المسؤولون عنه يتعهدون بعودته مستقبلاً مادامت الأسباب قائمة

«الدوري السوبر».. مشروع مجمّد والتهديد قائم

صورة

فوجئ عالم كرة القدم، ليل الأحد الماضي، بإعلان 12 من أكبر أندية القارة الأوروبية عن تأسيس «الدوري السوبر» الأوروبي، ومباشرة توالت ردود الفعل الغاضبة من الاتحاد الأوروبي و«الفيفا» واللجنة الأولمبية الدولية والحكومات الأوروبية، بجانب لاعبين ومدربين، وكان الغضب الأكبر من الجماهير التي نجحت في نهاية الأمر في الضغط على أنديتها المشاركة لإعلان انسحابها، ثم بدأ الحديث عن نهاية المشروع قبل أن يرى النور.

وترى شبكة «بي بي سي سبورت» أن المشروع لم يمت، لأن الأسباب التي دعت إلى إطلاقه ستظل قائمة. وأشارت إلى أن القائمين على المشروع يشتكون من أن الاتحاد الأوروبي غير قادر على الترويج بالشكل المطلوب لمسابقة «الأبطال»، وأنهم يرون فيها قدرة هائلة على تحقيق عائدات ضخمة جداً، لهذا قاموا بالتأسيس لمشروع خاص بهم، بالاستعانة برأس المال الأميركي، والقدرات التسويقية الهائلة للشركات الأميركية، وذلك في محاولة لإنشاء مسابقة شبيهة بما يحققه دوري السلة الأميركي ودوري كرة القدم الأميركية (NFL).

ودافع رئيس ريال مدريد، فلورينتينو بيريس، وهو أيضاً رئيس المشروع الجديد عن الفكرة، ورغم اعترافه بتجميدها مؤقتاً، لكنه شدد على أن الأسس التي قامت عليها ستعيدها مجدداً في المستقبل. وكانت الفكرة تراود رؤساء الأندية الأوروبية الكبيرة لسنوات، ولم تخرج للعلن رسمياً قبل أيام إلّا بعد دخول رأس المال الأميركي بقوة من خلال مجموعة استثمارية يقودها بنك «جي بي مورغان».

ويتلخص المشروع الذي تم تأسيسه من قبل 12 نادياً، هي ستة من إنجلترا (سيتي ومان يونايتد وليفربول وتوتنهام وتشلسي وأرسنال)، وثلاثة من إسبانيا (الريال وبرشلونة وأتلتيكو)، ومثلها في إيطاليا (يوفنتوس وإنتر وميلان)، على إنشاء مسابقة نخبة موازية لدوري الأبطال، لكن مع تغييرات جذرية تشمل عائدات مالية ضخمة تصل إلى المليارات، مع وعود بدفع ما بين 150 و300 مليون يورو نظير مشاركة كل نادٍ في المسابقة، ومبالغ تتعدى الـ400 مليون يورو للفائز بالمسابقة.

ومن القواعد المنظمة لهذه المسابقة، أنها ستقام بـ20 نادياً، وكان ينتظر أن تنطلق أغسطس المقبل، حيث ستضمن لـ12 نادياً مؤسساً المشاركة بشكل دائم، مع إتاحة الفرصة مستقبلاً لرفع عدد الأندية المشاركة إلى 48. وأدى تأثير جائحة كورونا وتراجع عائدات الأندية الكبرى ودخول بعضها في ديون كبيرة إلى تسريع إطلاق المسابقة، خصوصاً بعد فشل محاولاتها لتغيير شكل مسابقة دوري الأبطال بما يناسب مكانتها.

في جانب آخر، تعهد رئيس المشروع، رئيس ريال مدريد فلورينتينو بيريس، بإعادة إطلاق المشروع بشكل مختلف مستقبلاً. وهو الأمر الذي أكده بيان صادر عن اللجنة المكلفة به. وقال بيريس: «المشروع مجمّد، لكن منظمة (الدوري السوبر) لاتزال موجودة»، مؤكداً أن «يوفنتوس وميلان لم يغادرا، ونحن جميعاً معاً، نفكر ونعمل». وقال أيضاً إن نادي برشلونة لايزال منخرطاً فيه.

وعن أسباب ما حصل قال: «عملنا على هذا المشروع لسنوات. ربما لم نتمكن من شرحه. ربما سأفعل ذلك بشكل أفضل اليوم». واستغرب من ردود الفعل الغاضبة، وأوضح: «بدا الأمر وكأننا أردنا قتل كرة القدم، وكأننا أسقطنا للتو قنبلة ذرية، بينما كنا نحاول ببساطة إنقاذ كرة القدم».

نظام جديد لدوري أبطال أوروبا

يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إقناع الأندية الكبرى بدعم النظام الجديد لدوري الأبطال، والذي ينطلق موسم 2024. ويضم هذا النظام 36 نادياً في مجموعة واحدة، بخلاف ثماني مجموعات كما في السابق. وكل نادٍ سيخوض على الأقل 10 مباريات، خمس على أرضه ومثلها خارجه. وتتأهل الأندية الثمانية الأولى للدور المقبل مباشرة، و16 تخوض ملحقاً مؤهلاً، و12 الأخيرة تخرج من المسابقة. وبالنسبة للاندية الـ16، ستتأهل منها ثمانية لإكمال دور الـ16، والأخرى تتجه إلى الدوري الأوروبي.

ويعرف هذا بالنظام السويسري، وسيزيد عدد المباريات من 125 إلى 225 في الموسم الواحد. ويعتقد الاتحاد الأوروبي أنه سيرفع من مستوى العائدات، على أن يضمن للأندية التاريخية والعريقة مشاركة شبه دائمة في المسابقة تحت بعض الشروط الخاصة.

الأندية الكبيرة ترى أن «الاتحاد الأوروبي» غير قادر على إطلاق مسابقة تحقق عائدات كبيرة ترضي طموحاتها بما يوازي مكانتها وتاريخها.

تويتر