دور.. وممثل

حاتم ورقية ويونس... في «المايسترو».. حكاية وطن

صورة

الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك نجد الممثلين النجوم الذين يظهرون في أدوارهم المتنوّعة يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم في ما يقدمونه من شخصيات.

تتغير الشخصيات ويظل اسم الممثل ثابتاً قادراً على نجاح العمل أو فشله.

درة زروق وأحمد الحفيان وغانم الزرلي ثلاثي أساسي في المسلسل التونسي «المايسترو»، ومعهم فتحي الهداوي في شخصية (عباس) مدير الإصلاحية ومثال الإدارة البيروقراطية.

هذا العمل الذي للأسف وبسبب حاجز اللهجة لم يكتب له الانتشار عربياً، على الرغم من قوة السيناريو والحوار الذي كتبه عماد الدين حكيم، والإخراج المميز بإمضاء الأسعد الوسلاتي، إضافة إلى أداء ممثلين مميز، في هذا العمل الذي من الممكن أن يعتبر عملاً موسيقياً، لأن معظم المشاهد تحضر فيها الموسيقى بقوة، تم بناء أحداثه على قصص حقيقية وشهادات حية تدور في مركز إصلاحيات تونس، لذلك تشعر بصدقية الحدث والمشاهد التي تظهر بتسلسل درامي غير مقحم، ومن المتوقع أن يكون هذا العمل نقلة نوعية في الإنتاجات الدرامية التونسية التي تعتبر أقل ألقاً مقارنة بالسينما التونسية.

شخصية (حاتم) التي يؤديها الممثل أحمد الحفيان شخصية لطيفة ومن السهل أن تدخل القلب، فهو موسيقي شاب يؤمن أن الموسيقى قادرة على تهذيب الروح، فيقرر أن يعمل في مركز إصلاحيات للشباب، ويحاول من خلال الموسيقى أن يجعلهم يحلمون بغد أفضل ويقتربون إلى دواخلهم، هو يريد من خلال هذا أن يؤمن مستقبل بلاده، وبأن يخرج هؤلاء الشباب الصغار إلى الحياة وفي قلوبهم الكثير من العطاء، ومع هذه الشخصية في العمل لابد من المرور على شخصية (يونس) التي يؤديها الممثل غانم رزيلي، وهو دور جديد عليه، فمن يتابع الزرلي يدرك أن لعبه لدور (يونس) سيلفت الانتباه إليه أكثر، لأنها شخصية صعبة، فهو الضابط القاسي الذي لا يعرف إلا لغة التعذيب، وهذه القسوة تظهر على ملامح وجهه ونبرات صوته، دائماً، هو مهزوز من الداخل ويستند بقوته إلى سلطته الممنوحة له، يخافه كل من يعمل في الإصلاحية، وهو يتلذذ بهذا الخوف الذي يشعره بالسيطرة، المواجهة بين (يونس) و(حاتم) والحوار الذي يدور بينهما هو حوار عميق فيه من الاسقاطات الكثير، ولا شك أن كل مشهد يجمع بينهما هو حكاية بحد ذاتها تستحق التمعن، والأداء لكل من الحفيان والزرلي قوي وتشعر به، ولابد في هذه الصيغة أن تحضر شخصية (رقية) التي تؤديها درة رزوق وتعود معها إلى التمثيل في مسلسلات بلادها بعد سنوات وأدوار عديدة قدمتها للدراما والسينما المصرية.

درة وهي تتحدث اللهجة التونسية ستستغربها كمتلقي من الوهلة الأولى، وستحاول أن تبعد عن ذاكرتك حضورها كناطقة للهجة المصرية في معظم الأدوار التي اشتهرت بها، كي تركز على أدائها وتحاول أن تقارن إذا ما كانت تتفوق أكثر وهي بين ممثلين من جنسيتها، لكن الحقيقة لا يوجد اختلاف في أدائها، والاختلاف فقط في اللهجة، لكنها بلا شك متمكنة وواثقة أكثر، ومن الممكن أن تكون كذلك بسبب نوعية الشخصية الحساسة التي تؤديها، فهي تؤدي دور أخصائية نفسية في الإصلاحية، إنسانية في أدائها، يحبها الجميع، وهي بحد ذاتها شخصية تعاني مرض السرطان، وهذا الأمر يعطي دورها أبعاداً أخرى، سيكون لـ(حاتم) الدور الرئيس فيها، وقد بدأت علاقة حب تظهر بينهما، هذه العلاقة تشكل أبعاد العمل كله، والمعنى الذي يجمع بين اثنين، هو أن بالحب والموسيقي يحيا الإنسان ويتطور ويتحدى كل المعوقات التي تقف أمام من يحب الحياة، مثل شخصية (يونس) التي تحاول دائماً أن تعيق كل هذا الجمال.

تويتر