لماذا يختفي ميسي في المباريات الحاسمة في أبطال أوروبا
غاب ميسي، الهداف والمنقذ، أمام فريق روما الإيطالي، أمس الأربعاء، في إياب ربع نهائي أبطال أوروبا، فغاب معه برشلونة، بل وخرج من الباب الصغير في المسابقة الأوروبية العريقة، وللعام الثالث على التوالي، من ربع النهائي، الذي تحول إلى عقدة حقيقية للكاتالوني، الذي لم يخسر هذا الموسم سوى في مباراتين فقط واحدة في كأس الملك الإسباني أمام إسبانيول (1-0)، والثانية، كانت أمام روما 3-صفر.
وحقق «الذئاب» ما عجز عنه الكثيرون، ويعيد كتابة التاريخ ويحجز مكاناً له في نصف النهائي بعد أن خسر في الذهاب 4-1، واعتقد الجميع أن برشلونة سيكون في نزهة بالعاصمة الإيطالية، لكن «النزهة» تحولت إلى كابوس حقيقي، سيرافق برشلونة لفترة طويلة حتى بداية الموسم المقبل، كون الخروج كان مريراً ومذلاً، أذاق فيه روما برشلونة من كأس سان جرمان الفرنسي الذي نجح برشلونة في تحقيق عودة تاريخية على حسابه الموسم الماضي «ريمونتادا».
سجل روما ثلاثيته التي ستظل عالقة في التاريخ من خلال هدف البوسني، إدين دزيكو، ثم من خلال ضربة جزاء عن طريق المخضرم دانييلي دي روسي، وأخيراً أنهى اليوناني كوستاس مانولاس أحلام «البلاوغرانا» بالضربة القاضية، لكن في المقابل لم تظهر أهداف ميسي الحاسمة، كما يحصل عادة في الدوري الإسباني، والمفارقة أنها ليست المرة الأولى التي يختفي مستوى ميسي المميز في المباريات الفاصلة في أبطال أوروبا، وكأن هناك نسخة للاعب محلية في «الليغا»، وأخرى أقل شأنا في أوروبا.
ومن خلال إحصاءات المباراة، فقد ميسي الكرة 19 مرة، وهو أمر غير اعتيادي، وفقط تسديدتين منه وجدتا طريقهما إلى ما بين الخشبات الثلاث، لكنهما لم تهددا مرمى روما. وكلما كان برشلونة يتقدم في الأدوار الإقصائية، وبالذات من ربع النهائي وحتى النهائي، يظهر ميسي بمستوى باهت. وللعام الرابع على التوالي يفشل ميسي في التسجيل بربع النهائي، بما في ذلك سنة 2015 التي توجوا فيها أبطالاً على حساب اليوفي، وكانت المباراة أمام سان جيرمان الفرنسي، ثم أمام أتلتيكو في 2014 و2016، واليوفي في 2017.
وهذا يعني 10 مباريات دون هدف من أفضل لاعب في برشلونة. وفي كل مرة، بحسب تقرير لصحيفة «ماركا» الإسبانية، منذ أن بدأ ميسي يلعب لبرشلونة، كان اللاعب لا يسجل أمام الفريق الذي يخرجه من المسابقة (ليفربول في 2007، ومان يونايتد في 2008، وإنترميلان في 2010، وتشلسي في 2012، وبايرن ميونيخ في 2013، وأتلتيكو في 2014 و2016، ويوفنتوس في 2017، وأخيراً روما في 2018.
ويبقى التفسير الأقرب للمنطق في حالة ميسي أنه يصل إلى الأدوار الحاسمة وقد أنهك تماماً، كون برشلونة يعتمد عليه بشكل كلي، فقد بدا اللاعب مجهداً للغاية أمام روما، ليدفع برشلونة ثمنا باهظاً بخسارة أهم بطولة كان يراهن عليها هذا الموسم في ظل الانتصارات المتتالية في مختلف المسابقات.
ودخل روما التاريخ من الباب الواسع على حساب جرح برشلونة، إذ هذه المرة الأولى التي يتخطى فيها ربع النهائي منذ 1984، وأصبح أيضاً الثالث في تاريخ الأبطال الذي يقلب تخلفه بفارق ثلاثة أو أكثر في الأدوار الإقصائية إلى تأهل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news