حكاية الفساد وتبييض الأموال بدأت في 27 مايو 2015

9 أشهر تلطّخ تاريخ «فيفا» بـ «الفضائح والأزمات»

صورة

يمر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، منذ تسعة أشهر، بأخطر مرحلة في تاريخه الذي يمتد لأكثر من قرن من الزمن، بعد فضائح الفساد وتبييض الأموال التي ضربته، عشية الانتخابات الرئاسية في مايو الماضي، وأدت إلى اعتقال عدد من المسؤولين فيه.

وتوالت الفضائح إلى أن وصل الأمر إلى إيقاف رئيس «الفيفا»، السويسري جوزيف بلاتر، ورئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني لمدة ثماني سنوات، بسبب دفعة «مشبوهة» من الأول إلى الثاني عام 2011، عن عمل استشاري قام به الفرنسي لمصلحة «الفيفا» بين 1999 و2002، بعرض شفهي.

وتجري انتخابات جديدة غداً في زيوريخ، ترشح لها: الأردني الأمير علي بن الحسين، البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، الفرنسي جيروم شامباني، السويسري جياني إينفانتينو، والجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل، وذلك بعد أقل من تسعة أشهر فقط على الانتخابات السابقة، التي فاز فيها بلاتر على الأردني الأمير علي بن الحسين، ثم اضطر إلى الاستقالة، بعد أربعة أيام فقطن بسبب توالي الفضائح.

وبدأت القصة في 27 مايو 2015، عندما أوقف سبعة مسؤولين في كرة القدم العالمية في زيوريخ، بطلب من القضاء الأميركي، منهم عضوا اللجنة التنفيذية في «الفيفا» جيفري ويب من جزر الكايمان، وأوجينيو فيغويريدو من الأوروغواي. كما وجهت تهم إلى 14 شخصاً (منهم تسعة مسؤولين، كانوا أعضاء في الفيفا في حينها أو في السابق)، بتهم فساد وتبييض أموال تصل الى 150 مليون دولار منذ عام 1990.

كما فتح القضاء السويسري، في اليوم ذاته، تحقيقاً مستقلاً بشأن منح روسيا وقطر استضافة مونديالي 2018 و2022.

وبعدها بيوم واحد فقط، طالب رئيس الاتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني بلاتر، الذي يترأس الفيفا منذ 1998، بأن يسحب ترشيحه، وأن يستقيل من منصبه، لكن السويسري (79 عاماً)، رفض ذلك، وأعيد انتخاب جوزيف بلاتر رئيساً للفيفا، للمرة الخامسة على التوالي.

وفي الثاني من يونيو 2015، وضع بلاتر استقالته بتصرف الجمعية العمومية للفيفا، ويدعو إلى انتخابات جديدة (حدد موعدها لاحقاً في 26 فبراير 2016)، ليعلن بلاتيني في 29 يوليو 2015 ترشحه لخلافة بلاتر.

وفي 25 سبتمبر 2015، فتح القضاء السويسري تحقيقاً بحق بلاتر «للاشتباه في إدارته غير الشرعية وسوء الائتمان». وهو متهم بـ«الدفع غير المشروع» بمبلغ قدره مليونا فرنك سويسري (1.8 مليون يورو) في فبراير 2011 إلى بلاتيني، واستمع إلى الأخير كشاهد في هذه القضية.

وفي الثامن من أكتوبر 2015، أعلنت لجنة الأخلاق المستقلة في الفيفا إيقاف بلاتر وبلاتيني وجيروم فالك لمدة 90 يوماً مؤقتاً بقضايا فساد يحقق فيها القضاء السويسري، وأيضاً إيقاف الكوري الجنوبي تشونغ مونغ - جوون ست سنوات، وبعدها بيومين استأنف بلاتر ثم بلاتيني قرار إيقافهما.

وفي 19 أكتوبر 2015، اعترف بلاتيني في مقابلة نشرتها صحيفة «لوموند» بأنه ليس لديه عقد مكتوب يثبت انتدابه للعمل مع الفيفا، لكن الأخير أعلن تجميد ترشيح بلاتيني لرئاسة الفيفا، طالما لم يزل موقوفاً. واستأنف بلاتر وبلاتيني في 18 نوفمبر 2015 ضد قرار إيقافهما، غير أن لجنة الاستئناف في الفيفا رفضت ذلك، فلجأ الفرنسي بعدها بيومين إلى محكمة التحكيم الرياضي (كاس).

وفي 24 نوفمبر 2015، طالبت غرفة التحقيق في لجنة الأخلاق التابعة للفيفا، بإيقاف بلاتيني مدى الحياة، حسب محامي الأخير تيبو أليس.

