكذلك على صعيد الاتحادات الوطنية العربية في غرب آسيا أيضاً، ما شكل عوامل قوة لابن ابراهيم.

وفي المقابل، شكل الفهد نقاط ضعف للسركال الذي منى ايضا بضربة قوية تمثلت في ظهور حلف جديد يضم الى جانب الفهد والشيخ سلمان، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جوزيف بلاتر، ورئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ميشيل بلاتيني، إذ وضح تأثير تدخلات الأخيرين في انتخابات الاتحاد الآسيوي الأخيرة لمصلحة الشيح سلمان.

وكان يمكن للسركال، الذي مني بخسارة موجعة لم يكن أحد يتوقعها، أن يفوز بكل سهولة في هذه الانتخابات، لو تمكن من كسب ورقة رابحة في عملية الانتخابات، تتمثل في الشيخ أحمد الفهد، إذ كان لابد له من وضع يده في يده، وتناسي خلافاته القديمة معه التي تعمقت نتيجة لترسبات سابقة، زادت من تفاقمها أيضاً العلاقة الوطيدة التي تربط السركال مع الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي، القطري محمد بن همام، الذي يعتبره كل من الشيخ أحمد الفهد والشيخ سلمان عدوهما الأبرز، خصوصاً في أعقاب التداعيات التي صاحبت انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي في عام ‬2009 التي فاز فيها بن همام على حساب الشيح سلمان، إذ إن الفهد وسلمان يعتبران السركال جزءاً من الحلف الذي تزعمه وقتها بن همام، لذلك فإن مرشح الإمارات كان ضحية لعداء وتصفية حسابات قديمة بين بن همام والفهد، وقد سعى الأخير مع سلمان بكل الطرق والوسائل الى إسقاطه، وكل من تربطه علاقة بالرئيس السابق للاتحاد الآسيوي.

وأدت كل هذه العوامل والتداعيات، التي حدثت في السابق، إلى تباعد المواقف بين السركال والفهد من جهة وبين الشيخ سلمان من جهة أخرى.

وكان يمكن للسركال أن يستغل ورقة الشيخ أحمد الفهد لمصلحته في صراع الفوز بالمنصب الآسيوي، لو قام بكسبه الى جانبه أو حتى تحييده في هذا الصراع، لاسيما أن الخلافات بينهما لم تكن جوهرية، بدليل العناق الحار بينهما عقب فوز الشيخ سلمان بالمنصب الآسيوي، وتأكيد السركال خلال تصريحاته لوسائل الإعلام أنه يكنّ كل احترام لرئيس المجلس الأولمبي الآسيوي. ومن الأسباب الأخرى التي أدت الى خسارة السركال، إضافة الى قوة حملة منافسه واعتماده على حلف قوي يقوده الشيخ أحمد الفهد، وجود اشخاص محسوبين على بن همام ضمن فريق حملته، مثل نائب رئيس الاتحاد الآسيوي السابق، الكويتي أسد تقي، ومدير مكتب بن همام السابق، القطري محمد المحشادي. أخيراً، يجب على السركال أن يعيد ترتيب حساباته وعلاقاته وتربيطاته، ويعمل على تقييم ما حدث في هذه الانتخابات بهدوء وعقلانية، في حال أراد رد اعتباره مجدداً في المستقبل القريب، ورد الصاع صاعين لمن تسببوا في هزيمته.

تويتر