النتائج والأرقام تقف في صفه.. والأندية لا تمنحه الثقة الكاملة
المـدرب المـواطـن للطـوارئ فقــط
المدرب المواطن عيد باروت محمولاً على الأكتاف بعد فوزه مع الإمارات بكأس رئيس الدولة الموسم الماضي. تصوير: إريك أرازاس
انطلقت النسخة الثالثة من دوري المحترفين لكرة القدم بمدرب مواطن واحد فقط هو عبدالحميد المستكي، الذي تولى دفة القيادة الفنية في نادي العين، ومع دخول المسابقة مرحلة المطبات الصعبة، والاقتراب من محطة الختام بلغ العدد ثلاثة مدربين، بعد أن تحول المستكي من العين إلى الأهلي، وعاد خليفة مبارك لتولي قيادة الوصل، فيما أسند بني ياس المهمة للمدرب مهدي علي.
وفي منتصف الموسم كان عيد باروت قد عمل مع النصر بين حقبة البرازيلي أنغوس ومرحلة الإيطالي والتر زينغا، ومازالت الأندية تتعامل مع المدرب المواطن على أنه مدرب طوارئ فقط، يتم الاعتماد عليه حين تتخذ قراراً بتغيير المدرب الأجنبي عندما تسوء النتائج، ليتولى المهمة لكونه الأقرب إلى الفريق والبطولة، ويعرف كل كبيرة وصغيرة عن بقية الفرق المنافسة، إضافة إلى أنه يلبي النداء دون قيد أو شرط، لأن المهمة تحمل طابعاً وطنياً.
وتشهد المنطقة الفنية حركة تغييرات كثيرة على مدار المواسم الثلاثة الماضية، وسجلت النسخة الأولى من دوري المحترفين 26 مدرباً كان نصيب المواطنين، فيها مدربان فقط هما خليفة مبارك الذي درب الوصل بشكل مؤقت بعد إقالة المدرب الكرواتي ستريشكو، وقبل أن يتم تعيين التشيكي هوراك، والثاني هو عيد باروت الذي تولى مهمة تدريب الظفرة، بعد أن رحل المصري أيمن الرمادي في بداية الموسم، وتبعه السوري محمد قويض، ونجح باروت في تقديم أوراق اعتماده مع فارس الغربية، وقاده بنجاح للبقاء في دوري الأضواء والشهرة.
وفي النسخة الثانية سجلت المنطقة الفنية 25 مدرباً، بينهم ثلاثة مواطنين هم مهدي علي في الأهلي الذي تسلم المهمة خلفا للمدرب الروماني ايوان أندوني، لكن ارتباط مهدي بالمنتخب الأولمبي حال دون استمراره، فرحل واسندت المهمة إلى التونسي نور الدين العبيدي، ثم الهولندي تين كات، وبعده عاد العبيدي وأكمل الموسم.
وفي «دار الزين» ظهر عبدالحميد المستكي في الواجهة، بعد أن استهلك العين مدربين خلال موسم واحد، بداية من الألماني وينفرد شايفر، تبعه البرازيلي سيريزو، ثم جاء المستكي وانهى الموسم وبدأ الموسم التالي، قبل أن يرحل ويأتي البرازيلي غالو بدلا منه، وكان المدرب الرابع في النسخة الثانية هو عيد باروت الذي تولى مهمة تدريب الإمارات، خلفاً للمدرب التونسي أحمد العجلاني، وحقق باروت مع الصقور إنجازاً تاريخياً فريداً عندما قاد الفريق للفوز للمرة الأولى في التاريخ بلقب بطل كأس رئيس الدولة، لكن نتائج الفريق السالفة في بداية الموسم لم تشفع له للبقاء في عالم الأضواء والشهرة، فهبط، ورحل باروت، ليتولى مهمة تدريب منتخب الشباب، وسجل المستكي في النسخة الثالثة تدريب ناديين، هما العين في بداية الموسم، والأهلي حاليا بعد رحيل الايرلندي ديفيد اوليري، فيما عاد باروت إلى الصورة بعد أن أقال النصر مدربه البرازيلي أنغوس، وتولى باروت المهمة مؤقتاً إلى حين التعاقد مع الإيطالي والتر زينغا، فيما كان مهدي علي ورقة بني ياس خلفاً للتونسي لطفي البنزرتي، ولجأ الوصل مجددا إلى ابن قلعة الفهود خليفة مبارك لتولي المهمة، خلفا للمدرب البرازيلي سيرجيو فارياس.
لمشاهدة الصورة بشكل واضح يرجى الضغط على هذا الرابط |
وعلى الرغم من أن الارقام والنتائج تقف دائما في صفه، إلا أن المواطن يظل مدرباً للطوارئ فقط.
