رجل النهائي يؤكد أن الحظ ذهب لمن يســـــــتحق
بوناميغو هزم هـــــــــيسك بـ « القراءة » وحلّق في سماء الخليج
لاعبو الشباب يحتفون بالمدرب البرازيلي بوناميغو بعد الفوز بكأس الخــــــــــــــــــــــــــــــــــليج. تصوير: أسامة أبوغانم
سهرت جماهير الشباب حتى الساعات الأولى من صباح أمس تحتفل بفريقها المتوج بطلا لكأس الخليج للأندية لكرة القدم، بعد أن تغلب على جاره الأهلي في إياب الدور النهائي للبطولة، مساء أول من أمس، بهدفين نظيفين، ليعوض خسارته الذهاب 2/3 ويقبض على اللقب للمرة الثانية في التاريخ، ليصبح أول فريق إماراتي يحلق بالكأس الخليجية مرتين، وكان أول فريق من الدولة حصل على اللقب عام ،1992 والفضل يعود إلى المدرب البرازيلي باولو بوناميغو الذي كان «رجل النهائي».
واصطاد الجوارح كل العصافير بحجر الفوز على الفرسان الحمر، حيث نجحوا في رد الدين للأهلي للمرة الثانية على التوالي، حيث سبق وتغلب أصحاب القمصان الخضراء بالنتيجة ذاتها على غريمهم قبل أربعة أيام فقط في الجولة الثالثة لدوري المحترفين، ليؤكد الجوارح أنهم أكثر شباباً واستحقوا الحصول على اللقب، وأثبت الشباب أنه الأفضل، ووضع حدا لتفوق مدرب الأهلي التشيكي إيفان هيسك الذي لم يخسر أية مباراة أمام الجوارح في رحلته الأولى مع الأهلي، لكنه سقط مرتين في أقل من خمسة أيام ليخسر لقباً ثميناً، والفضل يعود إلى القيادة الفنية الرائعة التي كان عليها منافسه مدرب الشباب بوناميغو الذي قدم أحلى عيدية لأنصار القلعة الخضراء بالفوز باللقب الثاني له على التوالي مع الفريق، بعد أن قاده في الموسم الماضي للفوز بكأس اتصالات للمحترفين، واحتلال المركز الرابع في بطولة الدوري، وتأهل للمشاركة في دوري أبطال آسيا، وسبقها التأهل لنهائي كأس رئيس الدولة.
رجل النهائي
أثبت بوناميغو أنه رجل المناسبات الكبيرة، حيث تفوق في المنطقة الفنية بقيادة رائعة وقراءة واعية للمباراة، خصوصاً في ظل الوقت الضيق الذي لعب فيه أمام الأهلي ثلاث مباريات في تسعة أيام، وتفوق في المجموع، وحصد البطولة الخليجية والنقاط الثلاث المحلية.
وعرف بوناميغو كيف يستفيد من جهد لاعبيه الأساسيين والبدلاء وتسكنيهم في المواجهات الثلاث، كل حسب قدرته وإبداعه، واختار الطريقة المثالية لمواجهة الإياب في النهائي، عندما لعب بثلاثة لاعبين ارتكاز في قلب الوسط بقيادة الأوزبكي عزيز بك حيدروف وعادل عبدالله وسامي عنبر من أجل السيطرة على مجريات اللعب في وسط الملعب وعدم منح الفرصة للمنافسة لامتلاك الكرة، على أن يقوم حيدروف صاحب القدرات الكبيرة بدعم ثلاثي الهجوم التشيلي كارلوس فيلانويفا والبرازيلي جوسيل سياو وهداف الخليج عيسى عبيد، ثم أجرى تغييرات مؤثرة على خط الدفاع، بنقل قلب الدفاع وليد عباس إلى الناحية اليسرى، ومشاركة عصام ضاحي بجوار عيسى محمد في قلب الدفاع، وعلى اليمين محمد أحمد، ليضم خط الدفاع ثلاثة لاعبين من أصحاب القامات الطويلة ليلغي تفوق الأهلي في الكرات العالية التي منحت المنافس التفوق في لقاء الذهاب، وقد كان، وعلى الرغم من تألق مواطنه جوليو سيزار في لقاء الدوري، وتسجيله هدف الفوز الثاني، إلا بوناميغو قرر استبعاده من قائمة الفريق، طبقا للائحة التي تمنح كل فريق الحق في اللعب بثلاثة أجانب فقط، واعتمد على سياو وحيدروف وفيلانويفا.
وفعل الشيء نفسه مع الورقة الرابحة داوود علي، الذي كان نجم لقاء الدوري، ووضعه على مقاعد البدلاء، ودفع به في توقيت مناسب خلال الشوط الثاني، ليقلب الموازين عندما كان الأهلي يبحث عن هدف التعديل لعب داوود وقام بسحب الفريق هجوميا في الناحية اليمنى، ثم سجل هدفا عالمياً بقذيفة مدوية عانقت الزاوية العليا اليسرى لمرمى الأهلي، ليقتل المباراة ويحرم المنافس فرصة العودة.
