صحف: البارسا يحكم العالم بفضـل الساحر ميسي
لقب برشلونة السادس ترك أصداء واسعة. تصوير: أسامة أبوغانم
احتل فوز برشلونة الإسباني بكأس العالم لكرة القدم المساحة الأهم والأبرز في صدر الصحف الدولية والرياضية على وجه الخصوص، وأبرزت الصحافة العالمية فوز بطل أوروبا باللقب الغالي كونه دخل التاريخ من أوسع الأبواب بحصده ستة ألقاب متعددة المذاق في عام واحد يعتبر الأزهى في تاريخ النادي الكاتالوني، ومن الصعب على أي فريق آخر أن يحطمه.
ونال أبناء المدرب العبقري جوسيبي غوارديولا قسطاً وافراً من المدح والإشادة، وحظي الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم، بنصيب الأسد.
وأفرطت الصحافة الإسبانية في الإطراء لأبطال العالم، وبصفة خاصة الصحف الكتالونية، وعلى وجه التحديد صحيفة «الموندو ديبورتيفو» التي عنونت مقالها «العالم عند قدميك»، وتحدث تقريرها عن إنجاز «لم يسبق له مثيل»، وأشارت إلى مرونة الفريق عندما اضطر للعب ضد النتيجة «الإيمان الذي لا يتزعزع»، مشددة على أن بيدرو وميسي رمز للشباب، وأن برشلونة بتتويجه بطلاً ست مرات في سنة واحدة صنع التاريخ. وتابعت أنه «قلب العالم، لقد أغلق برشلونة سنة من التاريخ الرائع بالفوز بالبطولة العالمية».
وشددت الصحف الإسبانية على أن الإنجاز سيبقى أبدياً، في إشارة لحديث غوارديولا للاعبين: «لو فشلتم اليوم لن نحقق اللقب العالمي ولو فزتم ستكون أبدية». وقالت «لا لبيريوديكو»: ست مرات وستة ألقاب.. إنهم صنعوا التاريخ.. وبرشلونة مع غوارديولا لا يهزم.
ولم يختــلف الحــال لــدى صحيفة «آه إس» المدريدية، وقالت: «رصاصة من صدره» في إشارة إلى هدف الفوز التاريخي الذي سجله ميسي بصدره ليمنح الفريق اللقب، وكتبت عنواناــً آخر «لا شيء إنه رقم 1»، وشرحت: «فعلها ميسي بعد وقت قصير من اختياره للكرة الذهبية، فقاد البارسا للفوز بالكأس العالمية، واختير نجم البطولة في أبوظبي، بعد أن قهر أبناء بلده ولم يعرفوا كيفية إيقاف أفضل لاعب على هذا الكوكب، لقد فعلوا أشياء كثيرة في المباراة، لكن ميسي أنهى آمالهم، ليتقبل خوان سيبستيان فيرون المشهور بعجرفته تحيات ميسي عقب نهاية المباراة.

اعتراف مدريدي
وكانت المفارقة في الاعتراف التاريخي الذي حصله عليه برشلونة من أكبر صحيفة رياضية في العاصمة مدريد «ماركا» التي تناصر وبشدة الفريق الملكي ريال مدريد، وقالت في عنوان المباراة «البارسا الأفضل في التاريخ.. بدأ غوارديولا يستعد للحداد مع صافرة النهاية، لكن بيدرو غير المسار وقام بالسحر قبل ان يحسمها ميسي برصاصته ليصبح البارسا هو العلامة التجارية الجديدة كأفضل فريق على الإطلاق، إنه بالفعل فريق أسطوري، وقد كان للمدرب غوارديولا الحق أن يغرق في بحر من دومع الفرحة عقب نهاية المباراة وسيظل يوم 19 ديسمبر 2009 تاريخياً وسيكون من الصعب تكرار إنجاز هذا الفريق الفريد من نوعه، ولم يكن مقبولاً أن يفوز فريق آخر غير برشلونة الذي يقدم كرة القدم بذوق وفن وبروح قتالية عالية، فتفوق على كل أسلحة المنافس الصلبة على الصعيد الدفاعي، التي حطمها الساحر بيدرو القادم من جزيرة تنيريفي، ورد الهدية لمدربه الذي راهن بإشراكه في الشوط الثاني. وتناولت صحف البرتغال الانجاز بطريقتها وقالت «أ بولا»: «العالم عند أقدام ميسي»، في حين ركزت الصحف الإيطالية على الفوز التاريخي للبارسا، وقالت «جازيتا ديللو سبورت»: برشلونة يهمن على العالم، واكتملت الصورة في أبوظبي بهدف بصدر ميسي، أفضل لاعب في العالم، وهو ما كررته «كورييري ديلو سبورت»: في السنة التاريخية فعلها برشلونة بالطريقة الأصعب بالتفوق على الفريق العنيد القادم عبر المحيط الأطلسي.
البارسا يحكم العالم
وتناولت صحيفة «ذا صن» البريطانية إنجاز برشلونة بزاوية مختلفة تنظر للشأن الإنجليزي، عندما أشارت إلى أن المجد يذهب إلى بلاد الإسبان، وكتب تيري فينابلز مقالاً تحت عنوان «تذهب من خلال إسبانيا» وصف فيه الموقف برؤية بنوع من البلاغة، وكتب: «كما ينقشع الغبار عن واحدة من أجمل المشاهد أعتقد أنني أعرف أن التهديد للمجد الإنجليزي يأتي من إسبانيا، هذا الفريق المتخم بكوكبة من الأسماء اللامعة مثل تشافي وبويول وانييستا وتيري هنري والعملاق السويدي ابراهيموفيتش، اكتمل عقد نجومه بوجود الفتى الذهبي ميسي ليقود لتحقيق سداسية تاريخية يصعب على أي فريق في العالم تحقيقها».
