كيف يمكن أن يؤثر قرار منع الضربات الرأسية على الدوري الأسكتلندي؟

أصبحت العلاقة بين تسديد الكرة بالرأس في مباريات كرة القدم والأمراض الدماغية أكثر وضوحاً وهو ما جعل الاتحاد الأسكتلندي يفرض قواعد جديدة تسري على جميع اللاعبين بهدف تقليل عدد الضربات الرأسية لتجنب الأضرار الناجمة عن اصطدام الكرة بالرأس وهو قد يعاني بسببه اللاعبين من ضعف في الذاكرة مع تقدمهم في العمر.

وبحسب القوانين الجديدة التي نشرها الاتحاد الأسكتلندي فإن أي تدريب يشمل تسديد الكرة بالرأس بشكل متكرر يجب أن لا يقام إلا مرة واحدة فقط في الأسبوع، كما أشترط الاتحاد ان لا يكون هذا التدريب قبل يوم المباراة ولا حتى في اليوم التالي للمواجهة مباشرة.

ومع دخول القوانين حيز التنفيذ والتزام الفرق بها أصبح اللاعبون يتناوبن على الضربات الرأسية في المباريات، وأشارت صحيفة الغارديان البريطانية إلى الواقعة التي شهدتها مباراة نادي بارتيك ثيسل أمام رينجرز حينما تقدم حارس مرمى نادي بارتيك ثيسل، جيمي سنيدون، إلى منطقة منافسه أثناء تنفيذ ركلة ركنية في الوقت المحتسب بدل الضائع وسجل هدف التعادل القاتل.

ويشرح إيان ماكول، المدير الفني لنادي باتريك ثيسل، الفرق الضئيل الذي أحدثته قرارات الاتحاد الاسكتلندي لكرة القدم على طريقة التدريب: «أنا لا أقول إن الناس لم يكونوا يسددون الكرة بالرأس على الإطلاق قبل صدور هذه القواعد، لكنهم كانوا يفعلون الحد الأدنى لذلك. أما الآن، فإنهم لا يلعبون الكرة بالرأس على الإطلاق».
وأضاف: «إذا كنت تقوم بتدريبات على الكرات العرضية، فإن المدافعين لن يلعبوا الكرة بالرأس بينما يحاول المهاجمون التسجيل، لأن هذا قد يعرضهم للإصابة.

وحتى أثناء التدريب على الكرات الثابتة في اليوم السابق للمباراة، نادرا ما يسدد اللاعبون الكرة بالرأس. إننا نلعب الضربات الركنية، لكن لا يتعين على أي لاعب تسديد الكرة بالرأس أثناء التدريب على ذلك، فكل ما نفعله هو تدريب اللاعبين على التمركز الصحيح».

ولا يقتصر الأمر على ماكول، لكنه يمتد إلى جميع المديرين الفنيين في كرة القدم الاسكوتلندية، يعترف الاتحاد الاسكتلندي لكرة القدم بأنه من الصعب للغاية مراقبة ما يفعله كل نادٍ في التدريبات، لكن الاتحاد يطلب من الأندية الاطلاع على خطط التدريب بشكل عشوائي. ويبدو أن الأندية تقبل القيود المفروضة على تسديد الكرة بالرأس.

بدوره يقول المدير الفني لنادي سيلتيك، أنغي بوستيكوغلو: «سأشعر بالدهشة الشديدة لو كان لذلك تأثير كبير على المستوى الاحترافي. ربما لا يمثل ذلك مشكلة بالنسبة لنا، لكن الإرشادات الجديدة قد تكون مهمة للأندية التي تلعب في المستويات الأدنى من المستوى الاحترافي. إنني أتفهم تماما تطبيق هذه التعليمات مع الأطفال، أو الفرق التي تتدرب مرة أو مرتين في الأسبوع، ويسعدنا الالتزام بالإرشادات».

ويضيف: «لم يؤثر ذلك علينا على الإطلاق، لأننا لم نعد نتدرب على تسديد الكرة بالرأس بشكل متكرر في التدريبات بعد الآن لم أفعل ذلك منذ 20 عاماً لقد فعلت ذلك عندما كنت لاعبا، لكنني كمدير فني لم أخصص الكثير من الوقت لمثل هذا النوع من التدريبات».

وواصل: «بعدما عرفنا مخاطر تسديد الكرة بالرأس الآن، سيكون من السخافة القيام بذلك. كلما زادت المعلومات، زاد الوعي وزادت الثقافة، وأصبح هناك المزيد من الإرشادات، وأعتقد أن ذلك يساعد الجميع في عالم كرة القدم لكن يتعين علينا أن نتذكر جيدا أن هذه التعليمات لا تتعلق باللعبة على المستوى الاحترافي فقط، لكنها تتعلق بكرة القدم بشكل عام».