ماذا خسر ميسي بعد الرحيل إلى باريس.. وأمر واحد يجعله يصنع التاريخ مجدداً (فيديو)

اتخذ النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في بداية أغسطس الماضي، واحدا من أصعب القرارات المصيرية في مشواره الكروي الحافل، بعد أن وافق على حمل قميص باريس سان جرمان الفرنسي، لينهي بذلك مسيرة مميزة وتاريخية امتدت لـ16 عاما مع برشلونة، حقق فيها كل الألقاب الممكنة، بينها دوري أبطال أوروبا أربع مرات، و10 ألقاب في الدوري الاسباني، إلى جانب فوزه بست كرات ذهبية.

ولم تكن البداية مبشرة لـ"البرغوث"، إذ لم يسجل سوى هدف واحد في خمس مباريات في كل المسابقات، وخفت توهجه بشكل كبير، بيد أن أمرا واحدا قادر على إعادته إلى مسرح النجومية العالمية، وهو تحقيق لقب أبطال أوروبا، البطولة الحلم التي لم يحققها الفريق الفرنسي حتى اليوم.

لا أحد ينظر في باريس سان جرمان إلى ليونيل ميسي على أنه النجم الأول في الفريق، وهو ما تحدثت عنه كثيرا وسائل إعلام فرنسية، حتى زملاءه ومنهم البرازيلي نيمار وكذلك الفرنسي مبابي، قالوا إنه عنصر مهم في عمل جماعي للفريق.

في برشلونة، كانت خطط الفريق تبنى عليه، وأي كرة هجومية غالبا ما تمر من خلاله، وفي حال أي غياب له غالبا ماكان برشلونة يعاني ليفوز، إن لم ينهزم.
الامر في باريس، مختلف كليا، ميسي لم يسجل سوى هدف واحد حتى اليوم في خمس مباريات لعبها (منها مباراة دخلها بديلا، وأخرى غادرها في الشوط الثاني)، بينها مباراتين في الأبطال، وكان هدفه في مان سيتي بأبطال أوروبا.

الإحصاءات في أغلب المباريات تدلل على تراجع دوره في الملعب كثيرا، إلى مجرد ممرر للكرة، إذ يكفي القول أنه لم يصنع أي هدف على الإطلاق، بل ارتفعت نسبة الكرات الضائعة منه، مقارنة بالفترة التي كان فيها مع برشلونة. كما كان لافتا اللقطة المثيرة للجدل حين ارتمى ميسي على الارض خلف حائط الصد في كرة ثابتة لسيتي بدوري الأبطال، وهو ما لم يحصل أبدا خلال سنواته الطويلة مع برشلونة.

لا يخيف المدافعين
لسنوات طويلة في برشلونة، كان ميسي المرعب الأول لأي حارس مرمى ودفاعه، وكان مجرد وجوده على أرضية الملعب، يعني أن هناك خطرا كبيرا على مرمى أي فريق. في فرنسا، اختلف الامر كثيرا، وهو ما يؤكده مدافع فريق ترويس في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، عادل رامي، الذي سبق وواجه ميسي في إسبانيا حين كان لاعبا في فالنسيا قبل سنوات.

وقال رامي في تصريحات صحافية سابقة أن "ميسي لم يعد مرعبا للمدافعين، بل يخشون من سرعة مبابي أكثر من ميسي". وأكد أنه واجهه من قبل في الليغا،

ولم يفز في أي مباراة من المواجهات الـ12. وقال: في السابق كنت إما أخسر أو اتعادل معه، وقد حصلت على الكثير من قمصانه، لكن حين نلتقي سيكون الوضع مختلفا هذه المرة. ولعب ميسي في خمس مباريات، منها ثلاث في الدوري المحلي، ومباراتين في الأبطال، لكن الفريق الفرنسي تعرض لحرج كبير حين تعادل مع فريق متواضع مثل بروج البلجيكي في الأبطال، كما خسر من فريق رين في الدوري 0-2، في آخر مباراة قبل التوقف، وهي الوحيدة التي لعبها أساسيا في الدوري الفرنسي. ورغم تسجيله هدفا وقيادة فريقه للفوز على سيتي في الابطال، لكنه لم يثر اهتمام وسائل الإعلام، ولم يظهر بقوته المعتادة في أرض الملعب.

حلم باريس
المدافعون عن قدرة ميسي على العطاء بنفس مستوى برشلونة، يتحدثون عن حاجة "البرغوث" لفترة للتأقلم، خاصة وأنه ترك فريقا لعب فيه منذ كان ناشئا.

وحقق معه كل شيء، وأتى إلى فريق بلاعبين من خلفيات متعددة، وبطرق لعب مختلفة، وفي أجواء عائلية جديدة. ورغم أن ميسي في الـ34 في عمره، لكن شيئا واحدا قد يجعله صنع التاريخ مجددا، ويستعيد توهجه الذي اشتهر به سابقا، وهو تحقيق ما عجزه عنه النادي الفرنسي لسنوات طويلة، رغم استثمار في النجوم تعدى الملياري يورو، وبفريق حالي يعتبر الأعلى في القيمة المالية على مستوى العالم، برقم يتعدى مليار يورو.

سان جرمان لم يقدم لميسي عرضا مغريا وراتبا يتعدى الأربعين مليون يورو سنويا، إلا لمراهنته عليه لقيادة فريق النجوم إلى تحقيق اللقب الحلم الذي لم يسبق أن حققه باريس في تاريخه، بل حتى أندية فرنسا كلها لم تحققه إلا مرة واحدة من خلال أولمبيك مارسيليا في 1993.

 

من أداء ميسي في اللقاء الاخير مع سان جرمان أمام رين بالدوري الفرنسي، حيث خسر فريق العاصمة بهدفين لصفر.

تويتر