ماري لو ماكدونالد قالت إن الأمور لاتزال مستقرة بصورة لافتة للنظر

سياسية إيرلندية: سنرى استفتاء التوحيد في غضون عقد من الزمن

ماري لو ماكدونالد من المتوقع أن تكون رئيسة حكومة إيرلندا في الانتخابات المقبلة. من المصدر

تحدثت زعيمة المعارضة في إيرلندا، وقائدة حزب «شين فين» منذ عام 2018، عن الأوضاع في شمال إيرلندا، وقالت لمجلة «ديرشبيغل» الألمانية إنها تعمل على توحيد إيرلندا الشمالية مع إيرلندا، وإنها وصلت إلى وضعها الحالي بالجد والعمل الجاد.. وفي ما يلي نص المقابلة:

■ ظلت إيرلندا الشمالية من دون إدارة تنفيذية لنحو عام، في حين أثار الخلاف على الوضع الخاص لهذه المنطقة بعد خروج المملكة المتحدة «بريكست» من الاتحاد الأوروبي توتراً كبيراً.. هل السلام في إيرلندا الشمالية في خطر من جديد؟

■■  بالتأكيد لا، سيكون خطأ مريعاً فقدان ما تم إنجازه خلال ربع القرن الماضي، فقد كان كبيراً للغاية، حيث ساعد اتفاق «الجمعة الطيبة» على تحويل المجتمع الإيرلندي إلى حد كبير، ومجتمع إيرلندا الشمالية بصورة خاصة، وحتى لو واصل النقابيون مقاطعتهم للحكومة، فإن ما تم تحقيقه لايزال موجوداً.

■ اتفاق بريكست الذي تم تعديله بين لندن وبروكسل يفصل إيرلندا الشمالية اقتصادياً عن بريطانيا، ولايزال هناك جمارك حدود في بحر إيرلندا، وهو ما اعتبره البعض خطوة رمزية باتجاه توحيد إيرلندا.

■■  أنت على حق، ولكننا لم نشهد أياً من أعمال الحشد التي شهدناها قبل 30 أو 40 عاماً في إيرلندا الشمالية، ولاتزال الأمور مستقرة بصورة لافتة للنظر، والمزاج الجماعي مركز نحو النظام الجيد والديمقراطية فوق كل شيء.

■ ولكن الماضي لايزال ماثلاً في كل مكان في إيرلندا الشمالية، إذ إن الكاثوليك والبروتستانت يرسلون أطفالهم إلى مدارس مختلفة، وهم يدفنون موتاهم في مقابر مختلفة، كما أن تعداد ما يعرف بـ«أسوار السلام»، التي تفصل المجتمعين عن بعضهما تزايدت منذ اتفاق «الجمعة الطيبة».

■■  هذا الجانب السلبي، بيد أن الجانب الإيجابي يفيد بأنه لم يصادف مرة أن عمل هؤلاء الناس مع بعضهم بعضاً، أو حدثت أي علاقات اجتماعية بينهم، أو تزوج بعضهم بعضاً، ولايزال مجتمع إيرلندا الشمالية منقسماً، ولكن من ناحية أخرى، فإنه لم يحدث مرة أن كان أكثر اندماجاً مما هو عليه الآن.

■ وُلدتِ عندما بدأت القلاقل.. ما هي ذكرياتك السائدة لهذه العقود من العنف؟

■■  ترعرت في دبلن، ولكن الصراع في الشمال كان خلفية لحياة الجميع، وشكلت نشرات الأخبار التي كنا نسمعها مزاج هذه المدينة التي عانت الهجمات وحوادث القتل.

■ كيف وصلت إلى ما أنت عليه؟

■■ أضحك في بعض الأحيان عندما أسمع من يقول إنني برزت بعد أن كنت غير معروفة تماماً، ما سبب صعودي الصاروخي، ولكن في الحقيقة صعودي استمر نحو 25 عاماً، وقد عملت بجد وتعب والتزام، وكان حزب «شين فين» الذي انضممت إليه صغيرة، وأشعر بالفخر لحقيقة أني أقود هذا المشروع السياسي الذي أصبح قوياً وشعبياً، والذي يمتلك القدرة على قيادة حكومة أكبر من حكومة إيرلندا الشمالية، وإذا ولدت في مجتمع يتسم بانعدام المساواة، حيث لا تملك بيتاً، وليس لديك عمل، وحيث يقوم الجنود البريطانيون بإطلاق النار على الناس وقتلهم لأنهم يتظاهرون من أجل حقوق مدنية، وكان هناك دائماً رد على ذلك.

■ تشير الاستطلاعات إلى أنك في طريقك لتصبحي رئيسة حكومة في إيرلندا بعد الانتخابات. وهذا سيجعل حزب الشين فين أقوى سلطة حزبية في الشمال والجنوب للمرة الأولى. ماذا بعد ذلك؟

■■ توحيد إيرلندا بالطبع، وهو التغير المركزي عبر الجزيرة، ويجب أن يتم بصورة منظمة، ووفق أسلوب سلمي وديمقراطي ومخطط له.

■ وفق اتفاق «الجمعة الطيبة»، يجب على لندن الموافقة على استفتاء إذا وافقت عليه الأكثرية في إيرلندا الشمالية للتصويت عليه من أجل التوحيد.. هل مانزال بعيدين عن ذلك؟

■■ لا، لسنا بعيدين، أعتقد أن هذا الاستفتاء سيكون في غضون عقد من الزمن.


• «ولدت في مجتمع يتسم بانعدام المساواة، حيث لا تملك بيتاً، وليس لديك عمل، ويقوم الجنود البريطانيين بإطلاق النار على الناس وقتلهم لأنهم يتظاهرون من أجل حقوق مدنية».

تويتر