دور.. وممثل

صغار بأدوار كبيرة في دراما رمضان

الطفل محمد إدريس تميز في مسلسل «عبور». أرشيفية

الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك نجد الممثلين النجوم، الذين يظهرون في أدوارهم المتنوّعة، يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم، في ما يقدمونه من شخصيات.

تتغير الشخصيات، ويظل اسم الممثل ثابتاً قادراً على نجاح العمل أو فشله.


للممثلين الصغار حضورهم هذا العام في أكثر من عمل درامي، لكن حضورهم الأقوى يظهر في مسلسل عبور للمخرج محمد حشكي، لأنه وبطبيعة الحال يتحدث عن اللاجئين السوريين في المخيم الإماراتي، الذي بنته دولة الإمارات لمساعدة ودعم اللاجئين، وهو من بطولة صبا مبارك، ويظهر الأطفال في هذا العمل بشكل كبير، وتحديداً مع شخصية ليث، وهو عملياً حلقة الوصل الرئيسة بين سكان المخيم، يؤدي الشخصية الطفل محمد إدريس، ومن يشاهد العمل يلمس تمكن هذا الطفل وهو يقف أمام أسماء كبيرة في عالم التمثيل، مثل المشاهد التي تجمعه مع منتجة العمل وبطلته صبا مبارك، ووقوفه أمام الممثل السوري سامر إسماعيل، والمشاهد الأكثر عذوبة وهو يقف مع الممثل الأردني خالد الطرفي.

هذا الطفل، الذي يؤدي دوراً محورياً في العمل، ينبئ بممثل قادم لديه القدرة على التعامل مع ما يوكل إليه بكل ثقة، استطاع إدريس أن يقنعك كمتلقٍ عن حالة الضياع التي يعيشها، وهو الذي أتى إلى المخيم وحيداً، ولقي اهتمام الجميع، لا تخلو حلقة من وجوده، وقصته التي تتم متابعتها ترتكز على حقيبة ظهر لا تبارحه لخطط في رأسه للعودة إلى بلاده سورية.

يمثل هذا الطفل الواعد بعيونه، يلمس مشاعرك بسهولة، يستفزك أحياناً، وتعطف عليه أكثر، تحاول أن تبني معه سيناريوهات قادمة، هذا الطفل استطاع أن ينقل مشاعر من الصعب تجسيدها، فهو طفل ولديه أفكار قد لا تتناسب مع المنطق لكنها أفكاره، يستغل أنه في العاصمة عمان تارة ليهرب، ويستغل حصة تاريخ ليسرق خارطة تدله على طريق العودة.

مجهود نفسي كبير في أداء التمثيل الذي أتقنه الطفل محمد إدريس، والذي سيكون بداية لانطلاقة ستثمن دوره هذا الذي عبر من خلاله بكل المشاعر الكثيرة على نحوله وعمره الصغير.

في المقابل، ثمة شابة صغيرة تقف لأول مرة أمام الكاميرا، هي ملك حسن التي تؤدي شخصية كارما في مسلسل زي الشمس، للمخرج سامح عبدالعزيز، مع أنها قالت في حوارات سابقة إن معظم مشاهدها قامت بإخراجها كاملة أبوذكرى، التي انسحبت من العمل ورفضت ذكر اسمها.

وعودة للحديث عن شخصية كارما، الفتاة المراهقة التي تعرضت والدتها لجريمة قتل، هي بالأساس متمردة تشبه أمها، لديها من القوة التي تجعلها تبدو قوية خصوصاً في المدرسة، وضعيفة وهي تنام على سرير أمها، أهمية دورها أنه أعطاها مساحة لتظهر إمكانات من الصعب أن توجد في شخصية تقف لأول مرة أمام الكاميرا، ومع هذا استطاعت ملك أن تلفت الانتباه لها، بطريقة حضورها وشكلها الطبيعي، وهي تدرك أنها تؤدي دور مراهقة عشوائية، حالمة، وغاضبة من فقدان أمها، مشاعر صعبة لطفلة في عمرها، ومع هذا استطاعت ملك حسن أن تنقل كل الأحاسيس المختلطة، التي تعتري شخصية كارما.


- للممثلين الصغار حضورهم الملموس هذا العام في أكثر من عمل درامي.

تويتر