رياضيو إسرائيل منبوذون في ملاعب العالم

لاعبو فريق هاشيرون الإسرائيلي يهربون من أرضية ملعب أتاتورك لكرة السلة بعد احتجاجات الجماهير التركية. أ.ب

زادت الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في قطاع غزة منذ نحو 20 يوماً من عزلة الرياضة الإسرائيلية وتقوقعها على نفسها، فمع كل شهيد يسقط بنيران قوات الاحتلال يزداد الحصار المفروض دولياً على الرياضيين الاسرائيليين من قِبل الجماهير والرياضيين حول العالم كرد فعل طبيعي ومباشر على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، فبعد أيام من بدء العدوان على غزة ردّت الجماهير التركية بطرد فريق إسرائيلي لكرة السلة من اسطنبول، وبعد ذلك بأيام احتجت جماهير التنس في نيوزيلندا على مشاركة الاسرائيلية شاهار بيير، كما وجد عدد كبير من المحترفين الإسرائيليين في الأندية الأوروبية أمام صفير واحتجاجات الجماهير.

وفي اسطنبول وجد فريق بناي هاشيرون الاسرائيلي لكرة السلة نفسه منبوذاً من جماهير فريق ترك تيلكوم المحلي، الذي كان يستعد لمقابلته ضمن منافسات دوري أبطال كرة السلة الأوروبي، وقبل دخول الفريق الزائر أرضية صالة أتاتورك كانت المدرجات قد امتلأت عن آخرها بجماهير تركية غاضبة من الجنسين ومن مختلف الأعمار والاهتمامات، فلم تكن الرياضة عشقاً مشتركاً بينها بقدر ما كانت رغبتها في طرد فريق يمثل قوة احتلال لأرض عربية إسلامية يرتكب فيها أبشع الجرائم.

ومع بدء نزول لاعبي الفريق الاسرائيلي أرضية الملعب بدأت الاحتجاجات تشتد وتزداد ضراوة، فكانت الجماهير ترفع شعارات تقول: «قتلة»، و«الله أكبر»، وترمي كل ما حملته معها على لاعبي الفريق الاسرائيلي، في حين انسحب الفريق التركي المضيف إلى غرف الملابس، ولم تمض دقائق حتى قرر ناي هاشيرون الانسحاب تحت حراسة أمنية مشددة، ما حدا بالحكم إلى إعلان فوز الفريق التركي وخسارة الاسرائيلي، وذلك نتيجة رفض الأخير العودة إلى الملعب بعد أن قام رجال الأمن بإخلاء المدرجات من الجماهير الغاضبة، وغرّم اتحاد السلة الأوروبي الفريق الإسرائيلي 50 ألف يورو واعتبره منهزماً بنتيجة 20-صفر، في حين غرم الفريق التركي 15 ألف يورو واعتبره فائزا في المباراة.

وبعد هذه الحادثة بأيام صبت جماهير أوكلاند في نيوزيلندا خلال دورتها الدولية للتنس جام غضبها على اللاعبة الاسرائيلية شاهار بيير التي وجدت نفسها فجأة محاصرة من أعداد كبيرة من الجماهير المحلية الغاضبة، والتي تطالبها بالخروج من نيوزيلندا، وتدعو بالحرية لقطاع غزة.

ومع استمرار الآلة الإسرائيلية في حصد أرواح الأبرياء في قطاع غزة يدب الرعب والخوف في قلوب الرياضيين الإسرائيليين من اشتداد الحصار المفروض عليهم منذ عقود طويلة في مختلف الملاعب العالمية، وليس العربية والإسلامية فقط، فحتى قبل العدوان الأخير على قطاع غزة اضطر فريق إسرائيلي في الكريكيت تحت ٢١ سنة إلى إلغاء معسكر تدريبي له خلال مايو الماضي في غلاسكو الاسكتلندية بعد يوم فقط؛ نتيجة تجمع أعداد كبيرة من الجماهير الاسكتلندية ومن الجالية العربية والاسلامية في اسكتلندا خارج مقر إقامة الفريق ورفعها شعارات تدعو بالحرية لفلسطين، وتطالب بمعاقبة مجرمي الحرب من المحتل الإسرائيلي.

وفي كرة القدم ازداد الوضع صعوبة بالنسبة لعدد من المحترفين الإسرائيليين في الأندية الأوروبية، ومنهم تامير كوهين محترف نادي بولتون الإنجليزي، ودودي أكواتي حارس مايوركا الإسباني، وغايل ألبيرمان لاعب فريق مانشنغلادباخ الألماني، ويوسي بنايون لاعب فريق ليفربول الإنجليزي، وهؤلاء جميعا باتوا غير قادرين على اللعب في أجواء نفسية طبيعية بعد أن تعرضوا في الأيام الأخيرة لاحتجاجات متواصلة من مختلف الجماهير في الدول الأوروبية.

