دراسة طبية لمنظّمي الأولمبياد: استفيدوا من خبرات السعودية في الحج

لندن تستعد لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية صيف العام الجاري. رويترز

أوصت دراسة طبية صادرة من مجلة «لانسيت للأمراض المعدية» البريطانية، إحدى أشهر المجلات في المجال الطبي عالمياً، اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية التي تقام الصيف المقبل في لندن، بالاستفادة من تنظيم السعودية لمناسك الحج التي تجمع ملايين المسلمين في مكة المكرمة وتضطلع في منع انتشار وتفشي الأمراض، خصوصاً أن وجود أعداد هائلة من الناس في مكان ضيق يمكن أن يزيد من خطر انتشار الأمراض.

ونقلت صحيفة «ميترو» البريطانية وموقع «بي بي سي» عن المجلة تصريح البروفسور زياد ميميش، من وزارة الصحة السعودية، الذي كشف عن «خبرات السعودية الطبية في الحج تتضمن حلولاً متطورة حول الصحة العامة لمواجهة تحديات عالمية عدة». وأضاف أن «المفاهيم التقليدية للأمراض والسيطرة على الجمهور لا تعالج بدرجة كافية تعقيدات التجمعات الجاهيرية»، وتابع «ارتبطت التجمعات بالموت والدمار، وكارثة التدافع، وانهيار الملاعب بسبب الحشد، والعنف الجماهيري، والتسبب بالأضرار للبنية التحتية التجارية والسياسية». من جهته، قال البروفسور إبراهيم أبوبكر، من جامعة «إيست إنغليا» في إنجلترا، إن «مجموعة من الأمراض توجد أساسا في البلاد، ومن المحتمل أن تنتقل إلى زوار قادمين (إلى الأولمبياد)، وهذا قد يؤدي إلى حالة كارثية». وضرب أبوبكر مثالاً بـ«يوم الشباب العالمي» الذي أقيم في أستراليا في يوليو ،2008 بحضور نحو 223 ألف شخص من فئة الشباب من 170 دولة، ما تسبب في تفشي مرض الأنفلاونزا. وأضاف أبوبكر أن «مهرجانات دينية أو موسيقية أو فعاليات وأحداث رياضية تتضمن تجمعات جماهيرية ضخمة، قد تسبب خطرا على الصحة العامة».

وسلط تقرير آخر في الدراسة الضوء على التحديات المتعلقة بالسيطرة على أعداد ضخمة من الناس، واشار إلى حادثة التدافع التي حدثت في فعالية «موكب الحب» الموسيقية في ألمانيا قبل عامين، إذ حضرها نحو مليون شخص، وبسبب التدافع توفي نحو 21 شخصاً، وأصيب نحو 500 شخص.

بدورها، أكدت صحيفة «ميترو» أنه على الرغم من التوقعات حول حضور أكثر من 200 جنسية من أنحاء العالم إلى الأولمبياد التي تنطلق في يوليو المقبل، إلا أن «المنظمين وضعوا أكبر نظام مراقبة صحية في العالم، ويقوم هذا النظام بربط الشبكات عبر الخدمات الصحية، حتى تكتشف سريعا أي احتمال حول وجود مشكلات». أما مسؤول العمليات في أولمبياد لندن، البروفسور برايان ماك كلوسكي فقال لـ «بي بي سي»، إن «تاريخ دورة الألعاب الأولمبية يشير إلى أن مشكلات العدوى لم تحدث غالباً، والمهم بالنسبة لنا يكمن في أن نضع النظام الصحيح في المكان الصحيح حتى يستجيب». وتعد المخاوف الأمنية أيضاً قضية أخرى تطفو على السطح في لندن، كالتي وقعت في مدن عدة في إنجلترا العام الماضي، وأثارت ضجة واسعة في وسائل الإعلام العالمية، لكن السفير البريطاني في الإمارات، دومينيك جيرمي، قلل من هذه المخاوف أثناء حديثه لـ«الإمارات اليوم»، في فبراير الماضي، إذ قال إنه «لا توجد هناك مخاوف حول أعمال عنف ، فما حدث العام الماضي كان حدثا استثنائيا يتعلق بأمور أخرى لا علاقة لها بالرياضة، لكن الأمن هو أمر ننظر إليه بجدية شديدة».

تويتر