وفي بريطانيا أيضاً تغنت صحيفة «التايمز» باحتفاظ برشلونة بكأس العالم للأندية للقارة العجوز ونسبت الفضل في ذلك للساحر الأرجنتيني وعنونت مقالها «البارسا يحكم العالم بفضل المهاجم ليونيل ميسي»، وأشارت: «أكمل برشلونة الوصول لنقطة لم يسبق لها مثيل بتحقيق ستة ألقاب في عام واحد، تخلص في ختامها من شبح الخسارة لمدة 52 دقيقة أمام فريق استوديانتيس الأرجنتيني الذي كان على شفا الفوز بالكأس للمرة الأولى، لكن رأس بيدرو ذهب بالمباراة إلى وقت إضافي، ثم حكم الأرجنتيني ميسي طموحات أبناء بلده بتسجيل هدف الفوز القاتل، ليعلن أن العالم بات في قبضة البارسا.
وعلى الدرب نفسه، سارت «دايلي ميرور» وكتبت: «ميسي يضمن الانتصار لبرشلونة.. هي سنة لا تصدق للفريق الإسباني فقد بدا للجميع أن بطل أوروبا سيكتسح منافسه الأرجنتيني، بعد أن حصد خمس بطولات محلية وأوروبية، لكنه كان على حافة الهاوية لولا هدف بيدور مع ضربة أخرى من ميسي بصدره ضمنت لمدربه غوارديولا المثالية في عام من القصص الخيالية.
الساحر ميسي
ومن عاصمة الضباب إلى بلاد النور والعطور فرنسا، كتبت مجلة «فرانس فوتبول»: هذا هو سحر البارسا مع صورة كبيرة لفرحة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وأضافت: حتى الدقيقة 88 كان استوديانتيس البطل، وتحولت الأمور لمصلحة برشلونة بفضل البديل بيدرو، وفي الوقت الإضافي حول ميسي المباراة ومنح برشلونة الفرصة للفوز باللقب الوحيد الغائب عن رقمه القياسي، وبات أول فريق يفوز ست مرات في سنة واحدة مذهلة. وركزت «فرانس فوتبول» على أن بيدور عوض غياب انييستا المصاب، بعد أن بدت قوة برشلونة الهجومية غير قادرة على ضرب الواقعية الدفاعية للمنافس الأرجنتيني. وحظي النجم ميسي بمساحة خاصة لأنه أصاب مواطنيه بخيبة أمل وكتبت: قدم ليونيل ميسي السجل التاريخي لناديه وهو لم يلعب في الأرجنتين، وليس لديه الرصيد الكاف من الشعبية هناك، فقد نجح صاحب الكرة الذهبية هذا العام في تسجيل هدف الفوز لبرشلونة، وبصدره هذه المرة، ليرجح الفتى الأرجنتيني العبقري كفة الميزان في أي مباراة يلعبها للنهاية.
وفي السياق نفسه، كتبت صحيفة «الإيكيب» اليومية: «إنه أمر فظيع.. هذا برشلونة.. سنة 2009 ستبقى رائعة للبلوغرانا، فقد دخل البارسا التاريخ بحصوله على كأس العالم للأندية، ليلة السبت فلم يشعر أحد بالفوز العريض والكساح الذي حققه منافسه المحلي ريال مدريد على سرقسطة 6/صفر، لأن البارسا وصل إلى سقف الإنجازات الكروية على صعيد الأندية في العالم.
شكراً برشلونة
ووجهت صحيفة «شبيغيل» الألمانية الشكر للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وبرشلونة على نجاحهم في الحفاظ على كأس العالم لأوروبا، بعد ميلان الإيطالي ومانشستر يونايتد الإنجليزي، لتتمكن القارة العجوز من معادلة الرقم اللاتيني لعدد مرات الفوز بالبطولة، وأفرطت في الإشادة بالنجم ميسي الذي نجح في تحقيق اللقب المفقود في قلعة زعيم كتالونيا.
وأشارت «أمام 43500 متفرج كان ميسي هو النجم الأول في العاصمة الإماراتية أبوظبي واستحق الفوز بكأس أحسن لاعب، ليعلن ختاماً مثالياً للعام الذي يستحق عليه أن يكون الأفضل في كل الاستفتاءات.
«موندو»: لا دي ستفانو ولا بيليه ولا مارادونا
وكتبت: الإنجاز التاريخي لميسي وضعه في المقدمة برقم فريد من نوعه، تفوق به على دي ستيفانو وبيليه وحتى مارادونا، فلم يقتصر الأمر على تاريخ برشلونة فقط ولكنه يشمل تاريخ كرة القدم العالمية، لقد كان هدفه في الدقيقة 110 بمثابة تحية من القلب للنادي الذي يدافع عن ألوانه منذ كان عمره 13سنة، ليزين متحف البارسا باللقب المفقود.
وتابعت: «بدأ ميسي البطولة على مقاعد البدلاء، حيث كان يعاني من الإصابة بالتواء في الكاحل، ولكن بروح عالية وتصميم وعزيمة على المساهمة في صناعة تاريخ جديد للنادي عاد بقوة في المباراة الأولى ليحرز هدف الفوز على اتلانتي الأرجنتيني، قبل أن يطلق رصاصة من صدره تضمن للفريق الفوز بالكأس العالمية.. إنه حقاً الأفضل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news