أكّد أن دبي أصبحت مركزاً لحفظ القرآن

شيخ الأزهر يحذّر من «فتاوى شاذة لفضائيات تضلل أجيالاً»

الطيب: مؤسسة الأزهر الشريف تعمل بكل طاقتها على تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام في العالم. الإمارات اليوم

حذر الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، من الفتاوى المضللة والشاذة، التي تبثها قنوات فضائية، وبعض وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة، معتبراً أن تلك الفتاوى «قد تتسبب في تضليل أجيال من الشباب والأطفال المسلمين».

وقال الطيب، في لقاء بالصحافيين أمس، إن «الشباب المسلم يقع الآن فريسة لتعليم وإعلام وثقافة ضلت الطريق»، مضيفا أن «الإعلام والتعليم في منطقتنا العربية ليس لديهما خطط ورؤى وأهداف بعيدة المدى، لنشر صحيح الدين»، مطالبا أجهزة الإعلام ومسؤولي التعليم، بأن يفيقوا من غفوتهم، ويضعوا خططا للتربية الصحيحة لأبناء المسلمين.

رحم الله زايد

قال شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، في حديثه للصحافيين أمس «رحم الله حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونحن في ذكرى رحيله نتذكر مآثره وأفضاله، التي لا تنسى على الأمتين العربية والإسلامية».

وأضاف: «نوجه الشكر إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على موقف دولة الإمارات الداعم لمصر، ومساندتها خلال المرحلة الماضية»، مشيرا إلى أن «هذا الموقف ليس بغريب على أبناء زايد».

وكان شيخ الأزهر يتحدث إلى الصحافيين بمقر جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، بحضور رئيس اللجنة المنظمة للجائزة المستشار إبراهيم بوملحة، بمناسبة اختياره شخصية العام الإسلامية.

وقال الطيب إن الإلحاد الآن ممنهج، والغرب يضم مؤسسات ضالعة في نشره، وشركات كبرى تضخ أموالا لنشر هذا الفكر، ونشر إعلانات على وسائل المواصلات وعبر مواقع الانترنت، لكنه اعتبر «اعتناق بعض الشباب فكر الإلحاد مجرد موضة عمرها قصير»، محذرا من وجود إلحاد مبيّت ومقصود يقوده أشخاص من ثقافات مشوهة.

وأعلن أن مؤسسة الأزهر تستعد لإطلاق قناة الأزهر، خلال ستة أشهر، التي ستكون قناة عامة، تنتهج مبدأ الإسلام الوسطي، وستبث موادها باللغات العربية والانجليزية والفرنسية.

وأضاف: «الأمل معقود على القناة، لتصحيح الصورة المشوهة للإسلام، وسوف يتحدث فيها علماء متخصصون، لا يغريهم بريق الذهب أو الفضة، همهم الوحيد نشر صحيح العلم والإسلام».

وتابع: «ليس للأزهر سلطة على القنوات الفضائية الأخرى التي تبث فتاوى مضللة، لكننا نشعر بمرارة تجاه ما يبث من مواد شاذة تشوه الدين وتسيء إليه وتحرف الفقه الإسلامي»، مضيفا: «بعض القنوات تبث مواد دينية مشوهة، لجذب الجمهور وتحقيق أرباح على حساب الدين الصحيح».

وأضاف: «ألوم أجهزة الإعلام، التي تفضل تحقيق شهرة لبرامجها على حساب العلم والحقيقة، وأتمنى أن يعود زمن المذيعين الذين كانوا يقدرون دور العلم والعلماء، وكانوا يعدون مادة إعلامية متعمقة عن الدين الإسلامي، يبثونها للمشاهدين لتحقيق الفائدة الكبرى بنشر الدين الصحيح».

