الخطر الأكبر على البرتقالي من إسبانيا وتشيلي في الدور الأول

هولندا في مهمة فك «لعنة المونديال» على أرض السامبا

صورة

يطارد الهولنديون حلما استعصى عليهم تحقيقه منذ عقود طويلة، بسبب ما يقولون إنها «لعنة» تلحق بهم في اللحظات الأخيرة، وتحرمهم التتويج بالكأس العالمية، رغم أنهم يكونون المنتخب الأفضل في بعض الدورات. وتحلم هولندا بفك عقدة المباريات النهائية، عندما تخوض مونديال البرازيل 2014، بمزيج من الخبرة والشباب. ووقفت البلاد المنخفضة ثلاث مرات عند حاجز النهائي، فخسرت أمام مضيفتها ألمانيا الغربية 1-2، في زمن «الطائر» يوهان كرويف عام 1974، ثم النهائي التالي على أرض الأرجنتين 1-3، بعد تمديد الوقت في 1978، قبل أن تتخطى البرازيل في ربع نهائي النسخة الماضية ويقهرها أندريس إنييستا في الدقائق الأخيرة من الوقت الاضافي، مانحا إسبانيا لقبها الأول.

روبن فان بيرسي.. الرهان الأول

يراهن منتخب هولندا على مهاجمه الفذ روبن فان بيرسي، بعد تعرض لاعبه المميز مع فريق روما الإيطالي لإصابة خطيرة في ركبته، غيبته عن المونديال. ويعول فان غال بشكل كبير على قائد الهجوم روبن فان بيرسي هداف المنتخب، الذي تخطى رقم باتريك كلايفرت عضو الجهاز الفني. وبرز فان بيرسي مع فينورد قبل أن تتفجر موهبته مع أرسنال لثماني سنوات، ثم حصد لقب الدوري مع مانشستر يونايتد بعد صفقة مثمرة. يتميز بتسديداته القاتلة بالقدم اليسرى، تمت مقارنته بالاسطورة ماركو فان باستن، ويمتلك خبرة طويلة في المسابقات الكبرى.


التحدي أكبر أمام روبن

يتهم روبن، الذي تزوج بصديقة طفولته برنادين وله منها صبيان وفتاة، بأنه يغيب عن الساحة خلال المواجهات الكبرى، أبرزها في نهائي مونديال 2010، بفرصتين كانتا كفيلتين بمنح اللقب العالمي الأول المنتظر للدولة الصغيرة، بالإضافة إلى ركلة ترجيح أهدرها لبايرن في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام تشلسي فريقه السابق، ومستواه العادي في أوروبا 2012. وسيكون التحدي أكبر أمام النجم الهولندي في البرازيل لمحو هذه التهم وقيادة بلاده إلى اللقب الأول في تاريخ البرتقالي. ويقول مدربه السابق يوب هاينكيس بعد إحراز بايرن ثلاثية تاريخية الموسم الماضي: «لقد تعلم أدوارا دفاعية، وأصبح أقوى بكثير من الماضي».

وعن حياته بعد كرة القدم، يقول روبن الذي مدد عقده مع بايرن حتى 2017: «أتحدث غالبا إلى زوجتي عن هذا الأمر، اشترينا بيتا في هولندا ونريد شراء قطعة أرض أخرى، نريد عيش حياة طبيعية وحرة».

وعندما قاد المايسترو رينوس ميتشلز البلاد المنخفضة من دكة البدلاء في سبعينات القرن الماضي، ترجم الهولندي الطائر يوهان كرويف فلسفته، فاخترعت الطواحين كرة شاملة استعراضية لاتزال عالقة في الأذهان أورثتها لاحقا لتشكيلات أياكس أمستردام وبرشلونة وغيرهما، وترجمها الثلاثي ماركو فان باستن، رود خوليت وفرانك ريكارد مع ميلان الإيطالي.

وفي تصفيات 2014، ضربت هولندا بقوة كما جرت العادة في السنوات الأخيرة، فحصدت 28 نقطة من 30 ممكنة في طريقها إلى البرازيل، بينها فوز ساحق على المجر 8-1، فكانت أول المتأهلين لبلاد السامبا. وستكون نهائيات 2014 الفرصة الأخيرة لجيل أرين روبن (30 عاما)، وروبن فان بيرسي (31 عاما)، وويسلي سنايدر (30 عاما)، ورافايل فان در فارت (31 عاما)، لكن في المقابل استدعى المدرب لويس فان غال مجموعة غنية من الوجوه الشابة، بعد الفشل الذريع في كأس أوروبا 2012، حيث فشلوا في تخطي الدور الأول.

وضحى مدرب برشلونة السابق بقلبي الدفاع جوني هيتينغا ويوريس ماتيسن والحارس مارتن ستيكلنبورغ، فأصبح الرباعي الخلفي يتألف من الشبان داريل يانمات وستيفان دو فريي وبرونو مارتنس اندي (فينورد)، ودالي بليند (أياكس)، ابن داني بليند مساعد المدب الحالي ومدافع أياكس الاسطوري.

وسيفتقد بطل أوروبا 1988 محور وسط روما الايطالي الصلب كيفن ستروتمان، لإصابة قوية في ركبته وصفها فان غال بالكارثة الصغيرة، وظهير باريس سان جرمان الفرنسي غريغوري فان در فيل الذي طلب إراحته بسبب الارهاق. ويصعب توقع المشوار الهولندي في النهائيات، نظرا للتغييرات الكبيرة في جلد الفريق ووقوعها في مجموعة تضم إسبانيا بطلة العالم وأوروبا وتشيلي الطامحة. ولطالما كانت تعويذة النجاح لفان غال الذي وصف نفسه في 2009 بأنه «الافضل» بعد قيادته الكمار المتواضع إلى لقب الدوري المحلي: «الانضباط هو أساس الابتكار». انضباط سيكون بحاجة ماسة إليه في البرازيل، ليطرد شبح فشله في قيادة المنتخب البرتقالي إلى نهائيات كوريا الجنوبية واليابان 2002 في ولايته الاولى.

وتغيّر منتخب هولندا جذريا آخر سنتين تحت إشراف المدرب المحنك، فبعد استقالة برت فان مارفيك إثر فضيحة الدور الاول من كأس أوروبا 2012، جاء فان غال مدججا بلقب الدوري الهولندي ثلاث مرات مع أياكس (94 و95 و96)، ومرة مع الكمار (2009)، وكأس الاتحاد الأوروبي (1992)، ودوري أبطال أوروبا (1995) مع أياكس الذي صنع منه فريقا يحتذى، والدوري الاسباني مرتين مع برشلونة (1998 و1999)، والكأس (1998)، قبل أن يجلب لقب الدوري لبايرن ميونيخ الالماني والكأس في 2010.

وورث فان غال منتخبا شبه ممزق ومدمرا معنويا بعد أوروبا 2012، فعبر هداف شالكه الالماني كلاس-يان هونتيلار عن نوبة غضب جراء تفضيل فان بيرسي البعيد عن مستواه عليه، وتردد أن سنايدر رفض التمرير لهداف فينورد السابق، فخرج بطل أوروبا 1988 من الدور الاول بعد سنتين فقط على بلوغه نهائي المونديال. بقي ترتيب الافضلية وظهرت سلطة فان غال عندما قالها صراحة إن العناصر الثلاثة الضرورية في تشكيلته والتي لا غنى عنها هي: فان بيرسي، روبن وستروتمان (قبل إصابته).

تويتر