وتوالت الفضائح، بعد أن تم توقيف اثنين من نواب رئيس الفيفا، فجر الثالث من ديسمبر 2015، في زيوريخ، بناء على طلب الولايات المتحدة، إذ أشارت وزيرة العدل الأميركية لوريتا لينتش إلى اتهام 16 مسؤولاً آخرين، جميعهم من أميركا اللاتينية في قضايا فساد.

وفي السادس من الشهر نفسه، كشفت صحيفة «لو جورنال دي ديمانش» وجود مذكرة يعود تاريخها إلى 1998، وزعت على المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، تعتبر بلاتيني «موظفاً لدى الفيفا»، وأبقت محكمة التحكيم الرياضي على إيقاف بلاتيني في 11 منه، وقرر الأخير مقاطعة جلسة الاستماع إليه في 18 من الشهر ذاته، تعبيراً «عن سخطه العميق إزاء إجراء يهدف إلى منعه من ترشيح نفسه لرئاسة الفيفا».

وفي 17 ديسمبر 2015، استمع قضاة الفيفا إلى بلاتر لمدة ثماني ساعات، في 18 ديسمبر 2015، واستمع القضاة إلى محامي بلاتيني تيبو داليس لمدة تسع ساعات، نقل بعدها تصريحاً للفرنسي جاء فيه «لقد قضي الأمر، وصدر الحكم».

وفي 21 ديسمبر، تقرر إيقاف بلاتيني وبلاتر لمدة ثماني سنوات، وقال الأخير إنه سيستأنف القرار أمام غرفة الحكم التابع للفيفا، ثم محكمة التحكيم الرياضي، وأخيراً أمام القضاء السويسري، فيما ندد الفرنسي بما سماه «الظلم في الإجراءات»، وأكد بلاتيني أنه سيناضل في وجه هذا «الظلم من محكمة إلى محكمة»، مشيراً إلى أنه «مهما حصل لاحقاً، فإن صورتي قد شوهت، لقد وضعوني في خانة بلاتر نفسها».

وصرح بلاتيني، في السابع من يناير العام الجاري، بأنه «لن يتقدم لمنصب رئيس الفيفا.. إنني أسحب ترشيحي لأنه ليس لديّ الوقت والوسائل للالتقاء مع الناخبين، ولقاء الناس والمنافسة مع الآخرين. بانسحابي اخترت أن أكرس وقتي للدفاع عن نفسي».

وفي 18 فبراير، طالب القضاء الداخلي للفيفا بالإيقاف مدى الحياة، للنائبين السابقين للاتحاد الأميركي الحنوبي الكولومبي لويس بيدويا، والتشيلي سيرخيو خادوي.

نائب بريطاني يتهم سلمان بن إبراهيم بالفساد.. والأخير ينفي

اتهم النائب البريطاني، داميان كولينز، البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم، أحد المرشحين البارزين لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المقررة غداً، بضلوعه في فضيحة مالية، وهو ما نفاه سلمان بن إبراهيم. واعتبر كولينز أمام مجلس العموم البريطاني أن هناك «أسباباً قوية لوجود شبهات» في أن الشيخ سلمان حصل على دعم قيرغيزستان، لدى ترشحه لرئاسة الاتحاد الآسيوي عام 2013، مقابل الحصول على مساعدات مالية لمشروعات رياضية.

استمرار إيقاف الكويت وإندونيسيا يمنعهما من التصويت

قررت اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، خلال اجتماعها أمس في زيوريخ، استمرار إيقاف اتحادي الكويت وإندونيسيا، على أن يعرض الأمر على المؤتمر العادي المقبل للفيفا، المقرر في مكسيكو مايو 2016. وبالتالي لن تتمكن الكويت وإندونيسيا من التصويت غداً، ما يعني أن البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم سيخسر صوتين كانا قد أعلنا دعمهما له.

قضاء السلفادور يقرر تسليم رئيس اتحاد الكرة السابق لأميركا

أعلنت المحكمة العليا في السلفادور بدء الإجراءات القانونية، لتسليم رينالدو فاسكيز، الرئيس السابق لاتحاد الكرة في البلاد، إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد تورطه في ارتكاب

العديد من الجرائم، في إطار فضيحة فساد الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، وتبحث الجهات القضائية في السلفادور، في الوقت الراهن، الأمور القانونية العالقة بين فاسكيز والقضاء المحلي.

اللجنة التنفيذية تناشد الاتحادات الأعضاء الموافقة على الإصلاحات

دعت اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، كل الاتحادات الأعضاء إلى الموافقة على الإصلاحات، خلال جلسة التصويت المقررة غداً. وقال رئيس الاتحاد الدولي بالانابة، عيسى حياتو، في بيان رسمي أصدره بعد اجتماع اللجنة التنفيذية أمس: «أعين العالم بأسره مسلطة علينا هذا الأسبوع، بعد واحدة من أسوأ الفترات التي واجهناها، وأكثرها تحدياً على مدار تاريخنا».

تويتر