وأكد أن مؤسسة الأزهر الشريف تعمل بكل طاقتها على تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام في العالم، فجامعة الأزهر تضم 450 ألف طالب وطالبة، منهم 25 ألف وافد ووافدة من 102 دولة، يتعلمون صحيح الدين»، لافتا إلى أن بين «الطلاب الذين يتعلمون في القاهرة طلابا في المرحلة الإعدادية، قدموا من الصين ودول آسيوية وإفريقية، يقيمون في القاهرة بمفردهم، ليتعلموا صحيح الدين».

وتابع: «تضم مؤسسة الأزهر مدينة متكاملة، يقيم فيها آلاف الطلاب المسلمين، من آسيا وإفريقيا وأوروبا، ليدرسوا الإسلام، وتتولى نفقات إقامتهم كاملة، وتقدم لهم رواتب شهرية، لتعينهم في فترات ابتعاثهم، كما ترسل المؤسسة على نفقتها عددا كبيرا من علمائها إلى مختلف أنحاء العالم للجاليات المسلمة، خصوصا في شهر رمضان لنشر الدين، وتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام».

وقال إن مؤسسة الأزهر تدعم جائزة دبي للقرآن الكريم، بكل إمكاناتها، وتفتح معها قنوات تعاون واتصال وتبادل علمي، منوها بدور الجائزة التي اعتبر أنها «الأداة الأولى الآن لحفظ وحماية القرآن الكريم».

وتابع: «على مدار 18 عاما، كرست الجائزة مكانتها الدولية، حتى أصبحت مركزا للقرآن الكريم، وهي تتطور عاما بعد عام، فإلى جانب المسابقة الدولية تعمل على طباعة الكتب والأبحاث المتعلقة بالقرآن، بفضل دعم ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي».

وعبر الطيب عن سعادته باختياره شخصية العام الإسلامية، مشيرا إلى أن اختياره لهذه الجائزة تكريم كبير، لم يفكر يوما أنه سيكون واحدا ممن ينالونه.

وأضاف «هذا التكريم ليس تكريما قاصرا على شخصي، بل هو تكريم لمؤسسة الأزهر ولمصر، وحين تكرمون الأزهر تكرمون الإسلام والمسلمين، لأن هذه المؤسسة وقفت نفسها لخدمة الإسلام في كل بقعة بالعالم».

وأثنى شيخ الأزهر على الدعم الكبير الذي تقدمه الإمارات لمصر، ولمؤسسة الأزهر، موضحا أنه تم تدشين مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وهو المركز الذي أقامته مؤسسة زايد الخيرية، وأسهم في تخريج أربع دفعات لطلاب من إفريقيا وآسيا وأوروبا، يجيدون الآن اللغة العربية إجادة كاملة، ما يمكنهم من دراسة الدين الإسلامي في مؤسسات الأزهر.

وأضاف: «نأمل أن يتحول المركز إلى مؤسسة عالمية لنشر اللغة العربية في العالم، على غرار المراكز الأخرى التي تنشر الإنجليزية والألمانية في الوطن العربي».

وتابع: «الإمارات تبني مكتبة عالمية على أحدث المواصفات، لحفظ المخطوطات تتبع الأزهر، كما تولت الإمارات رقمنة 50 ألف مخطوطة، بعضها نادر ويعود إلى القرن الأول»، مشيرا إلى أن هذا المشروع «يخدم الإسلام، إذ يتيح للجميع الاطلاع عليها بيسر».

إلى جانب ذلك «تتولى الإمارات بناء كليات جديدة تابعة لجامعة الأزهر، ما يسهم في رفع مستوى الخدمات التعليمية المقدمة لطلاب الجامعة». من جانبه، قال المستشار إبراهيم بوملحة إن الدكتور أحمد الطيب مرجعية كبيرة للشعوب الإسلامية، ومؤسسة الأزهر لها تاريخ طويل في خدمة الإسلام والمسلمين.

وأضاف: «يسعد جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم أن تمد يد التعاون مع مؤسسة الأزهر، في ما يخدم القرآن الكريم، ويسهم في نشر وحفظ كتاب الله».

تويتر