خليفة سليمان: شفافية اتحاد الكرة غائبة.. ولن نلجأ للفيفا

 أكد رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي خليفة سعيد سليمان، أن غياب الشفافية والوضوح من جانب اتحاد كرة القدم تسبب في عدم حسم قضية اللاعب طارق أحمد، مشدداً على أن الأهلي لا يشكك في رئيس مجلس إدارة اتحاد اللعبة أو أعضاء المجلس، ولكنه يسجل تحفظه على الأمور التنفيذية بالاتحاد وتحديداً في هذه القضية، على حد تعبيره.

وقال إن «الأهلي متمسك بحقوقه في اللاعب، لاسيما أن موقف النادي سليم قانونياً، لكنه في الوقت نفسه رفض تصعيد المشكلة للاتحاد الدولي مهما كانت القرارات، كون الأهلي جزءاً من كيان الاتحاد واللعبة ولا يسمح بتشويه صورة الكرة الإماراتية في المحفل الدولي».

ووضع سليمان النقاط على الحروف في ما يخص موقف النادي من قضية الموسم التي تخص لاعب الشارقة طارق أحمد، وذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس، بمقر النادي بحضور عدد كبير من أعضاء مجلس إدارة النادي ووسائل الإعلام.

وأوضح أن «موقف النادي القانوني سليم مئة بالمئة حين عرض اتحاد الكرة اللاعب في مزاد علني، عندما تلقينا رسالة من الاتحاد بتاريخ 31 مايو بوضع اللاعب على قائمة الانتقالات والتعميم على الأندية الراغبة في ضمه بتقديم عروض انتقال في موعد أقصاه 10 يونيو في أظرف مغلقة على أن يتم تحديد موعد لفتح المظاريف، وتبعه كتاب آخر يؤكد الموعد النهائي لتقديم العروض من خلال مظاريف مغلقة ومختومة، وقد سلمنا العرض من خلال مظروف مغلق ومختوم بتاريخ 10 يونيو الساعة الخامسة مساء، طبقا لاستلامه من الأمانة العامة بالاتحاد، وعلمنا من خلال أكثر من وسيلة إعلامية أنه تم فتح المظاريف ولم يتم إخطارنا بأي شيء رسمي، رغم الإعلان في وسائل الإعلام عن استدعاء جميع الأطراف، وهو ما دفعنا لمخاطبة الاتحاد مجدداً بتاريخ 16 يونيو، ذكرنا فيه تحفظات النادي على المزاد والإجراءات الإدارية الرسمية في مخاطبة الجهات المعنية وأطراف العلاقة في أية قرارات متخذة بشكل رسمي، وفقا لما تقرره الأنظمة واللوائح، وتضمن الكتاب الإشارة إلى تصريحات رئيس لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين لوسائل الإعلام دون أن تتم دعوة الأطراف المعنية والمشاركة بتقديم العروض أو حتى إخطارهم بنتيجة العروض المقدمة دون مراعاة لأبسط قواعد الإجراء، وتم فتح المظاريف دون دعوة النادي الأهلي، رغم تقديمه عرضاً رسمياً ذا قيمة يستوجب حضور ممثله ولم يتم إعلامه بنتيجة فتح المظاريف حتى تاريخه».

وتابع «أكدنا في خطابنا للاتحاد أن إرساء مبدأ الشفافية والتكافؤ في الطرح بين أعضاء الاتحاد ومنهم الأهلي الذي يتشرف أن يكون أحد أعضاء الاتحاد هي الركيزة التي كان ومازال الاتحاد ينتهجها ولم يحالفه التوفيق من خلال جلسة الكشف عن العروض المقدمة حول اللاعب المذكور، وقد تمت كافة القرارات والمتابعات والتوجيه من قبل اللجنة إلى اللاعب وإلى أطراف المزايدة ما عدا النادي الأهلي، واكتفى الأهلي بمتابعة القرارات والأحكام من خلال وسائل الإعلام التي تدلي كل منها وفقا لما تضع يديها عليه أو ما يتم تزويدها به من أخبار وآراء».

