الريال ضد برشلونة..10 نقاط فنية تؤكد بطل الكلاسيكو

حطم ريال مدريد الاسباني قلب غريمه برشلونة وانتزع منه صدارة الدوري الاسباني لكرة القدم بعد الفوز عليه بهدفين نظيفين، أمس، في استاد "سانتياغو برنابيو".

"الإمارات اليوم" تسلط الضوء وبالأرقام على 10 نقاط فنية تؤكد أحقية ريال مدريد في الفوز على برشلونة وتمنحه الأفضلية للاقتراب من لقب "الليغا".

1- تضحية واستسلام

ضحى ريال مدريد بكل شيء من أجل الفوز وانتزاع صدارة "الليغا" لإدراكه بأن الخسارة تعني ضياع جزء كبير من آماله في المنافسة على اللقب، لذا قاتل على فرصته واستعاد القمة برصيد 56 نقطة من 26 مباراة، إذ حقق انتصاره الـ 16 مقابل خسارتين وتعادل واحد، وسجل 48 هدفاً وتلقت شباكه 17 هدفاً، الأمر الذي يعكس قدرة الريال على تجنب الخسارة وامتلاكه ثقافة فوز أكبر مقارنة ببرشلونة متسلحاً بفكر الأسطورة زين الدين زيدان القادر على شحن لاعبيه بالمعنويات والفنيات العالية.

من جهته، بدا برشلونة مستسلما للأمر الواقع وتحديدا في الشوط الثاني من اللقاء إذ خسر للمرة الخامسة في الدوري مقابل أربع تعادلات و17 انتصار، سجل 62 هدفاً واهتزت شباكه 31 مرة ليتجمد رصيده عند 55 نقطة وسط مخاوف كبيرة من إمكانية تلقي هزائم أخرى لاسيما أن القيمة الفنية للفريق تراجعت مع ظروف إقالة المدرب فالفيردي والانتقال إلى تكتيك جديد بقيادة كيكي سيتيين الذي ما زال يبحث عن هوية برشلونة الضائعة.

2- خط الوسط

لعب ريال مدريد بطريقة 4-1-4-1 مكنته من السيطر على خط الوسط بالكامل بفضل توني كروس وفالفيردي وإيسكو وفينيسيوس وخلفهم كاسيميرو فكانوا أصحاب القرار في منطقة المناورة بالانتشار الإيجابي والضغط العالي وتسيير مجريات اللعب مما منح الريال الكثافة العددية في ملعب برشلونة وحرمان البارسا من أهم مقوماته. الريال استحوذ على الكرة بنسبة 44% لكن درجة فاعليته كانت أكبر بثماني ركنيات مقابل اثنتين و13 تسديدة على المرمى مقابل تسعة.

أما برشلونة فلعب بطريقة 4-4-2 لم تساعده في اللعب بجينات "التيكي تاكا" لفقدان الرباعي دي يونغ وآرثور وفيدال وخلفهم بوسكيتس القدرة على مجاراة وسط الريال إذ فقدوا الاستحواذ على الكرة 15 مرة خلال المباراة مقابل تسعة للريال، مما أثر كثيرا على عطاء ميسي وأسهم في اختفاءه أغلب أوقات المباراة، وحصلوا على تقييم لم يتجاوز 6 من 10 درجات باستحواذ سلبي نسبته 56% نتيجة تفكك الخطوط وفقدانهم الوعي الهجومي خصوصا في الشوط الثاني.

3- الحالة البدنية

تفوق ريال مدريد بمستوى الحركة وسرعات اللاعبين وتحديدا من الدقيقة 55 حتى ال90، وبدت الحالة البدنية للاعبي زيدان أفضل بكثير وهو ما تؤكده نسب الفوز بالكرة خلال الالتحامات على الأرض والصراعات الهوائية التي بلغت 64% للريال مقابل 36 لبرشلونة، والتمريرات العرضية من الطرفين إذ وصلت إلى 24 عرضية مقابل 10 للبارسا.