لا ينقصنا شيء
من جهته، قال مدرب العين السابق والأهلي الحالي عبدالحميد المستكي، لـ«الإمارات اليوم» إن «هذا السؤال يجب أن يطرح على إدارات الأندية، لأنها صاحبة القرار، فنحن نعمل حباً في المكان وخدمة للوطن، سواء للنادي الذي تربينا فيه أو في النادي الذي يطلب خدماتنا، والنتائج تفرض نفسها على الشارع الكروي، سواء في المنتخبات أو الأندية».
وأضاف «المدرب المواطن لا ينقصه شيء مقارنة بالمدرب الأجنبي، فهناك ما لا يقل عن 40 مدرباً يحملون رخصة التدريب (أ) من الاتحاد الآسيوي، وعدد آخر يحمل شهادة الاحتراف، والمدرب المواطن لا ينظر إلى النواحي المالية، على الرغم من أن المهنة باتت بمثابة (لقمة العيش) في عصر الاحتراف، لكن هناك الدافع الوطني لخدمة البلاد من أي مكان، والمدرب المواطن يجد التقدير المناسب من وجهة نظري من ولاة الأمر في الدولة، وهذا أكبر من المكافآت المالية، فهم يتابعون ويدعمون مسيرة المدرب المواطن، وعلى الرغم من أن المدرب المواطن يعمل في الأندية بشكل مؤقت، لكن نتائجه تتحدث عنه».
وتطرق المستكي لتجربته مع العين وقال «لم تكن نتائج الفريق بهذا المستوى عندما رحلت عن الفريق، مع الوضع في الاعتبار أن الفريق خلال فترة عملي معه مر بظروف صعبة، سواء من الإصابات التي حرمتنا من عناصر الخبرة، ووصلنا للعب بالحارس الخامس. وبالأرقام فإنني لم أخسر سوى خمس مباريات فقط مع العين والأهلي منذ توليت المهمة في ابريل 2010 وحتى المباراة الأخيرة مع دبي التي خسرها الأهلي، وحتى تلك المباريات التي خرستها كان فريقي هو الطرف الأفضل فيها، وإذا كانت الاندية تعطي المدرب الأجنبي الفرصة كاملة فلماذا لا يتم ذلك مع المدرب المواطن؟ وأرى أن الوضع في تطور وتحسن مستمرين، بفضل دعم أصحاب السمو الشيوخ وكبار المسؤولين، من خلال دعم مسيرة المدربين المواطنين، وهو ما يظهر في المنتخبات الوطنية لجميع المراحل السنية».
وأكمل المستكي «لدينا كم كبير من المدربين المواطنين الأكفاء يجب ان يحظوا بالمزيد من الفرص، وقد لاحظنا ذلك مع المدرب البرازيلي ابل براغا الذي تولى المهمة في الجزيرة على مدار ثلاث سنوات، وها هو يقود الفريق في الموسم الثالث لتحقيق كأس رئيس الدولة ثم بطولة الدوري في الطريق، ومن ثم يجب أن تتوافر لدى المدرب المواطن المقومات التي تساعده على النجاح، خصوصاً على صعيد اللاعبين الأجانب، وقد لاحظنا أن اللاعب الأجنبي يحقق الفارق، كما هي الحال في دبي واتحاد كلباء، وتشعر بغيرة لاعبيهم الأجانب، ويقدمون عروضاً رائعة ساهمت في تحقيق نتائج هي الأفضل في الدور الثاني للدوري».
واختتم المستكي «كنا في الماضي نستقدم مدربين لديهم أسماء رنانة وكبيرة مثل كارلوس البرتو وغيره، لكن الوضع حاليا لا يقول ذلك فالسيرة الذاتية للأجانب لا تزيد عن المدرب المواطن».
خدمة الوطن
بدوره، قال عيد باروت مدرب الظفرة والإمارات والنصر السابق، ومدرب منتخب الشباب الحالي: «بالنسبة لي شخصيا فأنا احترم وجهات نظر الأندية ومسؤوليها، ولابد من الإشادة بدعم ومساندة المسؤولين في اتحاد الكرة لكل المدربين المواطنين، وكذلك أشكر إدارة النصر التي عملت معها على مدار ثلاثة أشهر هي المدة المتفق عليها عند التعاقد، ووجدت كل الدعم منها، وقد كان العام الماضي عام المدرب المواطن».