رد الاتحاد

 وأكمل رئيس مجلس إدارة الأهلي «إيمانا منا بالدور الذي يلعبه اتحاد الكرة في إرساء الدعائم القوية في الحفاظ على حقوق كافة أعضائه وتقييم الأوضاع بالحيادية التامة التي هي شأن رجال الاتحاد، الذين وضعنا وإخواننا باقي الأعضاء الثقة الكاملة فيهم وفي دورهم الكبير في حماية كل أطراف العلاقة الرياضية بقيادة رئيس الاتحاد، فإننا نطالب بإعلان العروض المقدمة من أطراف المزايدة بكل شفافية، وإعلام النادي بنتيجة فتح المظاريف والإجراءات اللاحقة وفقا لما ذكره الاتحاد في تعميمه، وأكدنا ضرورة الاحتفاظ بكامل حقوقنا في درء أي عطب يصيب النادي من جراء إهدار حقوق المساهمين في شركة النادي الأهلي لكرة القدم، ووفقا للأصول والقوانين المعمول بها في الاتحاد وفي الدولة وما تنص عليه اللوائح الدولية، وفوجئنا بأول رسالة من الاتحاد بتاريخ 24 يونيو أي بعد 14 يوم من خطابنا للاتحاد وجاء فيه أن الاتحاد حدد مبلغ 10 ملايين درهم نظير انتقال اللاعب، على أن يتنازل اللاعب طارق أحمد عن نسبة الـ30٪ المستحقة له من قيمة الانتقال، وذلك وفقا للإقرار الموقع منه بتاريخ 11 يونيو وعليه يكون المبلغ المستحق لنادي الشارقة نظير انتقال اللاعب هو 7 ملايين درهم، وتم منح النادي مدة أسبوع من تاريخه ليسلم شيكاً بالمبلغ المذكور لصالح نادي الشارقة بالأمانة العامة للاتحاد لاستكمال عملية الانتقال وفي حال انقضاء الفترة سيقوم الاتحاد باتخاذ ما يراه مناسبا.

الشفافية والوضوح

وقال سليمان «بما أننا نعيش عصر الاحتراف فقد بات الأهلي شركة لكرة القدم وسوف يتم محاسبتها، وهو أمر يتطلب الشفافية والوضوح، كما حدث قبل عدة أعوام عندما تم طرح مزايدة على اللاعب إبراهيما دياكيه، وكل ما نطلبه هو الشفافية وفتح المظاريف أمام الجميع، كما ذكر الإخوان في الاتحاد وأكدوا أن فتح المظاريف سيتم أمام وسائل الإعلام وهو ما لم يحدث، خصوصا أننا سمعنا أن هناك عرضا بلغت قيمته 15 مليون درهم ولا أدري لماذا تم تنزيل القيمة إلى 10 ملايين درهم وهل هي تنزيلات أو خصومات أم ماذا؟».

وتابع رئيس مجلس إدارة الأهلي «ثقتنا كاملة في رئيس اتحاد اللعبة الموقر محمد خلفان الرميثي، وكل أعضاء المجلس، ونكن لهم كل الاحترام والتقدير، وقد عقدنا هذا المؤتمر ليس للتشكيك فيهم ولكن لتأكيد حقوق شركة الأهلي ويبقى لها الحق كطرف في القضية، ولهذا قدمنا اعتراضاً على قرار الاتحاد الأخير بتحديد سعر اللاعب ومنح النادي مهلة لدفع قيمة انتقاله للشارقة».

وتساءل سليمان «لا أدري على أي أساس تم تقييم اللاعب، فقد كان الأمر واضحا من البداية بمزاد علني أمام الرأي العام ومن هنا كانت الشفافية ضرورية، ثم سمعنا أن هناك مقايضة ولم نتلق أي شيء رسمي بهذا الشأن ولا نعرف هل هي مزايدة أم مقايضة، ولا يجوز أن تكون هناك مقايضة في مزاد علني».

ثقة وتحفّظ

 وأضاف سليمان «لجنة أوضاع اللاعبين جزء من الاتحاد، ولهذا نطالب بحل سريع لهذه القضية بعد ما يزيد عن شهر تتداولها الصحافة دون مخاطبات رسمية للجهات المعنية، باستثناء الخطاب الأخير، فلماذا هذا التجاهل الواضح، واليوم نؤكد ثقتنا في الاتحاد ونؤمن بأن أعضاء المجلس خانهم التوفيق في هذا الإجراء وتحفظنا الوحيد على الإدارة التنفيذية لاتحاد اللعبة».

وشدد سليمان على رفض الأهلي للقيمة التي حددها اتحاد الكرة قائلا: اعترضنا على المبلغ وهذا حقنا، ولا نشعر بأن الاتحاد أنصفنا وأتمنى أن أكون مخطئاً، فنحن نثق في نزاهة أعضاء الاتحاد ولا أتصور أن تكون هناك مجاملة لطرف معين، ولكننا نتحفظ فقط على الإدارة التنفيذية.