واستحق بوناميغو أن يكون رجل النهائي الأول، واحتفل به لاعبو الشباب على طريقتهم الخاصة، عقب نهاية اللقاء وقبل مراسم التتويج بالإطاحة به في الهواء وهتفت له جماهير الشباب طويلاً سواء في المدرجات أو عقب نهاية اللقاء.
وتحولت ساحة الملعب إلى احتفال جماهيري شبابي، بعد ان نزلت الجماهير إلى الملعب واختلطت باللاعبين والجهاز الفني، وتحول المشهد إلى مهرجان كبير شارك فيه أنصار الشباب الذين لم يغادروا النادي إلى في وقت متأخر، وسمح لهم الجهاز الإداري بالدخول إلى غرفة ملابس الفريق والتقاط الصور التذكارية مع اللاعبين والحصول على قمصانهم وتدرس إدارة النادي تحديد موعد للاحتفال بالبطولة لرد الجميل للجماهير التي ساندت الفريق في النهائي المثير.
الحظ والجدارة
عقب نهاية المباراة عبر بوناميغو عن سعادته بالفوز باللقب، وقال في المؤتمر الصحافي «يجب ان نهنئ الأهلي على المباراة الطيبة التي قدمها مع الشباب، وكانت رائعة ومشرفة وتدعو كل الإماراتيين للفخر، لأن فرق دبي تقدم هذا المستوى العالي من كرة القدم، ويجب أن أهنئ لاعبي الشباب على ما قدموه في المباراة من جهد كبير ورائع وتوجوا بلقب ثمين، وبات هذا الجيل من لاعبي الشباب يمثل جزءاً مهماً من تاريخ النادي وكرة القدم الإماراتية عقب فوزه باللقب الخليجي للمرة الثانية في التاريخ».
وعن المباراة ومساندة الحظ له قال بوناميغو «البطل لابد أن يكون محظوظا، لكن الحظ لا يأتي إليك من دون أن تعمل وتجتهد، والكرة لن تدخل المرمى من نفسها، لكن يجب أن تخلق الفرصة، وفي النهاية يساندك الحظ، والتوفيق من عند الله لتسجل وتهز شباك المنافس».
وتابع بوناميغو «اليوم سأحتفل وغدا يصبح هذا اليوم من التاريخ، فلدينا مهمة جديدة وهي البطولات التي نشارك فيها سواء الدفاع عن لقب بطل كأس اتصالات للمحترفين أو بطولة الدوري وكأس رئيس الدولة ودوري أبطال آسيا».
وكشف بوناميغو سر تفوق الشباب، وقال «كلمة السر هي أن الفريق يعمل مجموعة واحدة مثل الأسرة، والروح العالية هي شعار الجميع، واحترام المنافس واحترام القرارات الفنية، حيث كانت هناك قرارات صعبة تم اتخاذها في اللقاء النهائي، ومنها استبعاد جوليو سيزار وعبدالله درويش الظهير الأيسر، ولم يكن لعيب فيها أو تقصير بقدر ما هي ظروف للمباراة وطبيعة لعب المنافس، حيث عمدت لإشراك أكبر عدد من طوال القامة في الخط الخلفي، لحرمان الأهلي من عنصر التفوق في الكرات العالية».
وأضاف بوناميغو «لعبنا بواقعية شديدة من أجل إيقاف مفاتيح لعب الأهلي، ولتحقيق النتيجة المطلوبة وهي الفوز فقط، حيث لعبنا بشكل جيد في مباراة الذهاب، لكننا خسرنا، وفي مباراة الدوري كان الهدف واضحاً وهو حصد النقاط الثلاث وقد كان، وفي مباراة العودة لم يكن تفكيرنا ينصب على تقديم كرة جميلة فقط، بل تحقيق الفوز الذي يدفع الفريق لمنصة التتويج، وركزنا على الأخطاء التي وقعنا فيها، وتعلمنا الدرس الذي كان بمثابة رسالة واضحة للجميع لعدم تكرار الهفوات في اللقاء الأول».
وأشاد بوناميغو بعطاء اللاعبين والجهاز الفني والإداري في البطولة التي كانت عبارة عن رحلة طويلة من الموسم الماضي وكللت بالنجاح، وقال «لقد أثبتنا على مدار مشوار البطولة أن الشباب فريق كبير، ولديه قدرات عالية، ويستطيع أن يواجه أي منافس دون خوف، ويلعب بثقة بإمكاناته ولابد أن اسجل تقديري وتحيتي للاعبين الأبطال».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news