أوروغواي.. الإنجازات لا تقاس بعدد السكان واسألوا كرواتيا وآيسلندا

تثبت أوروغواي عاماً بعد آخر أنها «وطن صغير لكرة القدم»، فبلد لا يتجاوز عدد سكانه أربعة ملايين نسمة، زاحم جيرانه الكبار في قارة أميركا الجنوبية منذ عام 1901 مولد منتخبه الوطني، وسجل اسمه في التاريخ أول مستضيف وفائز بكأس العالم في 1930، قبل أن يؤكد جدارته بلقب مونديالي ثانٍ عام 1950، يمتلك من الإرادة الكثير ليقول: «الإنجاز لا يقاس بعدد السكان»!

فوز «السيليستي» - لقب منتخب أوروغواي ومعناه باللاتينية السماوي- على الإكوادور، أول من أمس، برباعية نظيفة في انطلاق مشوار كوبا أميركا المقامة حالياً في البرازيل، يمثل حجز الأساس لتعزيز الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بالبطولة، إذ يفخر جمهور أوروغواي بحمله اللقب «15 مرة» بفارق لقب واحد عن الأرجنتين (45 مليون نسمة)، وسبعة ألقاب عن البرازيل (208 ملايين نسمة)!

وتشبه أوروغواي إلى حد كبير صديقتها الأوروبية كرواتيا، التي شاركت في كأس العالم بروسيا 2018، حاملة شعار: «بلد صغير وحلم كبير»، وتمكنت من نيل احترام العالم أجمع، حين حققت معجزة في بلوغ المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخها، ما يقدم مؤشراً بأن البلد القادر على إدارة اللعبة بشكل احترافي ومدروس، ويسير على خطط واستراتيجيات ثابتة، لا يتأثر بنقص عدد السكان، وكذلك الحال بالنسبة لدولة آيسلندا التي لا يتجاوز سكانها 350 ألفاً فقط، بيد أنها تبدع في ملاعب القارة العجوز، وشاركت أخيراً بفاعلية في بطولة أمم أوروبا والمونديال الروسي.

وعلى الرغم من نقص عدد سكان أوروغواي، مقارنة بإنجازاتها الرياضية، إلا أن منتخبها صاحب قيمة مالية عالية، إذ يحتل المركز الثالث من حيث القيمة السوقية للاعبين بـ450 مليون يورو، متأخراً عن البرازيل الأولى (مليار و90 مليون يورو)، والأرجنتين الثانية (670 مليوناً و250 ألف يورو).

ويمتلك المنتخب الأوروغوياني 14 لاعباً في كبرى أندية أوروبا، من أصل 23 لاعباً بقائمته المشاركة في كوبا أميركا، يتقدمهم دييغو غودين «أتلتيكو مدريد»، ولويس سواريز «برشلونة»، وإديسون كافاني «باريس سان جيرمان»، ورودريغو بنتانكور «يوفنتوس»، ودييغو لاكسالت «ميلان»، الذين يقدمون مستويات فنية ساحرة، وتفوقاً عالمياً واضحاً تماماً كالشمس الساطعة على علم بلادهم.

عودة إلى مباراة أوروغواي مع الإكوادور، حيث رمى «السيليستي» بكل ثقله بافتتاح مشوار كوبا أميركا 2019، وسجل هدفاً مبكراً حمل إمضاء نيكولاس لوديرو في الدقيقة السادسة، قبل أن يسفر الضغط العالي على مرمى خصمه عن طرد المدافع الإكوادوري خوسيه كونتيروس في الدقيقة 24، ليفتح بعدها محاربو أوروغواي النار في كل الاتجاهات، ويصيبوا المرمى بثلاث طلقات إضافية عبر كافاني (33)، وسواريز (44)، والمدافع أرتورو مينا من نيران صديقة (78).

ويلعب منتخب أوروغواي بقيادة المدرب أوسكار تاباريز (72 سنة)، في المجموعة الثالثة إلى جانب اليابان وتشيلي والإكوادور، وسيخوض المباراة الثالثة أمام الضيف الآسيوي «الساموراي» الجمعة المقبلة.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الأكثر مشاركة