وأشار باروت إلى أن المدربين المواطنين يعملون باجتهاد وحب، ويحاولون خدمة الوطن من أي موقع، وأوضح أن «المدرب المواطن يسعى لتطوير نفسه، وقد لاحظنا تفوقا واضحا للمدربين المواطنين عندما يتولون المهمة في مختلف درجات الدوري، سواء في المحترفين كما هو الحال مع المستكي ومهدي علي وخليفة مبارك أو في الدرجة الأولي (ب) كما هي الحال هذا الموسم مع عبدالحميد النمر مع القوات المسلحة وقاده للصعود إلى دوري الدرجة الأولى (أ) كما فعل سيف سلطان مع مسافي وتفوقا على فرق عريقة لها تاريخ مثل رأس الخيمة وحتا والحصن».
وناشد باروت الأندية بمنح المدرب المواطن الفرصة والحكم عليه في النهاية، وقال «النتائج في علم الغيب، ولابد من مساندة المدرب المواطن وخلق جو صحي ليعمل وينجح، وأنا متأكد من أنه سيخرج ما لديه من طاقة، لأنه يملك القدرة ويحب العمل والإبداع، ويجب النظر إلى عمله بنوع من الإيجابية».
وتابع باروت «للأسف الشديد يتعرض المدرب المواطن لنقد هدام، على الرغم من أنه يعمل من أجل خدمة النادي والوطن، ويسعى لرفع راية الوطن عالية خفاقة، وأنا شخصيا لا أشاهد غير المباريات، وأنام بعدها ولا أتابع برامج التحليل، فمن يخف الله في عمله لا يهتم بما يقال عنه، لأن إرضاء الناس غاية لا تدرك، والمحللون بشر، وأحرص على متابعة برامج التحليل الأجنبية، إذ يكون النقد إيجابياً من دون تجريح وبعيد عن الإثارة، والتركيز على النقاط السوداء فقط، وفي النهاية اقول إن هذا وطننا لا يباع ولا يشترى، وسنرفع رايته عالية في ظل الدعم الكبير من ولاة الأمر».
حارب: أقترح أن يبدأ دوري النسخة المقبلة بـ 6 مدربين أجانب
أما مدير فريق الوصل السابق بدر حارب، فقال «للأسف الشديد كان العين على طريق كسر القاعدة عندما منح الثقة للمدرب المواطن عبدالحميد المستكي في بداية الموسم الجاري، لكنه سرعان من تخلى عنه، على الرغم من أن الظروف لم تكن في مصلحته، وافتقد الأجانب المؤثرين، وكان يعوّل على مجموعة من الشباب بعد غياب عناصر الخبرة، وعاد المستكي مدرباً للطوارئ مع الأهلي».
وأوضح حارب أن البحث عن اسلوب لتبرير تواضع النتائج يكون سهلاً مع المدرب الأجنبي عن المدرب المواطن، وقال «عندما يكون المدرب الموجود أجنبياً من السهل على إدارة النادي أن تجد عذراً مقنعاً لتواضع النتائج، مثل أن المدرب لا يعرف كيف يتعامل مع اللاعبين، ولا يفهم عقلية اللاعبين، أو أنه مدرب عنيد ولا يستمع للمشورة، وهي مبررات يصعب أن تخرج لو كان المدرب المسؤول مواطناً، لأن علاقة المدريين المواطنين باللاعبين رائعة، ولا يمكن التعلل بها».
واقترح حارب أن يبدأ الدوري في النسخة المقبلة بستة مدربين أجانب ومثلهم من المواطنين، على أن يتم عقد مقارنة بين نتائج هؤلاء في نهاية الموسم، وقال «أنا متأكد من أنه لو تم توفير كل المقومات بطريقة عادلة للمدربين المواطنين، مثل ما يحدث مع الأجانب، ستكون النتيجة لمصلحة المواطن، ولدينا أسماء تعمل بجد وإخلاص».
وتطرق حارب لعنصر الاستقرار الذي يجب أن يمنح للمدرب المواطن، وقال «بطل كأس رئيس الدولة، ومتصدر الدوري هو الجزيرة، ومدربه براغا لم يتغير من ثلاث سنوات، ووصيفه في الدوري هو بني ياس الذي تولى التونسي لطفي البنزرتي تدريبه من ثلاث سنوات، قبل أن يرحل قبل ايام، وثالث الدوري وبطل كأس اتصالات هو الشباب ومدربه باولو بوناميغو يتولى المهمة منذ منتصف الموسم الماضي، وقد طالب البعض برحيله بعد خسارة كأس رئيس الدولة في الموسم الماضي لمصلحة الإمارات، لكن النادي تمسك به، وكان لديه هدف يتحدث عنه أصغر لاعب في الفريق حالياً، وهي ثقافة نجحت الإدارة في غرسها في نفوس الجميع».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
