عبدالكريم: التوازن مطلوب في حقوق الطفل حتى لا يطغى على والديه
97.5% نسبة تأييد توصيات لجنة الاحتضان في دبي

المستشار أحمد عبدالكريم. تصوير: إبراهيم صادق
أكد رئيس قسم التوجيه والإصلاح الأسري، رئيس لجنة الاحتضان في دبي، المستشار أحمد عبدالكريم، أن اللجنة شُكلت لنظر ما بعد الطلاق، ومن هو الأصلح للحضانة، الأب أم الأم، لافتاً إلى أن نسبة تأييد توصيات اللجنة هذا العام من قبل المحاكم بلغت 97.5%.
وأشار إلى أن «هناك زيادة في الخلافات والمشكلات الأسرية، نتيجة تغيرات اجتماعية كبيرة، فقبل سنوات عدة حين انتشر الـ(بلاك بيري) حذرت من عواقبه، والآن أقول ربنا يرحم أيامه، في ظل التأثير السلبي لشبكات التواصل الاجتماعي».
وأشار إلى أن سبب ارتفاع نسب الخلافات هو تغير الأفكار، إذ صارت لدينا أفكار دخيلة، والبعض يصور أن العادات تخلّف، والقيم رجعية، ويجب أن نخضع لثقافة الغرب، وهناك من يخدع النساء، فالمرأة في بلادنا ممكَّنة منذ تأسيس الدولة، لكن هناك من يصطاد في الماء العكر، ويتلاعب ويزرع قناعات سلبية تحت غطاء التحرر.
وتابع أن اللغة المستخدمة حالياً مع المقبلين على الزواج تغيرت بشكل غريب، فعلى عكس الماضي حين كانت تسود الأمنيات، تجد من يقول ربنا يعينك على زوجك أو زوجتك، وكأنهما مقبلان على مهمة شاقة، وهذا له تأثير سلبي، وسبب في ارتفاع مؤشر الخلافات.
وأكد عبدالكريم أنه من واقع الحالات التي تنظرها المحاكم، من الضروري تحقيق نوع من التوازن في الحديث عن حقوق الطفل، وإلا ستكون هناك فجوة كبيرة جداً، لافتاً إلى أن أباً جاء إليه منذ أيام، وشكا عدم رؤية بناته، وأن ابنته الكبرى حجبت رقمه من الـ«واتس أب» (بلوك)، فراجع التقارير، ليجد أنها تحملِّه مسؤولية أنه لا يرى بناته، فأعاد النظر في الحالة، وطلب مراجعة الابنة التي حجبت والدها، لأن الأب له حقوق مثل الأبناء.
وأفاد عبدالكريم بأن حقوق الطفل وضعت لحمايته، وليس لأن يطغى على أبيه أو أمه، وهذه نقطة جوهرية، وأحياناً تكون سبباً في انحراف الأبناء، ولها أبعاد أمنية كبيرة.
وشدد على ضرورة أن يتحلى أفراد الأسرة بالصبر، سواء الأب أو الأم، فليس من الحكمة اللجوء إلى المحكمة فور وقوع المشكلة، لأن الخلافات أمر طبيعي، ويجب أن تكون هناك فرصة للتوافق والتوصل لحلول ودية.