زينة شريف: بدأت «صيام العصافير» في السادسة

صورة

منذ أن يعي الطفل في المنزل طقوس شهر رمضان المبارك، يبدأ بطرح أسئلة كثيرة عن هذا الشهر، ويدرك بعقله الصغير أن الصفة الأساسية في هذا الشهر هي الامتناع عن الطعام، فيقف أمام والديه معلناً أنه يريد الصيام، ويريد أن يتشبه بوالديه، وهنا يأتي دور العائلة التي تقوم بتشجيع أطفالها وتحفيزهم مع مراعاة السنّ والقدرة، لذلك شاع مصطلح «صيام العصافير»، وهو عملياً إقناع الطفل الذي يريد أن يجرب الصيام بأنه بسبب عمره الصغير يستطيع أن يصوم لمدة ساعتين في اليوم، وكل فترة يزيد عدد الساعات وهكذا، وعادة يبدأ الطفل بمحاولة تقليد عائلته في الصيام وهو في عمر السنوات الخمس.. حكاياتهم مع الصيام فيها التحدي والفكاهة والمقالب أيضاً، نتعرف إليها من خلال تجاربهم الصغيرة والكبيرة في معناها.


الطفلة زينة شريف (13 عاماً)، بدأت الصيام وهي في السادسة على نظام «صيام العصافير»، بحيث كانت تختار ثلاث ساعات في اليوم لتمتنع عن الطعام، وكانت تفضل ساعاتها الثلاث قبيل أذان المغرب لتشعر أنها كبيرة كفاية لتشارك الشعور بانتظار الأذان وهي تجلس على المائدة التي تجمع أفراد العائلة.

واستمرت زينة على هذه الطريقة حتى صارت في 11 من عمرها، هنا قررت أن تصوم شهر رمضان كاملاً، تقول (أم زينة): «كنت أشعر بأنها تريد ذلك منذ وقفت أمامي وهي صغيرة في عمر السنوات الست، لتقول إنها تريد صيام الشهر، حينها وضحت لها أنها صغيرة جداً على ذلك، لكنني شجعتها على (صيام العصافير)»، وأضافت: «كانت تحب مسمى (صيام العصافير)، وكانت تقول لي أنا اليوم عصفورة من الساعة كذا إلى الساعة كذا».

بدورها، قالت الطفلة زينة: «كنت اسمع الكبار وهم يتحدثون عن شهر رمضان المبارك، وكنت أشعر بلهفتهم وهم ينتظرونه، ويحضرون له، لذلك قررت الصيام في سن مبكر، وكنت أحاول دائماً أن أزيد عدد ساعات الصيام لأظهر قدرة تحملي». وأضافت: «في عمر الـ11 أي قبل عامين قررت صيام الشهر كله بساعاته، وشجعتني عائلتي كثيراً، بل ودعمتني من خلال (هدية رمضان) وهي طريقة أمي في التشجيع على الصيام، وتمارسها حالياً مع شقيقي الصغير»، مؤكدة: «كانت فرحة عائلتي عندما صمت شهر رمضان كله تفوق فرحتي، وكنت حديث العائلة والجميع يبارك لي، وقتها أحسست بالفعل بقيمة الشهر الكريم، وأن عنوانه الصبر والشعور بالآخرين». وتختم زينة: «اليوم أشعر بأنني كبيرة كفاية بأن أكون قدوة لشقيقي وأشجعه على الصيام بالطريقة نفسها التي شجعتني والدتي عليها».


زينة: «هدية رمضان» طريقة أمي للتشجيع على الصيام.. وتمارسها حالياً مع شقيقي الأصغر.

تويتر