نشاز منذ التأسيس

ويسجل التاريخ الحديث أن الرياضة الإسرائيلية ولدت منبوذة ومحاصرة ومرفوضة؛ لأنها تعكس قوة احتلال غير شرعي لفلسطين؛ ولأنها تمثل آلة حرب لا تتوقف عن الفتك بشعب أعزل، فبعد سنوات قليلة من تأسيس دولة الاحتلال في سنة 1948 بدأت الاتحادات والجمعيات الرياضية الإقليمية والقارية في التعبير عن رفضها قبول الرياضيين الإسرائيليين، حيث قاطع العديد من الدول الإسلامية والعربية دورة ميلبورن الأولمبية سنة 1956 بعد العدوان الثلاثي على مصر وكنتيجة لاحتلال أرض فلسطين، وبعد ذلك رفضت إندونيسيا قبول إسرائيل في ألعاب آسيا ،١٩٦٢ وهو ما أدى إلى حرمان الإندونيسيين من أولمبياد طوكيو 1964وبعد حرب 1973 توالى طرد الاتحادات الرياضية الإسرائيلية من مختلف الاتحادات الإقليمية والقارية في آسيا إلى درجة أن رياضيي الاحتلال كانوا يقطعون مسافات طويلة جدا للعب في قارة أوقيانوسيا مع استراليا ونيوزيلندا وفيجي.

وعلى الرغم من قبول الأوروبيين بانضمام إسرائيل إلى اتحاداتهم الرياضية بدءا من ،1991 إلا أن عددا من ملاعب القارة العجوز وأنديتها ولاعبيها لايزالون رافضين للرياضيين الإسرائيليين، فحتى اليوم لم تفلح مساعي مسؤولي إسرائيل في إقناع الأوروبيين بإقامة أي من نهائيات الفرق في السلة أو كرة القدم أو كرة اليد أو بقية الألعاب الأخرى في إسرائيل، والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل هناك دائماً تردّد من قِبل الفرق الأوروبية في خوض مباريات ضد الفرق الإسرائيلية داخل إسرائيل، إما بسبب خشيتها على سلامة لاعبيها، أو كرد فعل احتجاجي على جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين، كما هي الحال مع بعض الفرق التركية والبوسنية.

محطات من المقاطعة والتضامن

2008 لاعب فريق إشبيلية المالي فريدريك كانوتيه أبدى تعاطفه مع قطاع غزة بارتدائه قميصاً يحمل اسم فلسطين بعد تسجيله هدفا في شباك ديبورتيفو لاكورونيا ضمن منافسات دور الـ16 في كأس إسبانيا، وتعرض اللاعب لعقوبة مالية من الاتحاد الإسباني لكرة القدم بلغت 3000 يورو.

..2008 المصري محمد أبوتريكة عبّر عن تضامنه مع الفلسطينيين خلال بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم في غانا بارتدائه قميصاً يحمل شعار «تضامنا مع غزة»، وتعرّض بسببها لإنذار شفهي من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.

2007لاعب ألمانيا تحت21 سنة الإيراني الأصل أشكان ديجاغا رفض اللعب في مباراة ودية ضد إسرائيل.

2005 حارس المنتخب الفرنسي السابق فابيان بارتيز رفض مرافقة منتخب بلاده إلى إسرائيل للعب مباراة ضمن تصفيات كأس العالم 2006 احتجاجا على الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

2004لاعب الجودو وبطل العالم سابقا أرش ميريسمايلي رفض لقاء نظيره الإسرائيلي إيهود فاكس خلال منافسات الجودو في أولمبياد أثينا.

2003 اليمني هاني الحمادي والسعودي نبيل المغاوي رفضا اللعب ضد الإسرائيلي غاي إيلنسكي خلال منافسات بطولة العالم في تنس الطاولة.

2002الجزائر والسعودية انسحبتا من لعبتي كرة القدم وتنس الطاولة خلال ألعاب الأولمبياد الخاص بإيرلندا احتجاجاً على مشاركة فرق إسرائيلية


قضية رياضية

صفحة خاصة تعنى بأهم القضايا الرياضية العالمية ، للتواصل على البريد الالكتروني التالى :

hamidnaaman@yahoo.com


تويتر