قالوا إن التغيير يكمن في وجود الإرادة الحقيقية

رياضيون عرب: 10 أسباب تقف عائقاً أمام تقدّم الكرة العربية

الخضر كانوا الممثل الوحيد للعرب في مونديال 2010 وخرجوا من الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدور الأول. غيتي

حدّد رياضيون وخبراء عرب في مجال كرة القدم 10 أسباب أساسية وصفوها بأنها وراء تأخر وتراجع المنتخبات العربية في كرة القدم بشكل عام، وعدم وجود تأثير مهم لها في خريطة الكرة العالمية، وإخفاق بعضها حتى في مجرد الوصول إلى كأس العالم لكرة القدم، وعدم قدرة من يصل منها للنهائيات في البطولة على المنافسة في بلوغ أدوار متقدمة فيها، ناهيك عن الفوز باللقب في أعظم حدث كروي على مستوى العالم، ومع انطلاق تصفيات كأس العالم المخصصة لآسيا، يبدأ معها الحديث مجدداً عن الهدف الذي تسعى إليه هذه المنتخبات العربية المشاركة التي تجد صعوبة في البقاء حتى آخر التصفيات، ناهيك عن التأهل للمونديال والتطلع لأدوار متقدمة فيه.

التوصيات العشر

وضعأ خططأ واستراتيجيات حديثة لتطوير اللعبة.

خلق دوريات محلية قوية.

إقامة نظام احتراف حقيقي في المجالين الفني والاداري.

زيادة عدد المباريات في المسابقات المحلية.

استقرار الاتحادات الوطنية في المنطقة.

العمل على خلق كوادر إدارية محترفة.

خلق بيئة ملائمة للاعب العربي والاهتمام بالمواهب المتميزة وإتاحة الفرصة لها للاحتراف في الخارج.

اهتمام الحكومات العربية باللعبة وتوفير الدعم اللازم لها.

اهتمام الشركات برعاية اللعبة.

تأهيل وتطوير قدرات المدربين المحليين.

 

مشاركات العرب في المونديال

المغرب: 70 و86 و94 و1998

السعودية: 94 و98 و2002 و2006

تونس: 78 و98 و2002 و2006

الجزائر: 82 و86 و2010

مصر: 34 و1990

الإمارات: 1990

العراق: 1986

الكويت: 1982

وقال عدد من الرياضيين المتخصصين لـ«الإمارات اليوم»، إن «هذه الأسباب تتمثل في غياب التنظيم والخطط الاستراتيجية قصيرة وطويلة المدى في الاتحادات العربية المسؤولة عن ادارة شؤون اللعبة، وضعف البطولات والمسابقات المحلية في المنطقة، وغياب منظومة الاحتراف الفني والاداري وغياب الفكر الاحترافي للاعب العربي، وعدم تشجيعه في الاحتراف الخارجي، خصوصاً في اوروبا، بجانب أن البيئة المحلية غير مهيأة للاعب العربي للإبداع، فضلاً عن الفوارق الكبيرة بين الدوريات العربية ونظيراتها في الدول الاخرى المتقدمة في مجال اللعبة خصوصاً في اوروبا، بجانب عدم اهتمام بعض الحكومات العربية باللعبة وغياب الاستقرار الفني والاداري، وانعدام الطموح عند المنتخبات العربية التي يتمثل أقصى طموح لها في الوجود فقط في المونديال دون ان تفكر في بلوغ أدوار متقدمة او المنافسة على اللقب».

ووصفوا ما يحدث حالياً لكرة القدم في المنطقة بالتخبط والعشوائية، مؤكدين انه لاتزال اللعبة تدار بعقيلة الهواة رغم انها باتت تدار على مستوى العالم بطريقة احترافية، كونها تعد استثماراً في مختلف المجالات، لافتين الى ان استمرار مثل هذه الممارسات سيؤخر لحاق الكرة العربية بركب الامم المتقدمة في هذا المجال، رغمأ أنها تمتلك مواهب من اللاعبين الذين اثبت بعضهم وجوده بقوة خلال احترافهم في الخارج خصوصاً في أوروبا.

وأشاروا الى انهم لا يتوقعون وجود مؤثر للعرب في خريطة الكرة العالمية، لاسيما على صعيد المونديال على المدى القريب في حال استمر وضع اللعبة في المنطقة على ما هو عليه دون حدوث اهتمام حقيقي بعملية التطوير ووضع الخطط الاستراتيجية.

وقدم هؤلاء الخبراء تشخيصا دقيقا لحالة الكرة العربية، واضعين في الوقت نفسه روشتة من 12 توصية ووصفة لعلاج الامراض والمشكلات التي تعاني منها حتى تنهض وتلحق بركب الدول المتقدمة في هذا المجال، مؤكدين أن اوروبا والغرب بشكل عام متقدم على العرب في كل شيء وليس في مجال كرة القدم وحدها.

