لاجئ في بريطانيا يصبح من أشهر مهربي البشر في أوروبا

يتم تهريب بعض البشر عن طريق البحر. ارشيفية

جلس طارق نامق على مقعده في الطائرة المتجهة إلى مدينة مانشستر البريطانية، وبدا مثل أي سائح آخر، حيث كان يرتدي ملابس فاخرة، وشعر قصير أنيق ولحية، وكان يبدو ثرياً.

ولكن عندما نزل الركاب من الطائرة لم يأخذ نامق أمتعته، لأن شرطة وكالة الجريمة الوطنية كانت في انتظاره وتم اعتقاله، وقادته معها. ولم يحاول نامق البالغ عمره 45 عاماً المقاومة، إذ إنه عرف أن ذلك سيحدث عاجلاً أم آجلاً. وخلال بضعة أيام صدر حكم عليه بالسجن ثماني سنوات.

وأصبح نامق في هذه الأيام رئيس عصابة إجرامية تمتد في شتى أنحاء أوروبا، وقام بتهريب نحو 20 ألف شخص إلى المملكة المتحدة، إذ يكفي هذا العدد لملء قرية بحجم بوكستون في مدينة ديربشير. ويعتقد أن معظم هؤلاء من النساء والأطفال الأكراد، الذين هربوا من وطنهم في إيران والعراق للانضمام إلى الأزواج والآباء الذين سبقوهم في الوصول إلى المملكة المتحدة.

وتسلل كثيرون عبر منافذ مخفية تحت عواكس الرياح في كبائن سيارات الشحن. وللوصول إلى المملكة المتحدة عليهم قطع شبكة من الطرق تصل إلى 4000 ميل عبر سيارات الشحن والقوارب.

ولكنه من غير العادي أن ترى شخصاً يعيش في الشقق المؤلفة من أربع طوابق وذات أسقف من القرميد الأحمر في مدن ألدون ستريت، وأولدهام، والعديد منها مدعومة من الإسكان الاجتماعي، ويمتلك عملاً يدر عليه ملايين الجنيهات، ولكن إحدى هذه الشقق كان يعيش فيها نامق وزوجته نشتمان، وأطفاله الأربعة، أكبرهم يبلغ من العمر 11 عاماً، كما أن الجيران يعلمون أن نامق يملك ورشة غسيل سيارات.

ونامق من أصل كردي وصل إلى المملكة المتحدة عام 2001، وكان لاجئاً ومن ثم أصبح مواطناً بريطانياً. وكان يبدو لطيفاً وذكياً، ولطالما يشاهد وهو يأخذ أطفاله إلى المدرسة قبل الذهاب إلى عمله.

ومن غير المعروف كيف أصبح نامق مهرباً للبشر، ولكن يعتقد أنه كان يشعر دوماً بالقلق على عدد النساء والأطفال الأكراد المنفصلين عن آبائهم والذين قاموا بالرحلة إلى المملكة المتحدة، وتقول بعض المصادر إنه كان يرى نفسه باعتباره شخصية «روبن هود» كما أنه تفوق على قوات الشرطة في أنحاء أوروبا كافة.

وبحلول عام 2014 أصبح زعيماً لواحدة من أهم عصابات تهريب البشر في أوروبا، والتي تستطيع نقل البشر في أنحاء أوروبا.

ويعيش ثلاثة أرباع البشر الذين يتم تهريبهم إلى أوروبا في المملكة المتحدة، وفق ما ذكره أحد المهربين لمحطة «سكاي نيوز» في الأسبوع الماضي.

تويتر