وردا حول تدخل عضو من طرف منافس في قرارات اتحاد الكرة قال سليمان «لا أتصور أن رئيس الاتحاد يسمح بذلك، وكلي ثقة بأن هذا كلام لا أساس له من الصحة».

لن نلجأ للفيفا

وأكد خليفة سليمان أن النادي الأهلي لن يقوم بتصعيد المشكلة للاتحاد الدولي، قائلاً «لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقوم الأهلي بتصعيد المشكلة للفيفا، فنحن لا نسمح بتشويه سمعة الكرة الإماراتية في المحفل الدولي، فنحن جزء من منظومة اللعبة في الدولة، وما يمس الاتحاد يمسنا ولن نصل لهذه الدرجة، فنحن جزء لا يتجزأ من الاتحاد، ولكننا سنواصل التمسك باللاعب، وسجلنا اعتراضنا وسوف نستأنف والكرة الآن في ملعب الاتحاد، لأن إجراءات الأهلي قانونية ونريد التعامل مع القضية بحيادية وإنصاف، وهناك لوائح وأنظمة نتعامل بها».

وعبر رئيس مجلس إدارة الأهلي عن أمله في أن يتم حسم الموضوع بسرعة وبشكل واضح.

الأهلي والشارقة

وردا على سؤال حول دور الأهلي في مشاكل طارق أحمد مع ناديه الأصلي الشارقة، قال سليمان: «هل الأهلي هو المسؤول عن إيقاف راتب اللاعب وهل نحن من طرده من الملعب؟ يا جماعة نحن الآن نعيش عصر احتراف تحكمه لوائح ونظم ولابد أن يحترم الجميع هذه اللوائح، ونحن في الأهلي لم نكن نفكر في اللاعب إلا قبل ثلاثة شهور، عندما علمنا برغبته في اللعب للأهلي، ولا أذيع سرا إذا قلت إنني جلست مع أحد المسؤولين الكبار في الشارقة لبحث إمكانية حسم الموضوع في وجود شخصيات رياضية كبيرة، خصوصا أن هناك تواصلاً بين الناديين فيما يخص انتقالات اللاعبين، وجلسنا مع اللاعب ووكيل أعماله بناء على موافقة الشارقة».

وأضاف «لم ولن يحدث أن دخل الأهلي في مفاوضات مع لاعب ملتزم بتعاقد مع ناديه، لأننا نعلم اللوائح ونحترمها عكس أندية أخرى أخذت لاعبين، رغم عدم انتهاء تعاقداتهم مع أنديتهم».

وحول تصريحات الشيخ أحمد آل ثاني رئيس مجلس إدارة الشارقة السابق، بأنه لن يسمح بانتقال اللاعب لناد واحد في إشارة للأهلي قال سليمان: «أنا شخصيا أحترم الشيخ أحمد وأعتبره بمثابة صديق وأخ عزيز ولم أسمع هذا الكلام منه، ونقل لي ذلك دون أن يذكر الأهلي، ولا أود أن يتم تصعيد الأمور لهذه الدرجة، فنحن في الأهلي نحترم ونقدر ونعتز بالشارقة كنادٍ كبير في الدولة لديه شعبية عريضة، وقدم أسماء كبيرة للكرة الإماراتية».

وأبدى رئيس مجلس إدارة الأهلي استعداده لحل الموضوع بشكل ودي مع الشارقة قائلا: «لو كان الأمر بيدي فالأهلي يداه ممدودتان من الآن وقلوبنا مفتوحة، فمهما كان القضية لا تستحق كل هذا التصعيد، والعلاقة بينا وبين باقي الأندية ومنها الشارقة لن يعكر صفوها مشكلة حول لاعب، وأتمنى التوفيق للشارقة هذا الصرح الكبير».

 مليون درهم السعر المناسب

أكد رئيس مجلس إدارة الأهلي خليفة سليمان أن «النادي شكل لجنة فنية لتقييم سعر اللاعب طارق أحمد، بعد التفاوض مع وكيل أعماله، ورأت اللجنة أن سعر اللاعب المناسب هو مليون درهم، وكان وكيل أعماله يصر على التعاقد لمدة موسم واحد، لكننا تمسكنا بأن تكون المدة موسمين على الأقل، خصوصاً أن اللاعب بعيد عن المباريات، ولا يلعب منذ عامين فهل يستحق أكثر من هذا الملبغ؟».

وتابع سليمان «المزايدة عرض وطلب، ولكن هل الإجراءات سليمة؟ أعتقد أن موقفنا قانوني تماماً».