وحذر هؤلاء الخبراء من ان يؤدي انشغال بعض الحكومات بما يحدث في بعض الدول العربية من تطورات سياسية الى إهمال المنتخبات في هذه الدول بما ينعكس بصورة سلبية على مستواها الفني في التصفيات المرتقبة لمونديال البرازيل عام .2014

ورغم ان أول ظهور للعرب في نهائيات كأس العالم كان في المونديال الثاني عام 1934 في إيطاليا من خلال المنتخب المصري وتوالت بعدها مشاركات منتخبات المغرب والجزائر وتونس والكويت والعراق والامارات والسعودية، إلا أن بقية المنتخبات العربية كانت تودع البطولة منذ الدور الاول باستثناء منتخبي المغرب والسعودية اللذين نجحا في كسر هذه القاعدة بصعودهما للدور الثاني في مونديالي 86 و94 على التوالي فيما شهد مونديال 2010 في جنوب افريقيا أضعف حضور للعرب بوجود منتخب واحد فقط هو المنتخب الجزائري الذي ودع البطولة من الدور الاول.

الجوهر: الاحترافية غائبة

أكد مدرب المنتخب السعودي السابق ناصر الجوهر ان هناك عوامل رئيسة وراء تأخر كرة القدم العربية وإخفاقها في ان يكون لها دور مؤثر في كأس العالم وفي خريطة الكرة العالمية بصورة عامة من بينها غياب الاحتراف في اللعبة في المجالين الفني والاداري، وعدم تطبيقه بالصورة الصحيحة في بعض الدول العربية التي بدأت تطبيقه اخيراً مقارنة بالاحتراف الذي يطبق في أوروبا وانعدام الخطط السليمة التي تطور لتطوير اللعبة، إضافة للفوارق التي وصفها بالكبيرة جدا بين اللاعب العربي وبين نظيره في اوروبا في الكثير من الجوانب خصوصاً في مسألة الاحتراف، اضافة لوجود فوارق كبيرة ايضا بين الدوريات العربية ونظيراتها في اوروبا، مطالباً بضرورة الاعتراف بهذه السلبيات والعمل على علاجها حتى تلحق الكرة العربية بركب الكرة العالمية .

وأضاف الجواهر «كل هذه العوامل في تقديري اثرت بصورة سلبية على الكرة العربية إضافة لعوامل اخرى ايضا ادت الى تأخرها ويجب عدم إغفالها من بينها ضعف الاستعداد النفسي والبدني للاعب العربي وضعف الدوريات المحلية في المنطقة وغياب عملية التغذية بصورة علمية للاعب العربي''.

وانتقد الجوهر عملية تطبيق الاحتراف في بعض الدول العربية، مؤكدا ان هذا الامر لايعد احترافا حقيقيا في اللعبة حال مقارنته بما يحدث في دول اخرى أكثر تقدما وتطورا في هذا المجال. وعن دور الحظ في كرة القدم اعتبر الجوهر أنه لا يوجد شيء اسمه الحظ في كرة القدم التي تعتمد في الاساس على التنظيم والتخطيط السليم.

حمد: الفوارق كبيرة

يرى مدرب منتخب العراق السابق والاردن الحالي عدنان حمد، أن هناك اسبابا موضوعية تجعل الكرة العربية متأخرة كثيرا مقارنة بنظيرتها في أوروبا وغيرها من الدول المتقدمة في هذا المجال، لافتاً الى ان من بين هذه الأسباب عدم وجود منظومة احتراف متكاملة في اللعبة على الصعيدين الاداري والفني، مطالباً بأهمية تطبيق الاحتراف في الدوريات العربية بصورة حقيقية.

وقال «هناك أيضاً فوارق كبيرة جداً بين الدوريات العربية ونظيراتها في القارة الاوروبية، خصوصاً أن كرة القدم اضحت تعتمد على العمل الاحترافي في كل شيء سواء الفني او الاداري، إلا أننا في المنطقة العربية لازلنا للأسف نعتمد على اداريين متطوعين غير محترفين في مجال العمل الاداري في اللعبة، لذلك فإن كرة القدم العربية تحتاج الى عمل كبير حتى تقلص الفوارق بينها وبين الكرة الاوروبية كي تستطيع ان تحسن من صورتها، وان يكون لها وجود مؤثر في خريطة كرة القدم العالمية، وأحذر من انه في حال استمر الوضع الحالي فإنها ستتأخر كثيراً ». وعن دور الحظ في خدمة بعض المنتخبات العربية في بلوغ المونديال اعتبر حمد ان الحظ مسألة نسبية ومن الممكن ان يخدمك لفترة وجيزة لكنه لن يقف معك دائماً.

