دور.. وممثل

عابد فهد.. منافسة غير مضمونة الربح

صورة

الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك نجد الممثلين النجوم الذين يظهرون في أدوارهم المتنوّعة يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم في ما يقدمونه من شخصيات.

تتغير الشخصيات، ويظل اسم الممثل ثابتاً قادراً على نجاح العمل أو فشله.

لاشك أن السنوات الفائتة وبسبب الأوضاع السياسية في سورية، جعلت من ممثلين سوريين كثيري الحضور في دراما عربية متنوعة وبعيدة عن الدراما السورية، ومن بين هؤلاء الممثلين عابد فهد، الذي بات اسماً يظهر كل عام في دراما شهر رمضان، تحديداً مع ثنائية جمعته في أكثر من عمل مع الممثلة اللبنانية نادين نجيم، وكان آخرها العام الفائت في مسلسل «طريقي» في شخصية جابر، التي تحرر من خلالها فهد من عباءة الأدوار الجدية التي تتسم دائماً ببدلة وربطة عنق.

في هذا العام يعود فهد للدراما السورية في عملين، الأول في شخصية جبران في مسلسل «عندما تشيخ الذئاب»، والثاني في مسلسل «دقيقة صمت»، والغريب أنه في هذين العملين هو الأضعف مقارنة بممثلين يظهرون معه، وتحديداً في مسلسل «عندما تشيخ الذئاب» للمخرج عامر فهد والكاتب حازم سليمان. ففي هذا العمل الذي يعطي إعلاناً لعودة الدراما السورية بقوة، مع ذلك الحضور الجماعي لممثلين تركوا بصمتهم، يقف عابد فهد مرتبكاً في حضوره أمام الممثل سلوم حداد في شخصية الشيخ عبدالجليل، وتلمس الارتباك أيضاً في التمثيل في حضرة تواجده في أي مشهد يضمه مع الممثل أيمن رضا وسمر سامي، بالرغم من أن شخصية جبران التي يؤديها مليئة بالتعقيدات، فهو اليساري الحالم المطارد أمنياً، والذي يتحول بين ليلة وضحاها الى مليونير بسبب إرث مفاجئ، شخصية كان من الممكن أن تقدم الكثير في حالة الانسلاخ التي تحدث رويداً رويداً في قلب جبران، لكن الواقع أنها لم تكن مقنعة، بل ومملة وغير مؤثرة.

وعندما تنتقل لتراه في مسلسل «دقيقة صمت» في شخصية أمير للمخرج شوقي الماجري وكتابة سامر رضوان، تراه أيضاً غير مؤثر وهو أمام فادي صبيح، مع أن شخصيته في هذا العمل تستحق الجهد والعمل على ترك أثرها، لكن الحقيقة أنه قدمها بشكل متواضع، فهو ملاحق أمنياً، وميت بالأوراق الرسمية، ولديه قبر وهمي أيضاً، هائم، ولديه عائلة يريد الاطمئنان عليها بأي شكل وعاشق في الوقت نفسه، كلها صفات وحالات كانت كافية لأن يتصدر فهد الشاشة. وهنا تتساءل اذا ما كانت قوة عابد فهد في الأعوام الفائتة لها علاقة بمستوى الممثلين الذين كان يقف أمامهم، لأن حضوره هذا العام باهت مقارنة بممثلين سوريين آخرين فعلى ما يبدو أن عودة فهد للدراما السورية الاجتماعية وضعته في منافسة حضور أمام ممثلين سوريين على عكس حضوره في السنوات الفائتة في دراما مشتركة، وتحديداً اللبنانية.


- عابد فهد يعود بعملين دراميين «عندما تشيخ الذئاب»، ومسلسل «دقيقة صمت».

تويتر