المرصد

«الذكاء الاصطناعي» ينتهك خصوصية شوماخر

قد تكون أول قضية يتورط فيها الذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة والإعلام، إذ تم طرد رئيس تحرير صحيفة التابلويد الألمانية «داي أكتويل» لنشره «مقابلة» تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، مع أسطورة سباقات الفورمولا مايكل شوماخر.

وأعلنت مجموعة فونك الإعلامية، التي تملك الصحيفة، إقالة آن هوفمان، واعتذرت لعائلة شوماخر. وقالت بيانكا بولمان التي تدير مجلات فونك: «ما كان يجب أن تظهر هذه المقابلة التي لا طعم لها، وهي مضللة»، ورأت أنها لا تتوافق بأي حال من الأحوال مع معايير الصحافة التي يتوقعها القراء.

وتسلط القضية الضوء على الخطر الذي يمكن أن يمثله الذكاء الاصطناعي للصحافة في وسائل الإعلام، إذا تم استخدامه بشكل غير صحيح.

ويعيش أسطورة الفورمولا في عزلة عن العالم بعد حادث خطير تعرض له في 2013. وفي وقت أكدت عائلة شوماخر أنها تعتزم اتخاذ إجراءات قانونية ضد الناشر الألماني، دقت وسائل إعلامية غربية ناقوس الخطر من احتمال انتقال العدوى إليها.

وتم إنشاء المقابلة مع شوماخر باستخدام برنامج ذكاء اصطناعي، أنتج بشكل مصطنع «اقتباسات» لشوماخر حول صحته وعائلته. وجاء في المقابلة المنشورة على لسان الأسطورة: «يمكنني بمساعدة فريقي الوقوف بمفردي بالفعل وحتى السير ببطء بضع خطوات»

، و«كانت زوجتي وأولادي سندي، ولولاهم لم أكن لأتمكن من إدارة الأزمة. وبطبيعة الحال هم أيضاً حزينون للغاية، كيف حدث كل هذا؟». وتابع المقال: «إنهم يدعمونني ويقفون بجانبي بحزم».

لقد قام برنامج الذكاء الاصطناعي ببناء الحوار في الواقع الافتراضي، بينما يوجد شوماخر في حالة عزلة صحية ولم يتواصل مع العالم الخارجي منذ سنوات. والتساؤل الكبير هو كيف تم نشر المقال في صحيفة شعبية دون أن ينتبه القائمون عليها لهذا الخطأ الفادح.

وظهرت المقابلة المزيفة على الصفحة الثامنة من «داي أكتويل»، بعنوان «حياتي تغيرت تماماً»، وتتضمن اقتباسات وهمية منسوبة إلى شوماخر، يناقش فيها حياته العائلية منذ وقوع الحادث وحالته الصحية.

وبينما تتزايد تحذيرات الخبراء من مخاطر محتملة لهذه التقنية الحديثة ودعوات للتوقف المؤقت عن تطويرها، يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيجلب معه بعض المتاعب الإضافية لمجال الإعلام. وينذر انتهاك خصوصية البطل العالمي السابق باحتمال إساءة استخدام هذه التقنية، التي يفترض أنها طورت لنقل الإنسان إلى مرحلة جديدة من التطور العلمي.

وفي حال لم يتم وضع معايير وضوابط لهذه التقنية، ستتكرر هذه الحوادث، وربما ستكون الانتهاكات أكبر بكثير من انتهاك للخصوصية.

• بينما تتزايد تحذيرات الخبراء من مخاطر محتملة لهذه التقنية الحديثة ودعوات للتوقف المؤقت عن تطويرها، يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيجلب معه بعض المتاعب الإضافية لمجال الإعلام.

تويتر