دور.. وممثل

«دفعة القاهرة».. ممثلون ينقلون الحكاية بشغف

صورة

الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، وتخلق علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك نجد الممثلين النجوم الذين يظهرون في أدوارهم المتنوّعة يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس، بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم في ما يقدمونه من شخصيات.

تتغير الشخصيات ويظل اسم الممثل ثابتاً قادراً على إنجاح العمل أو إفشاله.


الممثلون الذين يظهرون في المسلسل الكويتي «دفعة القاهرة»، للمخرج علي العلي، يستحقون التقدير، فهم على الرغم من تأكيد الكاتبة، هبة المشاري، أن الحكاية محض الخيال، إلا أنها من الممكن أن تحتمل بعضاً من الواقع، في هذا العمل، ومنذ المشهد الأول الذي جمع لطيفة، التي تؤدي دورها مرام البلوشي، وزوجها يوسف، الذي يؤدي دوره بشار الشطي، تشعر كمتلقٍّ بأنك ستحرص على تتبع حكايتهما، خصوصاً مع وجود شخصية دلال التي تؤديها فاطمة الصفي، التي كانت على علاقة حب مع يوسف قبيل زواجه.

هي حكاية ثلاثية المحور، فيها من الحب ما يجعلك أحياناً تتعاطف مع دلال، وفيها من الخيانة ما يجعلك تتعاطف مع لطيفة، من السهل أن تحب لطيفة، فهي نموذج المرأة العاشقة لزوجها، المرحة، ربة البيت الممتازة، التي تطبخ الطعام اللذيذ لأصدقاء يوسف من الدفعة الكويتية المبتعثة.

الجميع يحب لطيفة، ويمقت دلال، لكن الذكاء في شخصية دلال، ومع أنها مستعدة أن تفعل كل شيء لترجع يوسف إلى حياتها - حتى لو أعطت حبة دواء كادت تسبب في إجهاض طفل لطيفة - إلا أنها قادرة في الوقت نفسه أن تثير الاستعطاف ولو للحظة، تؤدي فاطمة الصفي شخصية دلال بطريقة متمكنة، هي من الشخصيات التي عندما ضربها يوسف على وجهها، شكّل حالة من الفرح لدى متابعي العمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هذه الصفعة كانت تعاطف المشاهدين مع لطيفة، وتوقع انتهاء العلاقة بين يوسف ودلال، لكن ما حدث عكس ذلك.

بالنسبة لشخصية يوسف، يثبت بشار الشطي أنه دائماً يستطيع لفت الانتباه، ويقدر على استقطاب المشاهد، مع أن شخصيته مستفزة، خصوصاً أثناء وجوده مع دلال، وشخصيته محبة وهو يشعر بتأنيب الضمير أثناء وجوده مع لطيفة، هو عملياً يؤدي شخصيتين تختلف مشاعرهما في العمل نفسه، لكنه لم يستطع أن يلقى من يدعمه من المشاهدين باسم حبه القديم لدلال، الذي عاد إليه مع وصولهم القاهرة.

في المقابل، تؤدي مرام البلوشي شخصية لطيفة بغاية اللطف، وكأن لها من اسمها نصيباً، وفي الوقت نفسه تدرك معنى أن ترى زوجها يبكي حرقة على دلال، هي في هذه الأثناء تحمل طفل يوسف، والحمل هنا ليس فقط حكاية طفل سيولد، بل كل ما تشعر به شخصية لطيفة من تقلبات، فهي أخيراً قررت الالتحاق بالجامعة والتخلي قليلاً عن دورها كطباخة ماهرة، تدرك لطيفة كل هذا المعنى وتؤديه البلوشي بصورة لافتة.

تتبّع العلاقة، التي تضم ثلاثة أشخاص، يحتاج دائماً إلى مشاهد ترصدها، في الجامعة، أثناء حضور السينما، في دعوة عشاء، في الباص، في الشارع، يد يوسف تمسك لطيفة وعيونه تلاحق دلال، الجسد مع لطيفة والروح مع دلال، والطلاق حدث فعلاً بين لطيفة ويوسف وبطنها المنتفخ أمامها، حدث هذا قبل الحرب التي قرر الشباب الكويتيون المشاركة فيها، ولأنها الحرب التي لا ضمان للحياة فيها، طلق يوسف لطيفة واتصل بدلال ليقول لها الخبر، والأهم أن لطيفة بمشهد استثنائي عبّر عن كل شيء نزعت عن قميصه الزر الذي خاطته له، وحكاية الزر إذا كانت مقصودة فهي تعود إلى الحرب العالمية، عندما كانت الزوجات ينزعن زراً من قمصان أزواجهن المتوجهين للحرب، فإذا كان الربط له علاقة بهذه التفصيلة التاريخية، فربما يعود يوسف إلى لطيفة، وهنا سينتظر الجمهور ردة فعلها وإذا كانت ستسامحه.

تويتر