أما برشلونة فعانى الإرهاق والتشتت الذهني وتزايدت أخطاء اللاعبين في المناطق الخلفية نتيجة الاندفاع الهجومي لريال مدريد، واصطدم الفريق بواقع لم يعتد عليه إذ كان دائما المبادر في شن الهجمات خلال المباريات السابقة بالكلاسيكو لكنه وجد نفسه في قالب دفاعي وغير قادر على إخراج الكرات من مناطقه الخلفية فتراكمت الأعباء وانعكست سلبا على اللاعبين وأفقدهم الحيوية والحركة المطلوبة بالخطوط الثلاثة.

4- قطع تكتيكية

برز النجم الأوروغوياني فالفيردي من جديد وقدم مستوى تكتيكي من طراز رفيع وكان بمثابة القطعة النادرة في صفوف الريال، فوجوده يعني منح الريال حضور دفاعي وهجومي متزن، ودوره بالملعب تجاوز الكثير من التوقعات لأنه الجندي الأول في تطبيق فكر أي مدرب، وهذا ما يؤكد اختياره رجل المباراة بدرجة 8 من 10.

وفي المقابل، فقد برشلونة لاعب الوسط المحوري في ظل تواضع مستوى الشاب دي يونغ وزميله آرثور وكانا بمثابة القطعتين المفقودتين في تكتيك البارسا رغم الحاجة الماسة لصانعي لعب حقيقيين لتضيع الجينات الكاتالونية التي كانت فيما مضى أبرز ما يميز الفريق زمن تشافي وانييستا، إذ بلغ تقييم دي يونغ  6.5 درجة، وآرثور على 6.9 من 10 فقط.

5- الأفضل والأسوأ

كان عملاق ريال مدريد البرازيلي كاسيميرو كلمة السر وراء حالة الاتزان التكتيكي في تشكيلة زيدان، فالدور الذي لعبه حرم برشلونة وميسي على وجه الخصوص من إيجاد المساحات المناسبة في العمق وقطع الماء والكهرباء عن النجم الأرجنتيني حتى ظن المراقبون أن "ليو" غير موجود بالملعب في الشوط الثاني.

أما الفرنسي غريزمان فكان أحد أسوأ اللاعبين في برشلونة بإهداره فرصة ذهبية للتسجيل في الشوط الأول كادت تغير سيناريو المباراة، فلم يكن اللاعب بمستوى الطموح خصوصا أنه غادر الملعب في الدقيقة 80 لمصلحة زميله فاتي وسط غضب متواصل من سوء طالعه في المباريات الكبيرة.

6- فينيسيوس وميسي

تصدر الفتى البرازيلي الصاعد فينيسيوس المشهد تماما فكان خلف كل هجمة للريال ووراء كل كرة في الدفاع والأكثر حيوية في المباراة بين لاعبي الفريقين ولو امتلك العقلية الناضجة لخرج الريال منتصرا بنتيجة أكبر، خصوصا أن فينيسيوس افتقد الخبرة اللازمة في إنهاء الهجمات وأساء التصرف بكرات خطرة أمام المرمى لكن كانت إيجابيات وجوده أكثر من سلبيات أداءه، وأبرز ما ميزه هو تصدير القلق لبرشلونة وإجباره على الحيطة والحذر من الجبهة اليسرى للريال.

في المقابل، اختفى ميسي عن الكادر التصويري أغلب أوقات المباراة وحصل على درجة تقييم ضعيفة بلغت 6.9 من 10 وهي لا تليق بحجم أسطورة ظن الكثيرون بأنه يستطيع التصفيق بمفرده لكن بدا واضحا ابتعاده عن مستواه الفني المعهود على مستوى المراوغة وصناعة الفرص وحتى التحرك بالكرة، وتسبب بذلك سوء حالة بقية زملاءه وتأثره الكبير بغياب المهاجم الفذ لويس سواريز للإصابة.

7- زيدان وسيتين

استفاد زيدان من الأخطاء التي ارتكبها أمام مانشستر سيتي الاربعاء الماضي بدوري أبطال أوروبا والتي أسهمت بخسارة الريال 1-2، ففي الوقت الذي أخفق فيه بشوط المدربين أمام غوارديولا، نجح "زيزو" في وضع خطة الفوز بالكلاسيكو ووجه ضربة قوية للبارسا، كما تفوق على سيتيين بالتدخلات الإيجابية ولمساته أسفرت عن تعزيز النتيجة بإصراره على الهجوم الكاسح ونجح في مسعاه من أول لمسة للبديل ماريانو دياز مع الدقيقة الأخيرة.

