بعد اهتزاز صورة الكرة الإيطالية في مونديال جنوب إفريقيا
برانديلي ينقل «الآزوري» من ذل 2010 إلـى قمة 2012
المنتخب الإيطالي يسعى إلى مواصلة ظهوره القوي بقيادة برانديلي. أ.ف.ب
يسعى المنتخب الإيطالي لكرة القدم الى مواصلة مشواره الرائع مع مدربه، تشيزاري برانديلي، عندما يخوض غمار كأس القارات في البرازيل من 15 الى 30 يونيو الجاري.
استلم برانديلي منتخباً منهاراً كروياً ومعنوياً عقب الخروج المذل والكارثي من نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا عام 2010، ولم يتأخر في قيادته الى القمة في القارة العجوز، عندما بلغ معه المباراة النهائية لكأس اوروبا في اوكرانيا وبولندا، الصيف الماضي، قبل ان يخسرها امام الإسبان، وهو الآن يتطلع إلى ايصاله الى القمة العالمية في البطولة المونديالية المصغرة كأس القارات.
وصول ايطاليا الى نهائي بطولة كأس اوروبا كان مفاجئاً، خصوصاً أن برانديلي لم يكن يُعِرْ ذلك أهمية كبيرة بقدر ما كان يهمه إعادة هيبة الكرة الإيطالية التي اهتزت صورتها في العرس العالمي في القارة السمراء، من خلال المصالحة مع الجماهير واعادة الثقة والتواضع الى لاعبيه، مشيراً إلى ان النتائج ليست لها الأولوية في «برنامجه التصحيحي» الذي طال الأندية أيضاً عندما طالبها بمنح الفرصة الى اللاعبين الموهوبين الذين كانوا مهمشين باللعب في صفوف الفرق الرديفة بسبب الكتيبة الأجنبية الكبيرة في الكالشيو.
واوضح برانديلي وقتها ان «الاستثمار في اللاعبين الشباب هو الأهم في الوقت الحالي»، مشيراً إلى أن «النتائج الأولية أعطت ثمارها من خلال النتائج التي تم تحقيقها في هذه الفترة القصيرة».
وأضاف «أنا سعيد بما تحقق حتى الآن ولكن لايزال امامنا الشىء الكثير، وتحسين العديد من الأمور. يجب ان نثق بهذا الجيل الجديد الذي يبعث على التفاؤل والحماس».
اعتمد برانديلي على تشكيلة ممزوجة بعنصري الشباب والخبرة، فالأولى تجسدت في الخط الهجومي الذي يقوده الواعدان ستيفان الشعراوي (20 عاماً) وماريو بالوتيلي (22 عاماً)، فعلى الرغم من صغر سنيهما الا انهما يتمتعان بانسجام كبير داخل ارضية الملعب، خصوصاً بعد انتقال «سوبر ماريو» الى ميلان حيث وضع الشعراوي المصري الأصل بصمته الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي.
ولم يجد برانديلي افضل من المخضرمين الحارس العملاق جانلويجي بوفون وصانع الالعاب اندريا بيرلو ودانييلي دي روسي لزرع الخبرة وتأطير الشباب الواعد وهو ما اعطى قوة كبيرة لخطته 4-3-2-1، التي محا بها الخطة التقليدية للكاتيناتشيو 4-3-3، مع اعتماده بشكل كبير على عمود فقري مكون من لاعبين ميلان ويوفنتوس (10 من اصل 11 لاعباً في التشكيلة الأساسية).
حرص برانديلي على عدم تكرار اخطاء سلفه مارتشيلو ليبي في كأس القارات عام 2009، عندما شارك بمنتخب «عجوز» كان ريكاردو مونتوليفو الشاب الوحيد في صفوفه، فدفع الثمن بخسارتين؛ تاريخية امام مصر (صفر-1) ومذلة امام البرازيل (صفر-3)، وهو ما تجلى واضحاً في التشكيلة الحالية المليئة بالشباب على الرغم من ان برانديلي سيحرم خدمات بعض اللاعبين الواعدين، ابرزهم لاعب وسط باريس سان جرمان الفرنسي، ماركو فيراتي، لتزامن كأس القارات مع كأس اوروبا للشباب (تحت 19 عاماً) المقامة حالياً في اسرائيل.
وأثنى رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الفرنسي ميشال بلاتيني، على عمل برانديلي الذي كان زميلاً له في صفوف يوفنتوس. وقال «ايطاليا منتخب استعراضي ومن الصعب الفوز عليه، بمكانهن الفوز بلقب المونديال»، مضيفاً «احب الطريقة التي يلعبون بها، واعشق برانديلي، لقد قدم بطولة كبيرة في كأس اوروبا، ولولا نقص الخبرة لحرزر اللقب، وبالتأكيد أنه تعلم الدرس ولن يكرر الأخطاء ذاتها».
والأكيد ان سياسة اللاعبين الشباب، والأسلوب الهجومي الذي يميز برانديلي، لهما الأثر الكبير في نتائج الطليان، وهي ميزة ليست وليدة الفترة الأخيرة، بل هي السياسة التي لفت بها الأنظار في مسيرته التدريبية، خصوصاً مع فيورنتينا التي توج على رأس ادارته الفنية بجائزة افضل مدرب في الكالشيو عامي 2006 و2007.
وارتبط نجاح برانديلي مع «السكوادرازورا» بالانضباط الذي فرضه داخل المجموعة من خلال «ميثاق الأخلاق» الذي لم يستثنِ منه اي لاعب او نجم يخل بقواعده ويقلل من احترامه مع المنتخب او مع الفريق الذي يدافع عن ألوانه، سواء بتدخل خشن او حركة منافية للآداب. ولعل ابرز مثال، استبعاده لاعب وسط روما، دانييلي دي روسي، من المباراة الدولية الودية امام فرنسا في نوفمبر الماضي، لطرده في مباراة الدربي امام لاتسيو في المرحلة الـ12 من الدوري المحلي، واخرها استبعاده مهاجم روما بابلو اوزفالدو من كأس القارات بسبب سوء السلوك عقب المباراة النهائية لكأس ايطاليا، التي خسرها فريقه امام جاره لاتسيو بالذات صفر-1 قبل اسبوعين.
وانسحب اوزفالدو من حفل تسليم الكأس من دون ترخيص من ناديه، كما انه دخل في مشادة مع مدرب فريقه اوريليو اندرياتزولي الذي فضل عليه ماتيا ديسترو في التشكيلة الأساسية.
ووقعت ايطاليا في المجموعة الأولى من كأس القارات مع البرازيل واليابان والمكسيك، وهي ستلعب في البرازيل للمرة الأولى منذ اكثر من 50 عاماً.
وتعود المباراة الأخيرة للطليان في البرازيل الى يوليو 1956، وكانت ودية امام اصحاب الأرض، وخسروها صفر-2. وخاضت ايطاليا قبلها مباراتين في البرازيل وكانتا ضمن الدور الأول لمونديال 1950 عندما خسرت امام السويد 2-3 وفازت على الباراغواي 2-صفر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news