الأقدم والأكبر في فرنسا وهدية للمسلمين بعد «فردان»

بالفيديو.. مساجد.. «باريس الكبير».. تحفة أندلسية مخفية في العاصمة الفرنسية

صورة

حين تعلم بأن ثاني أكبر ديانة في فرنسا هي الإسلام، وبأن الجالية الفرنسية المسلمة هي الأولى في أوروبا، فقد يكون من الطبيعي أن تكتشف أنها تحتضن ثالث أكبر مسجد في هذه القارة، وأكبر مساجد فرنسا، ومن أجمل صروحها تصميماً، وواحدة من الجواهر الخفية بين أزقتها الأنيقة منذ ما يقارب الـ100 عام، بتصميم أندلسي مغربي كلاسيكي، وحدائق غنّاء بنوافير متراقصة، تكحلها الزخارف الكلاسيكية.

يعتبر مسجد باريس الكبير، الواقع في الدائرة الخامسة، وبالقرب من متحف باريس للتاريخ الطبيعي، وحديقة النباتات الشهيرة، أقدم مسجد وصرح إسلامي في فرنسا، حيث وضعت لبنته الأولى عام 1922 على أنقاض مستشفى الرحمة الذي نقل إلى مكان آخر عام 1911، وتم الانتهاء من المسجد عام 1926، حيث شيدته الدولة الفرنسية تكريماً للجنود المسلمين الذين دافعوا عنها خلال الحرب العالمية الأولى، وهو القرار الذي جاء مباشرة بعد يوم واحد من معركة فردان الشهيرة، والتي قاتل فيها الجنود المسلمون ببسالة في خطوط الجيش الفرنسي.

يمكن لزائر مسجد باريس الكبير، أن يلاحظ مدى التقارب المعماري بينه وبين مساجد أيقونية في دول المغرب العربي، حيث استوحي تصميم المسجد من جامع القرويين في فاس في المغرب، بينما استوحي تصميم المنارة من مسجد الزيتونة في تونس، بطراز مغاربي أندلسي، وبزخرفات ونقوش خلابة، ومع الاعتماد على فن «الزليج»، الذي نفذه حرفيون متخصصون من فاس ومكناس، معتمدين على المواد التقليدية، كما تزين فناء المسجد واحدة من أجمل الحدائق، مستوحاة من الحدائق الغرناطية.

لا يمكن تخيل باريس دون مقاهيها الأنيقة، وفقط في باريس، يمكنك أن تجد مقهى أنيقاً داخل مسجد، كما يضم المسجد أيضاً مطعماً يقدم أطباقاً من المطبخ المغربي، بالإضافة إلى متجر لبيع الهدايا التذكارية والمنتجات اليدوية ذات الطابع العربي، كما يضم المكان أيضاً، معهداً إسلامياً، ومدرسة، ومكتبة، وغرفة للاجتماعات، ومستوصفاً، إضافة إلى شقق خاصة بالموظفين والمشرفين على المكان، ويعتبر المسجد، أحد المواقع السياحية المهمة في العاصمة الفرنسية. قدم المسجد والعاملون عليه تاريخاً من الارتباط المجتمعي والتسامح الإنساني، حيث تعتبر حادثة إنقاذ اليهود، واحدة من أشهر المواقف التاريخية المرتبطة بالمسجد، ففي فترة الحرب العالمية الثانية، آوى المسجد نحو 1600 من اليهود الفارين من النازيين، حيث قدم لهم أول رئيس للمعهد الإسلامي آنذاك قدور بن غبريط الحماية اللازمة من خلال إصدار هويات مسلمة لهم، ما سمح لهم النجاة من المطاردة النازية.

• 7500 متر مربع مساحة المسجد.

• 3500 متر مربع مساحة الحديقة.

• 500 ألف فرنك فرنسي كلفة المشروع.

• 33 متراً ارتفاع المئذنة.

• شيدته الدولة الفرنسية تكريماً للجنود المسلمين الذين دافعوا عنها خلال الحرب العالمية الأولى.

• في قاعة الصلاة، وعلى يمين المحراب، يقف منبر تاريخي قيّم، كان هدية من ملك مصر فؤاد الأول للمسجد.

• يتزين المسجد من الداخل والخارج بأبيات شعرية منقوشة نظمها الفقيه والشاعر أحمد سكيرج، الذي كان إمام أول صلاة جمعة في المسجد.

تويتر