السعادة تعم أبوظـبي رغـم حسـرة «العين»

فرحة لاعبي الوحدة بعد الفوز على العين.                تصوير: جوزيف كابيلان

عادت الأخطاء الدفاعية لتلقي بظلالها القاتمة خلال الجولة السابعة من دوري المحترفين لكرة القدم لتعكس المعاناة التي باتت تعيشها، بعد أن أعطت كل اهتماماتها للشق الهجومي في تدعيم صفوفها بصفقات جديدة سواء على صعيد المحترفين أو المواطنين.

وابتسمت جولة العيد لأصحاب السعادة في قمة العاصمة برأسية حمدان الكمالي ليخطف الوحدة الوصافة، بعد أن ألحق بالزعيم الخسارة الأولى هذا الموسم فتضاعفت دموع العين بعد خسارة لقب بطل كأس رئيس الدولة، وكان العنكبوت المستفيد الأكبر في الجولة السابعة بفوز عريض خارج قواعده على الملك 4/2 ليواصل نسج خيوطه على القمة ويبتعد بفارق أربع نقاط عن أقرب المنافسين، فيما واصل بني ياس مغامرته وحقق فوزاً عريضاً على الشباب 4/2 ليقبض السماوي على المركز الرابع بجدارة، وخالف العميد أندية دبي وحقق النصر فوزاً عريضاً على عجمان بثلاثية نظيفة، فيما انتهت قمة دانة الدنيا بتعادل مثير بين الأهلي والوصل، واستعاد الظفرة ذاكرة الانتصارات بفوز مثير على الإمارات 4/.3وشهدت الجولة، 23 هدفاً وهو معدل مرتفع يعكس أخطاء المدافعين وحراس المرمى الذين حصلوا على إجازة العيد خلال المباريات، وكان الاستثناء في مباراتي القمة فقط بين الأهلي والوصل والوحدة والعين، ولم تشهد غير ثلاثة أهداف فقط، فيما انهرمت بقية الأهداف كالمطر في بقية المباريات لدرجة أن أقل فوز كان بثلاثية نظيفة للنصر على عجمان.

قمة حماسية

حضرت الإثارة في مباراة القمة الساخنة بين أصحاب السعادة والزعيم، ولكن الجمهور الغفير الذي تابع المباراة سواء في المدرجات أو عبر شاشة التلفزيون خاب أمله بالاستمتاع بوجبة كروية كاملة الدسم كما كانت تشير التوقعات، وغلب الطابع الحماسي على المباراة بعيداً عن اللمحات الفنية العالية التي تتواكب مع ما يضمه الفريقان من كوكبة النجوم سواء من المحترفين أو المواطنين، وفشلت الأوراق الرابحة في الظهور على مسرح القمة المثيرة بفضل الرقابة المشددة والتنظيم الدفاعي الجيد للفريقين وجاء هدف الفوز الوحيد عن طريق المدافع حمدان الكمالي ومن خلال ركلة ثابتة نفذها البرازيلي بنغا، وكانت رأسية حمدان كفيلة بمنح العنابي الفوز والنقاط الثلاث ليخطف المركز الثاني من البنفسج.

أزمة حراسة

أثبت الجزيرة المتصدر أنه يمتلك شخصية البطل هذا الموسم ويأمل عشاق الفريق أن يواصل بالوتيرة نفسها حتى النهاية، ونجح العنكبوت في نسج خيوطه على قلعة الملك وحول تأخره بهدفين نظيفين إلى فوز عريض وبرباعية ضمنت له مواصلة العزف المنفرد على الصدارة، فيما تجرع الشارقة مرارة الخسارة الأولى على أرضه وبين جمهوره هذا الموسم، وكشفت المباراة عن استمرار وقوع دفاع المتصدر في الأخطاء الساذجة التي كلفته هدفين لأصحاب الأرض في مطلع المباراة، لكنه تمكن من العودة قبل نهاية الشوط الأول وحسم اللقاء في آخر 10 دقائق مستغلاً القوة الهجومية الضاربة التي يمتلكها، وفي المقابل عكست الأهداف الأربعة التي هزت شباك النحل الأبيض أن الفريق الملكي يعيش أزمة في مركز حراسة المرمى فلم يتمكن أحمد مبارك حارس الشارقة الجديد من التصدي لزملائه القدامى في الجزيرة، ناهيك عن التمركز الدفاعي الخاطئ الذي يزيد العبء على الحارس.

اللاعب الواحد

أكدت خسارة الشباب الثقيلة أمام بني ياس أن الجوارح فريق يعتمد على النجم الأوحد، فقد تغير شكل وأداء الفريق عقب خروج مهاجمه التشيلي كارلوس فيلانويفا بسبب الإصابة وتحول سيناريو المباراة لمصلحة السماوي فاختفى الشباب في الشق الهجومي تماماً واكتفى بالدفاع، وتكبد الكثير عندما اندفع للهجوم في الشوط الثاني على حساب التأمين الدفاعي وهو ما استغله بني ياس وأمطر شباك سالم عبدالله بأربعة أهداف مع الرأفة، مستغلاً حالة الترهل الدفاعي للشباب وغياب التفاهم بين قلبي الدفاع والحارس، فارتبكوا أخطاء ساذجة أسفرت عن الرباعية السماوية عن طريق السرعة الفائقة في التحول من الدفاع إلى الهجوم، عن طريق موديبو ديارا وسنغهور وخلفهما فوزي بشير وذياب عوانة وعامر عبدالرحمن.

