زعيم حركة الـ5 نجوم: مفاوضات السلام بين موسكو وكييف غائبة تماماً

جوزيبي كونتي: حرب أوكرانيا أفقرت أوروبا

كونتي: لو لم نعمل بروح التضامن فإننا جميعاً سنخسر. أ.ف.ب

عبّر زعيم حزب حركة الخمس نجوم الإيطالية، جوزيبي كونتي، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء في الحكومة السابقة، عن قلقه من السياسات التي قد تتخذها رئيسة الوزراء الجديدة، جيورجيا ميلوني، التي تنتمي للجناح اليميني، بعد فوز حزبها «أخوة إيطاليا» في الانتخابات. وتحدث في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية، عما يحمله المستقبل لإيطاليا أيضاً في ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، وأزمة الطاقة والقرارات الأوروبية الموحدة، في هذا الشأن. وفي ما يلي مقتطفات من تلك المقابلة:

■ هل يمكن أن تشرح كيف تفكر هذه القومية اليمينية؟ لقد كان لديك قدر لا بأس به من التفاعل معها عندما كنت رئيساً للوزراء.

■■ كانت إيطاليا أول دولة في أوروبا تصاب بهذا الوباء (كورونا). لم يكن لدينا دليل تعليمات عندما فرضنا الإغلاق الأول. لقد كان تحدياً تاريخياً، وبالنسبة لعدد كبير من الناس، كانت مسألة حياة أو موت. خلال ذلك الوقت، لم أختبر جيورجيا ميلوني كسياسية معارضة مسؤولة. في اللحظات الحاسمة، وضعت نفسها مراراً وتكراراً في مواجهة الحكومة بطريقة رخيصة. عندما أردنا إغلاق كل شيء، أرادت فتح كل شيء. وعندما أردنا فتح البلاد مرة أخرى، أرادت إغلاقها. بدلاً من إظهار التضامن، أرادت إثارة الخوف والاستفادة منه.

■ ما الذي يحمله المستقبل لإيطاليا الآن؟ حيث تواجه روما قرارات صعبة في ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، وتسليم الأسلحة وأزمة الطاقة.

■■ أشعر بالحيرة من استراتيجية حلف شمال الأطلسي (ناتو).

من الواضح أن هدفه هو أن تحقق أوكرانيا انتصاراً عسكرياً على روسيا. لكن هذا سيؤدي حتماً إلى تصعيد عسكري.

ومن غير الواضح تماماً ما إذا كانت الهزيمة الروسية ستتحقق ومتى.

ويتزايد خطر نشوب صراع نووي. لقد اختفت مفاوضات السلام تماماً من الأفق، وأعتقد أن هذا خطأ. إن الاتهامات بالاقتراب من الرئيس فلاديمير بوتين، والتي يتم توجيهها بشكل تافه لإيطاليا وأماكن أخرى، تهدف فقط إلى منع الخطاب الديمقراطي. يجب أن يخبرنا المسؤولون عن الاستراتيجية الحالية أيضاً ما المنظورات الجيوسياسية التي يرونها للعقود المقبلة.

■ ماذا تعني هذه الحرب للاتحاد الأوروبي؟

■■ إنها صدمة مثلما كان الوباء، لها عواقب اقتصادية واجتماعية مدمرة. لكن هذه المرة، لسوء الحظ، فإن الحرب تُفقر وتُضعف أوروبا. في أواخر فبراير، أعلنت ألمانيا عن تخصيص 100 مليار يورو لإعادة التسلح. كان من الأفضل لو قمنا على الفور بتوسيع دفاعنا الأوروبي المشترك.

كان من شأن ذلك تحسين الأمن لنا جميعاً، وتوفير الكثير من المال. كان من الممكن أن يكون أرخص بالنسبة لبرلين. نحن الآن نختبر الشيء نفسه مع سياسة الطاقة.

■ ماذا تعني بذلك؟

■■ تخصص ألمانيا 200 مليار يورو لشركاتها ومواطنيها لحمايتهم من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي. تستطيع الحكومة الألمانية أن تتحمل ذلك، لكنه يمثل خروجاً آخر عن فكرة التضامن الأوروبي. وهو لا يحل مشكلتنا المشتركة، لأن اقتصاداتنا متشابكة بشكل وثيق.

لن تتمكن ألمانيا من النمو إذا لم يحدث نمو لدى أقرب شركائها في الاتحاد الأوروبي.

■ ما تفسيرك للسياسات التي تنتهجها برلين؟

■■ إنها تتعارض مع روح أوروبا عندما يهتم الجميع بأنفسهم فقط. إننا فعلنا الشيء نفسه أثناء الوباء وشاركنا في حرب مزايدة ضد بعضنا بعضاً من أجل اللقاحات.

لا يجب أن نسمح لدولة ما بإنقاذ نفسها بينما لا تستطيع دولة أخرى ذلك لأنها لا تستطيع تقديم عروض كافية للقاحات.

■ ثم ماذا بعد ذلك؟

■■ هل سنغلق المصانع الإيطالية عندما يندر الغاز؟ ماذا ستفعل شركات السيارات الألمانية بعد ذلك؟ في بداية الوباء، رأينا ما حدث: عندما اضطررنا إلى تعليق الإنتاج أثناء الإغلاق الأول، توقفت المصانع في ألمانيا بسرعة.

لسوء الحظ، لم تتعلم أوروبا من تجربة الوباء.

• «لم أختبر جيورجيا ميلوني كسياسية معارضة مسؤولة. في اللحظات الحاسمة، وضعت نفسها مراراً وتكراراً في مواجهة الحكومة بطريقة رخيصة».

تويتر