أكدت أهمية التوصل إلى اتفاق سلام عادل ودائم بين روسيا وأوكرانيا
أورسولا فون دير لاين: أوروبا مطالبة بحماية نفسها من أي تهديد محتمل
أورسولا فون دير لاين. رويترز
أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أهمية التوصل إلى اتفاق سلام عادل ودائم بين روسيا وأوكرانيا، مع توفير ضمانات حقيقية للأمن الأوروبي، وقالت في مقابلة مع صحيفة «بوليتيكو» إن أوروبا مطالبة بحماية نفسها من أي تهديد محتمل والتصدي للتحديات التي تواجهها.
وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة:
■ أريد أن أبدأ بسؤال يخطر على ذهن الجميع: هل سيكون هناك اتفاق ماليّ بالنسبة لأوكرانيا حتى تواصل حربها مع روسيا؟
■■ نحن نعمل بلا هوادة لتحقيق سلام عادل ودائم، وأؤكد عبارة «عادل ودائم» لأن اتفاق السلام يجب أن يكون متيناً بما يكفي ليمنع أي نزاع آخر، وأصعب القضايا، من وجهة نظري، مسألة الأراضي، وهذا أمر لا يمكن البت فيه إلا من قبل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
والموضوع الثاني توفير ضمانات حقيقية للأمن الأوروبي، والتي يجب أن تكون قوية للغاية لضمان الاستقرار، أما الموضوع الثالث فيتعلق بالأصول الروسية المجمدة، ونحن نعمل على هذا الملف بكثافة لضمان إمكانية الحصول على هذه الأرصدة، ومن ثم تقديمها لأوكرانيا كقرض لدعمها خلال العامين المقبلين.
■ ما مدى ثقتك الآن بأن بلجيكا ستوافق على هذه الخطط؟
■■ الوضع مع بلجيكا مختلف تماماً، وأستطيع القول إنه عمل بنّاء للغاية، هذا ليس بالأمر الهين، بل ابتكار حقيقي لم يسبق له مثيل.
■ سؤالي موجه إلى القادة الأوروبيين، إذا لم تتوصلوا إلى اتفاق، فهل تخشون أن يتم إجبار زيلينسكي على قبول اتفاق سلام لا يصب في مصلحة بلاده؟
■■ من الأهمية بمكان ألّا يمهد اتفاق السلام الطريق لنشوب صراع جديد، لقد رأينا ذلك في عام 2014، حين لم تكن اتفاقيات السلام والضمانات الأمنية صامدة أو قوية بما يكفي، فاستغلت روسيا الوضع لإعادة تنظيم صفوفها، ثم اندلعت الحرب مرة أخرى في عام 2022.
■ بالعودة قليلاً إلى الولايات المتحدة، وإلى مقابلتنا مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وإلى استراتيجية الأمن القومي التي صدرت أخيراً، نجد أن سياسة الولايات المتحدة، في جزء منها، تهدف إلى «تعزيز المقاومة» للاتحاد الأوروبي في هذه القارة، ما ردك على سياسة أميركا الحالية تجاه الاتحاد الأوروبي؟
■■ عموماً ليس لنا الحق في تحديد قائد الولايات المتحدة في ما يتعلق بالانتخابات، فهذا أمر يعود للشعب الأميركي ويجب حمايته، هذه السيادة للناخبين واضحة تماماً، وهذا أحد الأسباب التي دفعتنا إلى اقتراح «حماية الديمقراطية» الآن، لأن هذه الظاهرة تتسع على نطاق واسع، ويجب علينا حماية ديمقراطيتنا وضمان نزاهة الانتخابات وحريتها.
■ من المثير للدهشة أن نتحدث عن درع الديمقراطية عند الحديث عن الولايات المتحدة، ما رأيكم في ذلك بعد ما سمعتموه من انتقادات لقادة القارة الأوروبية؟
■■ لطالما كانت علاقتي مع رؤساء الولايات المتحدة ممتازة، وما زالت كذلك حتى اليوم، أنا مؤمنة تماماً بالنهج العابر للأطلسي، لكن الأهم أن نحدد موقعنا ونفخر بانتمائنا للاتحاد الأوروبي، وأن نركز على نقاط قوتنا، ونتصدى للتحديات التي تواجهنا، ويجب على أوروبا أن تحمي نفسها، إذا أخذنا هذا بعين الاعتبار، فمن الطبيعي أن تتغير علاقتنا بالولايات المتحدة مع مرور الوقت، لأننا نحن أيضاً نتغير.
■ دعينا نتطلع إلى عام 2026، ما الشيء الذي ترغبين بشدة أن تحققه المفوضية في العام المقبل؟
■■ بصفتها حامية المعاهدة، أهم ما أتمناه هو تعزيز التنافسية والازدهار والديمقراطية في الاتحاد الأوروبي، لكن إذا نظرنا إلى الموضوع بشكل أوسع، فإن أمنيتي الكبرى تحقيق السلام، وبالأخص السلام في أوكرانيا، أفكر كثيراً في هؤلاء الذين عانوا منذ أربع سنوات، وأشعر بالإعجاب بصمودهم المذهل، لذا السلام ما أتمناه في عام 2026. عن «بوليتيكو»
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news