سلاح «المغامرة الهجومية» فعّـال بيد الفرسان

توزعت كعكة الجولة 15 من دوري المحترفين لكرة القدم بعدالة تامة بين الإمارات الثلاث الكبرى، وأثبت الأهلي أنه فارس دبي الأول بلا منازع هذا الموسم، وكان الرابح الأكبر بفوز عريض استحق به استعادة القمة، فيما سقط جاره الشباب في فخ التعادل على ملعبه وبين جماهيره، وهو ما تكرر مع النصر بينما تعرض الوصل لخسارة أمام الخليج.

وفي العاصمة أبوظبي كانت السعادة من نصيب الوحدة بعودة ذاكرة الانتصارات بفوز عريض على الشعب، بينما تلقى الجزيرة خسارة قاسية سقط على أثرها من القمة وخسر العين نقطتين غاليتين بالتعادل، فيما كسب الظفرة نقطة ثمينة خارج ملعبه، وعاشت الإمارة الباسمة حالة استثنائية بفرحة كاملة لزعيمها الشارقة بفوز غال خارج قواعده، وعلى الدرب نفسه سار الشقيق الأصغر الخليج وعرف طعم الانتصارات أخيراً، بينما توقفت صحوة الشعب بخسارة كبيرة، واستمر تراجع عجمان في الدور الثاني بعدما كان الحصان الأسود للدور الأول.

استمرت الغزارة التهديفية شعار جولات بطولة دوري المحترفين وسجلت الجولة 18 هدفاً رغم انتهاء المباراة الأولى بالتعادل السلبي بين الشباب والعين، لكنها بلغت ذروتها في ختام اليوم الأول في لقاء قمة الموسم الذي شهد ستة أهداف دفعة واحدة بفوز الأهلي على الجزيرة 4/،2 وإذا كانت القمة قد شهدت انقلاباً جديداً بصعود الأهلي للصدارة فإن القاع مازال مستقراً ولم يشهد تغييرات جذرية رغم الفوز الثمين الذي حققه الخليج صاحب المركز الأخير على الوصل 2/،1 إلا أنه لم يغير الترتيب، وكان الوحدة والشارقة أكبر المستفيدين، بفوزهما على الشعب وعجمان، فتقدما خطوة عملاقة نحو المنطقة الدافئة.

الدفع الرباعي

لعب الأهلي واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم، وقفز لقمة المسابقة بقوة الدفع الرباعي بعد عودته من العاصمة أبوظبي بفوز عريض على الجزيرة المتصدر السابق 4/2 وأشعل حرارة المنافسة على اللقب الثمين.

ألقى الفرسان الحمر القبض على الصدارة في موقعة هي الأجمل والأقوى هذا الموسم، مزقوا فيها خيوط العنكبوت برباعية رائعة حملت توقيع الثنائي الهجومي الخطير فيصل خليل وباري، بينما تكفل دفاع الجزيرة بتسجيل هدفين من الرباعية على طريقة النيران الصديقة، وفي المقابل سجل هدفي أصحاب الأرض البرازيليان فرناندو بيانو ورفايل سوبيس.

ولأن الحظ لا يقف إلا مع من يستحقه فقد لعب الأهلي مباراة هجومية رفيعة المستوى وغامر هجومياً منذ البداية، فجاء التقدم باكراً ولم يتراجع بعدما تعادل الجزيرة وتقدم ثانياً، ورغم أن الجزيرة أدرك التعادل مجدداً قبل النهاية بسبع دقائق إلا أنه مع إصرار وعزيمة الفرسان الحمر على العودة بالفوز والنقاط الثلاث، كانت له الكلمة العليا وسجل أصحاب القمصان الحمر هدفين في آخر دقيقتين. رباعية الأهلي جردت الجزيرة من لقب أقوى خط دفاع، بعدما سحب منه صدارة المسابقة وبات يهدده أيضاً على لقب أقوى خط هجوم، والفارق بينهما حتى الآن خمسة أهداف فقط.

ألغاز شايفر

دفع العين الثمن غالياً لألغاز مدربه الألماني وينفرد شايفر الذي يصر على تغييرات جديدة في خط هجوم الفريق في غياب التشيلي الخطير فالديفيا، واستمرار غياب المغربي سفيان العلودي، ولم يعرف خط هجوم الزعيم الاستقرار بين مشاركة دياز وحيداً أو السنغالي سنغاهور أو بالدفع بهما معاً، فلم يتحقق الانسجام المطلوب، فكانت المحصلة ضياع نقطتين غاليتين من خزانة الزعيم في بنك الدوري بتعادله السلبي مع الشباب، وجاء التعادل بطعم الخسارة للجوارح أيضاً، خصوصاً أن أصحاب القمصان الخضر كانوا يتطلعون لتحقيق فوز جديد لمواصلة رحلة الهروب من الدوامة والتقدم خطوة جديدة للمنطقة الدافئة بعد التراجع الغريب لحامل اللقب هذا الموسم. ورغم خلوها من الأهداف إلا أن المباراة كانت واحدة من أقوى مواجهات الجولة وشهدت جدلاً تحكيمياً كالعادة بسبب ركلة جزاء لم يحتسبها الحكم الدولي محمد عمر لمصلحة الشباب في الوقت القاتل نتيجة عرقلة تعرض لها مهرداد أولادي من محمد فايز.

