«بانتظار الدكتورة سارة»

أطلقت منظمة الصحة العالمية، مطلع الشهر الجاري، نموذجاً رقمياً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي التوليدي، لتعزيز الصحة الرقمية، أطلقت عليه اسم «سارة». «الدكتورة سارة»، امتداد لوليد رقمي ظهر أثناء «كورونا»، أطلق عليه اسم «فلورنسا»، لكن جديدها أنها ستستقبل أسئلة المرضى على مدار الساعة، وستتواصل معهم بسبع لغات، هي العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية والروسية والهندية، تحدثاً وكتابة، كما أنها ستقدم خدمة صحية رقمية تراوح ما بين المعلومات العامة أو التعامل مع أعراض معينة، كما أن «سارة»، بحسب مطلقيها، ستكون شخصية أكثر ديناميكية، وستقدم ردوداً أكثر دقة وواقعية.

تستهدف «سارة» بحسب موقع منظمة الصحة العالمية توفير المعلومات الصحية الصحيحة، وتقديم نماذج لتخفيف القلق والتوتر والطعام الصحي، وجهود لمساعدة الراغبين في الإقلاع عن التدخين والسجائر الإلكترونية، وتعريف الجمهور بالعوامل المرتبطة بالأسباب الرئيسة للوفاة، مثل السرطان وأمراض القلب والسكري وأمراض الرئة.

وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن سارة تقدم لمحة عن كيفية استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المستقبل، لتحسين سبل الحصول على معلومات صحية تفاعلية، وأنه «يطالب المجتمع البحثي العالمي المساعدة على مواصلة استكشاف كيفية مساعدة هذه التكنولوجيا على تقليل عدم المساواة الصحية في العالم». تأتي تصريحات غيبريسوس تعزيزاً لما قالته شركة «سول ماشينز»، صاحبة النموذج، التي أشارت إلى أن «سارة لاتزال أداة في طور التطوير، لضمان نشر الثقافة الصحية بشكل فعال».

في الوقت ذاته، وعلى طريقة التنبيهات التي تكتبها شركات الأدوية على علب الدواء، حذرت منظمة الصحة «من أنه في حين أن الذكاء الاصطناعي لديه إمكانات هائلة لتعزيز الصحة العامة، فإنه يثير أيضاً مخاوف أخلاقية مهمة تتعلق بالخصوصية والسلامة والدقة وحماية البيانات والتحيز». هذا وفي محاولة من «خدمة بي بي سي العالمية» في الاختبار العملي للنموذج، تقدمت بتسعة أسئلة حيوية كتابة إلى «سارة» في 7 أبريل الجاري، حول كيفية تحسين الصحة النفسية، والأطعمة المفيدة للصحة، وأعراض السرطان، وأهمية صحة الأمعاء، وكيفية التوقف عن الشخير، وسبب ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه، وكيفية تأثير الرياضة إيجابياً في الصحة، وكيفية التخلص من الحازوقة، فردت «سارة» تفصيلاً على الأسئلة، التي عرضتها «بي بي سي» على السكرتير الفخري للكلية الملكية للممارسين العامين في المملكة المتحدة، مايكل مولهولند، فوصف الإجابات بأنها «معقولة ومفيدة، خاصة في البلدان التي يكون الوصول فيها للمعلومات الصحيحة محدوداً».

تُرى هل تتغلغل «سارة» في حياتنا بشكل عملي، وتصبح أكبر طبيبة تتابعنا، أو تظل موجودة لكن في إطار حمل دلالة رمزية؟ الإجابة متروكة للأيام.

الأكثر مشاركة