صدقي: غياب التخطيط

اتفق مدرب المنتخب المصري السابق حمادة صدقي مع ما ذهب اليه الخبراء في هذا المجال، مؤكداً ان هناك العديد من الاسباب الموضوعية وراء ضعف الكرة العربية وإخفاقها في فرض وجودها بقوة في خريطة الكرة العالمية، وفي مقدمة هذه الاسباب غياب منظومة الاحتراف الحقيقي لمواكبة التطور السريع في اللعبة، وانعدام الفكر الاحترافي عند اللاعبين العرب، فضلا عن غياب التخطيط السليم، وضعف الدوريات المحلية في المنطقة العربية وغياب الاستقرار الفني، واغفال الاهتمام بالناحية البدنية رغم كونها تمثل عصب الكرة الحديثة، واستعجال الجمهور العربي نتائج سريعة، وعدم الاهتمام بلاعبي المراحل السنية من الناشئين والشباب من خلال توفير مدربين لهم على مستوى عال رغم كونهم يشكلون الاساس في عملية التطور الكروي العربي.

وأشار الى ان التطورات الحالية في المنطقة العربية خصوصاً السياسية سيكون لها انعكاساتها السلبية على المنتخبات العربية، لاسيما بالنسبة للمنتخب المصري وكذلك بعض المنتخبات العربية التي تمر بالظروف نفسها التي تعيشها مصر حالياً.

 وقال صدقي «هناك أيضاً اسباب أخرى لتخلف الكرة العربية تتمثل في غياب الاحتراف الاداري في كرة القدم بالنسبة للإداريين الذين يتولون إدارة شؤون اللعبة، اضافة الى انعدام الاهداف طويلة المدى بجانب أن الفكر العربي الكروي متأخر مقارنة بالدول المتقدمة في هذا المجال خصوصاً في اوروبا».


 الشامسي: العشوائية مسيطرة

سليم الشامسي

عزا عضو مجلس إدارة اتحاد الإمارات لكرة القدم رئيس لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين الدكتور سليم الشامسي، إخفاقات المنتخبات العربية لكرة القدم فيأ كأس العالم وعدم قدرتها على المنافسة في الوصول الى أدوار متقدمة في البطولة الى أسباب عدة، من بينها التخبط والعمل بصورة عشوائية وعدم وجود خطط استراتيجية طويلة المدى في الاتحادات العربية لكرة القدم، بجانب عدم إعطاء الرياضة وكرة القدم تحديداً الاهتمام المطلوب، إضافة الى عدم وجود استقرار فني وإداري في المنتخبات العربية، فضلاً عنأ عدم تطبيق الاحتراف في اللعبةأ بصورة حقيقية في المنطقة العربية.

وانتقد الشامسيأ اللاعب العربي، مؤكداً ان فكره الكروي لم يرق لمستوى الاحتراف، رغم كونه يمتلك مهارات فنية عالية، لافتاً الى انأ غياب الطموح في الكثير من المنتخبات العربية يمثل ايضاً احد اهم أسباب التخلف الكروي العربي، لافتاً الى أن غالبية هذه المنتخبات يكون أقصى طموح لها هو الوصول للمونديال فقط دون ان تفكر في المنافسة على الوصول لمراحل متقدمة في البطولة.

وشدد الشامسي على أنه رغم كونه متفائلا دائما فإنه في حال استمر الواقع الحالي الذي تعيشه الكرة العربية فإنه لا يتوقع أن يكون هناك وجود فاعل ومؤثر لها في خارطة اللعبة على الصعيدأ العالمي في المستقبل القريب، مؤكداً في الوقت نفسه جدية بعض الاتحادات في المنطقة العربية منها اتحاد الإمارات لكرة القدمأ على العمل على إحداث التطور المنشود من خلال وجود خطط طموحة.

وقال «للأسف، رغم أن هناك كثيراً من الدول التي بدأ اهتمامها بلعبة كرةأ القدم حديثاً مثل اليابان والولايات المتحدة الاميركية، فإنها تفوقتأ على المنتخبات العربية بمراحل كثيرة».

وبسؤاله عن توقعاته للمنتخبات العربية في كرة القدم خلال مشواره في التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل، أكد الشامسي أنه لا يتوقع حدوث معجزات أو مفاجآت كبيرة للمنتخبات العربية خلال ظهورها المرتقب فيأ التصفيات المؤهلة للمونديال، محذراً من ان يؤدي انشغال الحكومات في بعض الدول العربية بالتطورات السياسية للتأثير بصورة سلبية في المنتخبات الكروية فيأ هذه الدولة، خصوصاً بالنسبة لمنتخبات مصر وسورية واليمن وليبيا بجانب العراق.