في المقابل، لم ينتشل سيتيين برشلونة من المطبات التكتيكية المتعرجة التي واجهها الفريق في "سانتياغو برنابيو"، وحاول إضفاء حيوية في الشوط الثاني بإشراك الوافد الجديد مارتن برايثوايث مكان فيدال وفاتي بدلا من غريزمان وراكيتيتش عوضا عن آرثور لكن مشكلة الفريق بقيت كما هي خطوط متقطعة واستحواذ عقيم بعرض الملعب بلا فاعلية في الحصة الثانية رغم ان الفريق سنحت له فرصا بالشوط الاول لم يستثمرها جيدا ودفع ضريبة إصابة سواريز غاليا.

8- مارسيلو وألبا

تفاجأ جمهور ريال مدريد بمشاركة مارسيلو على حساب ميندي بمركز الظهير الأيسر لكن الأول كان على قدر التحدي وعكس نوايا زيدان الهجومية فضلا عن الاستفادة من لاعب خبرة بمقدوره اللعب بهدوء ويكون مركز انطلاق الهجمات، فكان القرار صائبا حتى أنه أنقذ كرة هدف محقق من أمام ميسي في الشوط الثاني احتفل معها بطريقة هستيرية تفاعل معها الجمهور الملكي.

أما الظهير الأيسر لبرشلونة جوردي ألبا فكان أسوأ لاعب في المباراة وظهر بعيدا عن مستواه في الدفاع والهجوم وكانت جهته مصدر قلق دائم لبرشلونة، وحصل ألبا على درجة تقييم متدنية هي الأقل بين لاعبي الفريقين بلغت 6.2 من 10 فقط مما يوضح الحالة المتواضعة التي كانت عليها الجبهة اليسرى للبارسا والاخفاق في شن أي هجمة ملفتة في الشوط الثاني.

9- الغياب والفراغ

كان نجم ريال مدريد إدين هازارد أبرز الغائبين عن الكلاسيكو بداعي الإصابة، وفي الوقت الذي ظن فيه المراقبون أن الريال سيفتقد عنصرا مؤثرا، رد بقية النجوم بقوة وتسابقوا نحو نجومية اللقاء ولعبوا كأنهم متعطشين للفوز الذي طال انتظاره على برشلونة منذ ست سنوات على "المسرح الملكي" في "الليغا".

في المقابل، أيقن جمهور برشلونة أنه ظلم المهاجم لويس سواريز حين طالب باستبداله بداية الموسم لكونه يتقدم في السن، لكنهم الان يقضمون أظفارهم ويتألمون لإصابته وفقدانهم رجلا بعشرة لاعبين قياسا بعطاءه وقيمة الاضافة التي حرموا منها خلال المباراة، آملين عودته لتلاشي سقطات جديدة قد تسفر عن نزيف نقاط وضياع محتمل للقب الدوري.

10- اللمسة الأخيرة

أهدر ريال مدريد فرصا بالجملة أمام مرمى برشلونة لسوء اللمسة الاخيرة مما يوضح حاجة الفريق الى مهاجم صريح خصوصا ان كريم بنزيمة الذي يحظى بدعم زيدان لا يقو على التهديف في المناسبات الكبيرة، إذ خاض المهاجم الفرنسي 12 كلاسيكو وسجل هدفا واحدا فقط فيما اشترك ماريانو دياز دقيقة واحدة وسجل هدفا.

في المقابل، تعملق نجم برشلونة الأول في المباراة الحارس الالماني تيير شتيغن وتصدى لأهداف محققة ولولا براعته في التصدي لكرات عدة أبرزها تسديدة فينيسيوس وتصويبة إيسكو لكانت النتيجة مهينة للقميص الكاتالوني.. وكان شتيغن صاحب أعلى درجة تقييم بين لاعبي البارسا بدرجة 7.8 من 10.

تويتر