الجوهرة النفيسة داخل أسوار دمشق

بالفيديو.. مساجد.. «الأموي الكبير».. أعظم مساجد الدنيا احتفالاً

صورة

قال عنه ابن بطوطة في كتابه «وهو أعظم مساجد الدنيا احتفالاً، وأتقنها صناعة، وأبدعها حسناً وبهجة وكمالاً، ولا يُعلم له نظير، ولا يوجد له شبيه»، هو المسجد الذي ذكره المؤرخون والشعار، وتغنى به كل من رآه، هو التحفة المعمارية والأثرية والحضارية التي كانت مهد فن العمارة الإسلامية وانطلاقته، والجوهرة النفيسة التي اتخذت من أقدم عاصمة في التاريخ مقراً لها، هو جامع بني أمية الكبير.

جامع بني أمية الكبير، أو الجامع الأموي اختصاراً، والواقع في داخل أسوار مدينة دمشق القديمة، أمر بتشييده الخليفة الأموي السادس الوليد بن عبدالملك سنة 715 للميلاد، متصوراً أن يقدم للعالم الإسلامي مسجداً لم تسبقه إليه أمم من قبل، وكان له ذلك بعد أكثر من 10 أعوام من العمل الدؤوب الذي بدأ عام 705 للميلاد، والآلاف من البنائين والحرفيين من كل الأصقاع، ليقدموا للعالم نموذجاً غير مسبوق لفنون العمارة القديمة.

يعتبر البناء الأصلي للمسجد، أحد أهم المباني التي يمكن من خلالها قراءة تاريخ المدينة، حيث يعود تاريخ بنائه إلى 1200 سنة قبل الميلاد، حين كانت دمشق عاصمة لدولة (آرام دمشق) خلال العصر الحديدي، حيث بني فيها معبد لإلههم «حدد»، إله الخصب والرعد والمطر، بحسب معتقدهم، ليغزو الرومانيون بعد ذلك دمشق، وليجدوا ضالتهم في هذا المعبد الذي حولوه إلى معبد لإلههم «جوبيتر»، وفي نهاية القرن الرابع للميلاد، تم تحويله إلى كاتدرائية القديس يوحنا، وفي عام 634 نجح خالد بن الوليد في ضم المدينة إلى الأراضي الإسلامية، وبعد عقود، أصبحت الخلافة الإسلامية تحت حكم السلالة الأموية، الذين اختاروا دمشق العاصمة الإدارية الإسلامية، حينها كلف الخليفة الوليد بن عبدالملك الصناع والمهندسين ببناء مسجد أيقوني في موقع الكاتدرائية البيزنطية.

لأرضية المسجد الأموي شكل مستطيل، بفناء كبير، بينما تتكون المساحة الداخلية من ثلاثة أروقة موازية لاتجاه القبلة، دعمت بأعمدة مزخرفة، وأقواس لا متناهية، كما زين الفناء وحرم الجامع الأموي بواجهة فخمة، مطلة على فناء يضم 25 باباً تفتح مباشرة على الحرم.

وتعتبر قبة النسر ذات اللون الأزرق الفاتح، أهم إنجازات الخليفة الوليد بن عبدالملك، وأكبر قباب الجامع، التي تجددت خلال العهود التي تلت، وتقبع فوق مركز الصلاة، مرتكزة على طبقة أسفلها بثماني أضلاع، كما احتشد فنانون ورسامون وحرفيون لسنوات طويلة لتزيين المسجد، الذي تغطت جدرانه بالفسيفساء ذات التدرجات التي لم ير التاريخ مثلها، إضافة إلى المعادن الملونة وتلك المطلية بالذهب، واللوحات المرسومة والمستوحاة من الطبيعة.

• 45 متراً ارتفاع القبة الرئيسة.

• 10 أعوام من العمل الدؤوب بدأت عام 705 للميلاد.

• 12 ألف شخص عملوا على البناء.

• 77 متراً ارتفاع أطول مآذن الجامع الثلاث.

• يعتبر محراب الجامع الأموي، أول محراب يدخل في طراز العمارة الإسلامية، حيث يعود المحراب إلى الكنيسة البيزنطية التي أخذ الجامع مكانها، واستمرت فكرة اعتماد المحاريب منذ ذلك الحين.

•  يضم المسجد ضريح النبي يحيى عليه السلام، وتشير الأسطورة المحلية إلى أن رأس النبي يحيى دفن في الجامع، كما يضم مقبرة تضم رفات صلاح الدين الأيوبي.

• يعتبر البناء الأصلي للمسجد أحد أهم المباني التي يمكن من خلالها قراءة تاريخ المدينة.

تويتر