 السركال: المنتخبات تسعى لبلوغ المونديال لا المنافسة فيه

 كشف نائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يوسف السركال ان هناك مئات الأسباب وراء تأخر كرة القدم العربية من بينها غياب الاستراتيجيات والتنظيم والاحتراف، واصفاً «وصول بعض المنتخبات العربية للمونديال بالعمل العشوائي، نظراً لعدم وجود مستوى كروي ثابت للدول التي تصل للمونديال مقارنة بمنتخبات عالمية اخرى مثل المانيا والبرازيل وانجلترا».

وقال السركال«حتى لو غابت هذه المنتخبات عن المونديال مرة او مرتين فإنها تبحث عن الاسباب التي جعلتها تغيب عن هذا الحدث، أما بالنسبة لمنتخباتنا العربية فحدث ولا حرج، ولكن هذا الامر لا يشمل كل الدول العربية لأن لكل دولة ظروفها». وأضاف «المنتخبات العربية تنافس بشكل كبير على بلوغ المونديال، ولكن بمجرد وصولها للنهائيات فإنه لا يوجد لديها أي تنافس في هذا الحدث».


سعدان: اللاعب يتحمّل قسطاً من المسؤولية

رايح سعدان.   أ.ب

عدّد مدرب المنتخب الجزائري السابق رابح سعدان جملة من الأسباب وصفها بأنها السبب الاساسي في تخلف الكرة العربية وتراجعها فيأ المحافل الدولية، خصوصاً في كأس العالم من بينها غياب الاستقرار والخطط الادارية والفنية السليمة، وعدم وجود رؤية ثاقبة للنهوض بالمستويات الفنية في الدوريات العربية بصورة عامة، منتقداً في الوقت نفسه الطريقة التي تدار بها كرة القدم في المنطقة في بعض الاتحادات الوطنية العربية، مؤكداً ان ذلك كانأ ايضاً من العوامل التي اسهمت بصورة سلبية في تخلف العرب في كرة القدم وعدم وجود دور فاعل ومؤثر لهم في خريطة كرة القدم العالمية.

وأشار الى ان هناك ايضاً عامل مهم جدا يتمثل في اللاعب نفسه وغياب الفكر الاحترافي لديه، بدءاً بأسلوب حياته داخل الملعبأ وخارجه، وطريقة تفكيره وتصرفاته الشخصية، وعملية السهرأ وحتى طريقةأ تعامله مع الآخرين، مؤكداً أن أصعب شيء عند العرب خلق لاعبين عرب يدركون معنى الاحتراف الحقيقي في اللعبة، معتبراً أن اللاعب العربي يعاني الدلال الزائد،أ على حد تعبيره.

ورأى سعدان ان توفير البيئة الملائمة للاعب العربي تمثل أيضاً عاملاً مهماً، فاللاعب الذي يعاني مشكلات نفسية واجتماعية وغيرها لا يستطيع أن يبدع في الملعب حتى لو كان يتمتع بالموهبة والمهارات الفنية العالية.

وقال سعدان: «للأسف فإنه حتى المنتخبات العربية التي استطاعت الوصول للمونديال اكثر من مرة إلا انها لم تستطع الاستمرار وفرض وجود قوى لها في هذا الحدث نظراً لغياب الطموح، وذلك عدم الاستقرار الفني والإداري بهذه المنتخبات ما أدى الى تراجع مستوياتها الفنية، ولذلك فقد كان من الطبيعي ان تغيب عنأ النهائيات في المونديال كونها لم تتمكن من تطوير مستوياتها».

وأضاف: «رغم أن الكرة العربية زاخرة بالمواهب بدليل أن هناك عدداً كبيراً من اللاعبين العرب أثبتوا وجودهم بقوة من خلال احترافهمأ اللعب في الدوريات الاوروبية وغيرها، إلا ان ذلك لم يستثمر بصورة سليمة لمصلحة تطور الكرة العربية بشكل عام».

ودعا سعدان الى ضرورة معالجة كل هذه النقاط التي ذكرهاأ حتى تتطور الكرة العربية ويكون لها وجود فاعل ومؤثر على الصعد القارية والدولية خصوصاً في كأس العالم.

وعن توقعاته للمنتخبات العربية خلال مشوارها المرتقب في التصفيات المؤهلة للمونديال اعتبر سعدان أنه من السابق لأوانه تقييم مستوى المنتخبات قبل انطلاقة التصفيات للحكم عليها بصورة موضوعية، لافتاً الى ان هناك تغييرات كبيرة في صفوف عدد من هذه المنتخبات نظراً لوجود لاعبين كبار فيأ السن حان أوان رحيلهم.

تويتر