يتم بموجبه تقييد من هم في سن السادسة بالأصفاد

«قانون بيكر» في فلوريدا يُجيز اعتقال أي تلميذ يشكل تهديداً لنفسه أو للآخرين

صورة

عندما شعر طالب في الصف الرابع بإحدى المدارس في ولاية فلوريدا بالإحباط، بسبب اضطراره للبقاء في المدرسة حتى فترة ما بعد الظهيرة، كتب عبارة «الله ينتقم منك» على مقعده، وعندما سأله مدرسه عن ذلك، قال له إنه يريد الله أن يفعل بالمدرس ما كتبه. وأمر نائب عمدة الولاية مستغلاً القانون المسمى بـ«قانون بيكر» المثير للجدل، بإجراء تقييم نفسي قسري للطفل، وإيداعه مدة تصل إلى ثلاثة أيام منشأة للصحة العقلية.

وذهلت والدته التي هرعت إلى المدرسة بعد تلقيها مكالمة بخصوص الحادث، وتوسلت إلى الضابط وطلبت منه مرافقة ابنها، إلا أن الضابط الذي اصطحب الطفل المرعوب رفض طلبها، فتبعته في سيارتها عن كثب وهي تراقب ابنها يحدق من النافذة الخلفية، ويبكي ويلوح لها بيده خلف الزجاج.

وتطلب ولاية فلوريدا من مدارسها إلزام الأطفال والمراهقين بإجراء تقييمات نفسية بشكل غير طوعي بموجب قانون بيكر الصادر في عام 1971. وأجريت هذه الاختبارات غير الطوعية في السنة المالية 2020-2021 أكثر من 38000 مرة للأطفال دون سن 18، بمتوسط أكثر من 100 مرة في اليوم، وزيادة بنسبة 80% تقريباً مقارنة بالعقد الماضي، وفقاً لأحدث البيانات.

اعتماد متزايد

ويتزايد اعتماد فلوريدا على الاختبارات النفسية القسرية وسط أزمة الصحة العقلية الوطنية بين الأطفال في سن المدرسة، وارتفعت نسبة الفتيات اللاتي أبلغن عن أعراض الاكتئاب والأفكار الانتحارية في عام 2021، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وهناك عدد قليل جداً من الأطباء الذين لا يكفي عددهم لتغطية حاجة الولاية إلى رعاية الصحة العقلية. وفي حين أن القانون مفيد في الحالات الأكثر خطورة، كما يقول النقاد، فإنه غالباً ما يتم تطبيقه على الأطفال الذين يعانون مشكلات سلوكية، والطلاب ذوي الإعاقة، وأولئك الذين يقولون شيئاً يشكل خطورة، ولكنهم لا يقصدونه، ويتم تطبيقه على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس أو ست سنوات بشكل مؤقت. ويؤكد المعارضون للقانون أن بعض مرافق الصحة العقلية مدفوعة بالربح ودون المستوى، ولا تجعل الآباء على اطلاع على أطفالهم.

استراتيجية للتدخل

ويعتقد المؤيدون لهذا القانون أنه ساعد الأطفال على عدم إيذاء أنفسهم أو الآخرين. ويقول رئيس تحالف فلوريدا للوقاية من الانتحار، ستيفن روجينباوم، عندما يتم تدريب الشرطة وغيرها من المشاركين بشكل كافٍ، يمكن أن تسير عملية الاحتجاز بشكل جيد «كاستراتيجية أساسية للتدخل».

فلوريدا ليست الولاية الوحيدة التي تحتجز الأطفال بهذه الطريقة، لكنها تتميز بين الولايات الست التي تطبقه (كاليفورنيا، وكولورادو، وكونيكتيكت، وفيرجينيا، وويسكونسن) بأنها تحتفظ ببيانات متاحة للجمهور حول هذه الممارسة.

ويجوز استخدام قانون بيكر عندما يُعتقد أن الشخص مصاب بمرض عقلي وأن هناك «احتمالاً كبيراً» لأن يتسبب بضرر جسيم لنفسه أو للآخرين في المستقبل القريب إذا لم يكن لديه رعاية أو علاج.

وفي هذا العام الدراسي تم تطبيق هذا القانون على صبي يبلغ من العمر 16 عاماً لأنه أطلق مزحة حول تسببه في حادث مرور، وطفل يبلغ من العمر ستة أعوام أطلق تهديداً غير محدد في الفصل، وآخر يبلغ من العمر 15 عاماً تحدث عن إيذاء نفسه. وشاهدت إليزابيث ماكغيل، وهي أم لطفلين في شمال شرق فلوريدا، طفلها البالغ من العمر ست سنوات مقيداً بالأصفاد العام الماضي، بزعم أنه هدد بإطلاق النار على آخرين وأنه ينوي إيذاء نفسه، وهي عبارات قالت والدته إنها متأكدة من أنه لم يقصدها تماماً.

في أوائل السبعينات عندما صاغ المشرعون قانون فلوريدا للصحة العقلية، المعروف باسم «قانون بيكر»، استمر الدعم يتزايد لهذا القانون على أمل أن يقلل الأمراض النفسية على المدى الطويل، لكن بعد 50 عاماً لم يعد الاستشفاء هو القاعدة، حيث إن القانون لا يستهدف فئات عمرية محددة، ويؤكد النقاد أن الرقابة عليه قليلة، وفي بعض الأحيان يتم إبقاء الأطفال أو المراهقين فترة أطول من 72 ساعة في الحجز، وهي المدة التي يسمح بها القانون.

 

■ تطلب ولاية فلوريدا من مدارسها إلزام الأطفال والمراهقين بإجراء تقييمات نفسية بشكل غير طوعي بموجب قانون بيكر الصادر في عام 1971.

• أجريت الاختبارات غير الطوعية في السنة المالية 2020-2021 أكثر من 38000 مرة للأطفال دون سن 18، بمتوسط أكثر من 100 مرة في اليوم، وزيادة بنسبة 80% تقريباً مقارنة بالعقد الماضي، وفقاً لأحدث البيانات.

تويتر