حمل كأس العالم وأوروبا والقارات.. وتحوّل إلى العمل التلفزيوني

الديك الفرنسي «هنري» يتوقف عن الصياح بعد 20 سنة

صورة

قد يكون قرار اعتزال تييري هنري أمراً متوقعاً، بسبب تقدمه بالعمر، لكنه يحمل معه نهاية حقبة ذهبية في تاريخ الكرة الفرنسية، لأنه يعتبر آخر «المعالم» التي صنعت التاريخ مع منتخب «الديوك»، وقادته إلى إحراز لقبه العالمي الأول والأخير.

«بعد 20 عاماً من وجوده في أرضية الملعب، قررت أن أترك كرة القدم الاحترافية»، هذا ما قاله صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف مع المنتخب الفرنسي (51 هدفاً في 123 مباراة)، في صفحته على موقع «فيس بوك»، معلناً انتهاء مسيرته في الملاعب، وهو في السابعة والثلاثين من عمره.

ذكرى مؤلمة

هناك بعض الذكريات المؤلمة بالنسبة لهنري، الذي لم ترحمه وسائل الإعلام أبداً، بعد حادثة الملحق الأوروبي المؤهل لمونديال 2010، حينما مرر الكرة بيده لوليام غالاس، الذي سجل هدف التأهل لفرنسا على حساب إيرلندا في نوفمبر 2009.

وأضاف هنري، الذي دافع عن ألوان المنتخب الفرنسي في 123 مباراة، وتوج معه بكأس العالم عام 1998، ووصل معه الى نهائي نسخة 2006، إضافة إلى إحرازه كأس أوروبا 2000، وكأس القارات عام 2003: «كانت رحلة مذهلة»، شاكراً الأندية التي دافع عنها خلال مسيرته، وهي: موناكو الفرنسي، ويوفنتوس الإيطالي، وأرسنال الإنجليزي، وبرشلونة الإسباني، وصولاً إلى نيويورك ريد بولز، الذي وصل إليه عام 2010، وخاض معه 122 مباراة سجل خلالها 51 هدفاً.

لكن هنري لم يبتعد كثيراً عن اللعبة التي يعشقها وبرع فيها على الجهة اليسرى من المستطيل الإخضر، إذ قرر أن ينتقل إلى التلفزيون، ليعمل كمستشار كروي لشبكة «سكاي سبورتس» البريطانية، التي ستعيده إلى العاصمة لندن، حيث أبدع طيلة ثمانية مواسم مع أرسنال، الذي كرمه بتمثال على مداخل «استاد الإمارات»، اعترافاً منه بقيمة هذا اللاعب في تاريخ «المدفعجية».

«حان الوقت بالنسبة لي لكي أسلك مساراً مختلفاً في مسيرتي»، هذا ما قاله «تيتي»، مضيفاً «يسعدني الإعلان عن عودتي إلى لندن، من أجل الانضمام إلى (سكاي سبورتس)، التي سأشاركها الخبرة التي اكتسبتها خلال تلك الأعوام»، آملاً أن يستمتع الجمهور بما لديه من معرفة، كما استمتعوا به خلال أيام تألقه كلاعب، موضحاً «أراكم على الجهة الأخرى».

ومن المؤكد أن هنري كان يتمنى إنهاء مسيرته بإنجاز آخر يضيفه إلى سجله الذهبي، لكنه لم يتمكن من قيادة نيويورك ريد بولز إلى لقب الدوري الأميركي، بعد أن خرج الأخير من الدور نصف النهائي أمام نيو إينغلند باتريوتس.

وقد وضع هنري بقراره الاعتزال حداً للتكهنات باحتمال عودته إلى أرسنال، الفريق الذي تعملق في صفوفه لثمانية مواسم، وأصبح أفضل هداف في تاريخ النادي اللندني.

وسبق لهنري أن قال أخيراً إن عودته إلى أرسنال تعتبر «أمنية» في هذا الوقت من العام، أي مع اقتراب عيد الميلاد، مؤكداً في الوقت ذاته أن قرار ترك نيويورك لا يعني بالضرورة أنه سيعتزل اللعبة، مضيفاً «كنت مصمماً، منذ البداية، على الرحيل».

وسبق لهنري، الذي توج هدافاً للدوري الإنجليزي الممتاز في أربع مناسبات، وأفضل هداف في أوروبا مرتين، أن عاد إلى أرسنال في 2012، على سبيل الإعارة من نيويورك ريد بولز، خلال فترة توقف الدوري الأميركي، ومن المؤكد أنه كان من الصعب عليه الدفاع مجدداً وفي هذا العمر عن ألوان الفريق اللندني، الذي تركه في 2007، للانضمام إلى برشلونة بعد أن أمضى ثمانية مواسم في صفوفه، وتوج معه بلقب الدوري المحلي مرتين، ولقب الكأس المحلية ثلاث مرات، وأصبح أفضل هداف في تاريخ «المدفعجية»، بتسجيله 228 هدفاً في 376 مباراة (بينها هدفان في سبع مباريات، خاضها مع الفريق خلال فترة الإعارة من نيويورك).

وسيودع هنري ملاعب اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وفي جعبته 411 هدفاً، وجميع الألقاب الممكنة، إن كان على الصعيد الدولي، أو في مسيرته على صعيد الأندية، إذ توج أيضاً بألقاب الدوري الفرنسي عام 1997، والإسباني عامي 2009 و2010، والكأس الإسبانية، وكأس السوبر الإسبانية، ودوري أبطال أوروبا، وكأس السوبر الأوروبية، وكأس العالم للأندية عام 2009 مع برشلونة، الذي سجل معه 49 هدفاً في 121 خاضها في جميع المسابقات من 2007 حتى 2010.

 

تويتر