ثورة الملك

انتفض الملك الشرقاوي وابتسم له الحظ أخيراً بفوز ثمين خارج قواعده على عجمان بهدفين مقابل هدف، رد بهما الدين للبرتقالي الذي سبق أن فاز عليه بالنتيجة نفسها في لقاء الدور الأول الذي اقيم على ملعب الشارقة، وكان شعار المباراة القذائف البعيدة المدى بعدما سجل الشارقة هدفيه عن طريق تسديدتين ولا أروع من نواف مبارك وسالم سيف، وبالطريقة نفسها سجل جواد كاظميان هدف عجمان الوحيد.

الفوز والنقاط الثلاث منحا الشارقة الفرصة لتعديل موقفه في الترتيب والتقدم للمركز السادس، بينما فجرت الخسارة نيران الغضب في القلعة البرتقالية وأطاحت برأس المدرب العراقي عبدالوهاب عبدالقادر ليصبح الضحية الحادية عشرة في الدوري هذا الموسم.

وكانت الخسارة الرابعة على التوالي ليسجل عجمان أسوأ النتائج في الدور الثاني للمسابقة ويحتل المركز الأخير في حسابات الدور الثاني للمسابقة بعدما حل رابعاً عن جدارة في الدور الأول وكان الحصان الأسود للمسابقة بلا منافس.

الهدف النقمة

كان الهدف المبكر نقمة كبيرة على الوصل في مواجهة الخليج على أرضه وبين جماهيره، وتصور فهود زعبيل أن عبورهم مياه الخليج بات سهلاً عقب تقدمهم المبكر بهد نظيف سجله وليد مراد بعد دقيقتين من بداية المباراة، فتلقوا الصدمة بالعودة خاسرين من خورفكان بهدفين حملا توقيع الغابوني جان اورليش ومحمد مال الله.

وجدد الفوز آمال فارس الخور في البقاء وتحقيق المعجزة بالاستمرار في دوري الأضواء والشهرة والتمرد على قاع الدوري.

واستحق الخليج الفوز عن جدارة بعد تحسن عروضه الواضح، وكانت البداية بعرض قوي في الجولة الماضية أمام العين على أرضه وبين جمهور وخسر الخليج بنيران صديقة بهدفين مقابل هدف، وأخيرا تذوق طعم الانتصارات على حساب الإمبراطور وهو الفوز الثالث للخليج في المسابقة هذا الموسم. ولعب المهاجم الواعد محمد مال الله الدور الأكبر في تحقيق الخليج للفوز وكان صاحب الكلمة العليا في المباراة بتحركاته الواعية التي خلخلت دفاع الوصل وعن طريقها جاء الهدف الأول بعد توغل مثالي.وأكمل جان اورليش كرته داخل المرمى وانبرى في الثانية ليسجل برأسه هدف الفوز الثمين.

نقطة التحول

لعبت ركلة الجزاء الضائعة في مباراة الوحدة والشعب نقطة التحول في سيناريو المباراة المثيرة التي عرف فيها أصحاب السعادة معنى الفرحة بعد ثلاث هزائم متتالية وحلقوا بفوز ثمين ورائع على الكوماندوز بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، ورغم أن الشعب كان صاحب المبادرة بالتسجيل أولا عن طريق عبدالله عيسى عبر هجمة سريعة قادها المغربي مروان زمامة، إلا أن الرد جاء سريعاً عن طريق البرازيلي بينغا الذي عاد ووضع العنابي في المقدمة في الشوط الثاني بتسجيل الهدف الثاني، وجاءت الفرصة للشعب للرد سريعاً عبر ركلة جزاء صحيحة احتسبها الحكم الدولي علي حمد، لكن زمامة أطاح بها عالية ليعطي الفرصة للموهوب إسماعيل مطر لوضع بصمته السحرية بتسجيل الهدف الثالث بثقة عالية، ولم يهتز الوحدة بعد طرد قائده حيدر ألو علي وتمسك بالنقاط الثلاث والفوز الثمين وهو يلعب بـ10 لاعبين.

التعادل العادل

فشل النصر في التخلص من عقدة ملعبه وانتزع تعادلاً صعباً مع ضيفه الظفرة بهدف لمثله في مباراة متكافئة تبادل فيها الفريقان السيطرة على شوطي المباراة، حيث قدم الظفرة عرضاً قوياً في الأول وتقدم بهدف حمل توقيع التوغولي محمد عبدالقادر نتيجة خطأ دفاعي في التمركز والرقابة داخل منطقة الجزاء، وتغير السيناريو في الشوط الثاني وقدم النصر عرضاً أفضل واستحق التعادل عن طريق محمود خميس، وبطريقة هدف الظفرة نفسها، نتيجة هفوة دفاعية للظفرة في التمركز والرقابة داخل البقعة نفسها من منطقة الجزاء، فهيأ خميس الكرة لنفسه وسدد من دون مضايقة كما فعل عبدالقادر.

التعادل لم ينفع الفريقين فبقي الظفرة في المركز العاشر برصيد 14 نقطة وبقي النصر في المركز التاسع برصيد 17 نقطة.