الهفوة الواحدة

ودفع الوصل الثمن غالياً للهفوة الواحدة في الدقيقة الأخيرة أمام الأهلي ليضيع على الإمبراطور فرصة تحقيق فوز ثمين فسقط في فخ التعادل، واعتمد الوصل على خطة دفاع المنطقة طوال الوقت والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة عن طريق أوليفيرا وماهر جاسم ونجح في هز شباك الأهلي بهدف على طريقة النيران الصديقة، وتبارى لاعبوه في إهدار الفرص السهلة لحسم المباراة لتبقى النتيجة معلقة حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدلاً من الوقت الضائع، وفيها خطف باري هدف التعادل المستحق في غفلة من لاعبي الوصل الذي انشغلوا قبلها بالاعتراض على قرار الحكم باحتساب ركلة ركنية للأهلي وهو أمر يعكس قلة الخبرة، وفي المقابل كشفت المباراة عجز الأهلي عن اختراق الحصن الدفاعي الوصلاوي في غياب العدد من الأوراق الرابحة القادرة على تقديم الحلول الفردية وصنع الفارق.

اللياقة الذهنية

عاد العميد بالنصر من قلعة البرتقالي مستغلاً الهبوط الحاد في اللياقة الذهنية للاعبي عجمان في نهاية المباراة، وأمطر شباك محمد حسين بثلاثة أهداف كانت كفيلة بمنح النصر النقاط الثلاث، وقدّم الفريقان مباراة متكافئة اختفى فيها الهجوم تماماً خلال الشوط الأول بفضل التنظيم الدفاعي الجيد والحد من خطورة مفاتيح اللعب، ولكن مع مرور الوقت واستمرار التعادل السلبي غامر عجمان بالاندفاع الهجومي، خصوصاً بعد أن لاحت له فرص عدة لهز الشباك الزرقاء ما أعطى للفريق نوعاً من الطمع في الحسم على حساب الشق الدفاعي فتكبد هدفاً برأسية هادف سيف مستغلاً تمركز دفاعي ساذج في كرة عالية داخل منطقة الجزاء ثم هفوة غريبة منحت النصر ركلة جزاء سجل منها إيمان مبعلي الهدف الثاني، فيما جاء الهدف الثالث عن طريق مرتدة سجل منها علي بوصابون بارتياح.

الفنان يفعلها

تقمص محمد سالم دور السوبر مان ليقود الظفرة لفوز ثمين وغالٍ على الإمارات 4/3 في مباراة غلب عليها طابع الإثارة والحماسة وتواكبت مع ظاهرة الترهل الدفاعي التي عانى منها معظم الفرق في الجولة السابعة، ورغم تقدم الإمارات بهدف نظيف إلا أن الظفرة نجح في حسم الشوط الأول بهدفين، لكن المفارقة كانت في تقدم الضيوف بثلاثية، لكن فنان الغربية سالم تألق وأعاد الفريق للمباراة بتسجيل هدف التعادل قبل أن يلقي بكلمة الحسم ويخطف النقاط الثلاث، وترجمت الأهداف السبعة حالة المعاناة الدفاعية التي عانى منها الفريقان، فقد جاءت الأهداف عن طريق أخطاء دفاعية ساذجة لم تفلح في التعامل مع المهارات الخاصة، وكانت العلامة الفارقة في المباراة خروج المهاجم المغربي نبيل الداودي صاحب هدفي الإمارات ونزول الفرنسي كريم كاركار، بدلاً منه ففقد الصقور عنصر التفوق الواضح من حيث السرعة والإيجابية على المرمى.

الحارس المثالي

استحق حارس مرمى الوصل الدولي ماجد ناصر الفوز بلقب أفضل حارس مرمى في الجولة السابعة، بعد أن ارتدى قفاز الإجادة في مواجهة الأهلي وذاد عن مرماه ببسالة وفدائية وتحمل عبء هجمات الأهلي الخطيرة وكان عند حسن الظن، وامتاز بالرشاقة العالية وردة الفعل المتميزة، وأنقذ العديد من الكرات الخطيرة.

أحسن لاعب

نال مهاجم الجزيرة البرازيلي ريكاردو أوليفيرا لقب أحسن لاعب في الجولة السابعة، بعد أن نجح في قيادة فريقه لتحقيق الفوز الثمين على الشارقة في ملعبه 4/،2 ولعب أوليفيرا الدور الحاسم في تحويل النتيجة من تأخر فريقه بهدفين إلى الفوز العريض والعودة من الإمارة الباسمة بالنقاط الثلاث، وحسم المباراة بتسجيل هدفي الفوز في آخر 10 دقائق من زمن المباراة مستغلاً قدراته في الكرات العالية والسرعة الفائقة في تسجيل الهدفين.

أحسن صافرة

حصل الحكم علي الملا على لقب أفضل حكم في الجولة السابعة، بعد منافسة قوية مع محمد عبدالله حسن، وخطف الملا اللقب المرموق بجدارة بعد أن أدار بكفاءة عالية المباراة المثيرة التي جمعت الظفرة مع الإمارات في المنطقة الغربية، امتاز الحكم باللياقة البدنية العالية التي مكنته من البقاء قريباً من الأحداث وتجاوز كل الاختبارات الصعبة التي مر بها في اللقاء، وكان موفقاً في اتخاذ القرارات الفنية متبوعة بالعقوبات الإدارية.

تويتر