حسام النحاس: الكثير من الناس لايزالون تحت أنقاض منازلهم

طبيب سوري: الوضع كارثي ونحن بحاجة ماسة إلى المساعدات

مشكلة سورية تتمثل بعدم توافر المعدات لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض. أ.ف.ب

تحدّث الطبيب السوري، حسام النحاس، عن المشكلات التي تواجه السوريين ما بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسورية، وقال في مقابلة مع موقع «ديمكراسي ناو» الأميركي، إن سورية تحتاج إلى الكثير من المساعدات، سواء في منطقة الحكومة أو المعارضة، وأن الطرفين لا يملكان ما يكفي لمواجهة تداعيات الزلزال. وفيما يلي مقاطع من المقابلة:

■ قبل الزلزال كان الوضع الإنساني في سورية متهالكاً، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 14 مليون شخص داخل سورية بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، والأطفال يعانون سوء التغذية. وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة، غير بيدرسون، إن الوضع كارثي، وهناك حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. هل تستطيع أن تحدثنا عن حجم الكارثة كما تفهمها على الواقع؟

■■ دعوني أبدأ بالقول إنني محظوظ بأني لا أشعر بألم فقدان أب أو شقيق، في هذا الزلزال، ولكن بالطبع، من المؤلم مشاهدة فقدان أصدقائي، وأقربائي، وجميع الأشخاص الذين ماتوا من تركيا وسورية نتيجة هذا الزلزال. عدد الوفيات غير معروف حتى الآن، ولكنه سيصل إلى عشرات الآلاف. ولايزال هناك الكثير من الناس تحت الأنقاض، ومع مرور كل دقيقة تتضاءل فرص الناجين. وفي الحقيقة فإن الوضع في سورية بالغ السوء، حيث شح الموارد، فقد تعرضت الدولة لـ13 عاماً من الحرب. والآن تضاعفت الأزمة نتيجة هذا الزلزال الذي لم تشهد مثله الدولة.

■ هل تستطيع التحدث عن أسباب شح المساعدات في الأماكن الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية؟

■■ المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة هي شمال سورية، التي تعتمد بصورة أساسية على عبور الحدود، ولكنها أصبحت الآن مغلقة. وتأتي مساعدات الأمم المتحدة كلها من خلال عبور الحدود، خصوصاً عند مدينة أنطاكيا، وهي من المدن التي تعرضت لتدمير كبير نتيجة الزلزال.

■ هل يمكنك أن تقول لنا ما الذي يدعو إليه الأطباء والناس في المنظمات الدولية التي تقدم المساعدات، ما الذي يريدونه من أجل تقديم المساعدات لسورية، بما فيها المناطق خارج حكم الحكومة؟

■■ إذا بدأت بمناطق شمال غرب سورية التي لا تسيطر عليها الحكومة، فإن الكثير من الناس لايزالون تحت أنقاض منازلهم. ولا يملكون المعدات التي تساعدهم على رفع هذه الأنقاض. وبناء عليه فإن أولويتهم، هي المساعدة على البحث عن العالقين تحت الأنقاض.

وعند الحديث عن شمال غرب سورية، فإننا نتحدث عن انهيار النظام الصحي الذي يفتقر إلى الموارد البشرية، ويفتقر إلى الأدوية، وهذه القضية موجودة قبل الزلزال. والآن فإننا نتحدث عن ملايين الأشخاص الذين فقدوا منازلهم، والآن يبحثون عن خدمات صحية. وقال لي زملائي والعديد من الأشخاص العاملين داخل سورية، إن المشافي الآن مملوءة بضحايا الزلزال، إضافة إلى المرضى الذين يحاولون الحصول على علاج ودواء لمرضهم المزمن. وهناك الكثير من النواقص في القطاع الصحي، التي يجب على مقدمي المساعدات الصحية توفيرها، وكما ذكرت سابقاً، فإن أول حملة من الأمم المتحدة وصلت قبل خمسة أيام، الأمر الذي يعني أن كل المنطقة كانت تحاول تدبر أمرها على المخزون الذي كان موجوداً في الدولة.

■ يبدو أن أعداد الضحايا سيتزايد بصورة كبيرة. فالزلزال الذي ضرب سورية عام 1939 بلغ عدد ضحاياه 30 ألف شخص. برأيك ما الذي يجب أن يفهمه الناس الآن، وأنت كنت تعمل في سورية والآن في الولايات المتحدة؟

■■ أستطيع القول، من خلال العمل في سورية في الفترة ما بين 2011 إلى 2014 كطبيب طوارئ في حلب، إنني لم أرَ هذا الحجم الكبير من الإصابات، أو حدثاً أدى إلى هذا العدد الكبير من الوفيات.

الوضع في سورية بالغ السوء، حيث شح الموارد، إذ تعرضت الدولة لـ13 عاماً من الحرب. والآن تضاعفت الأزمة نتيجة الزلزال.

تويتر