بسبب تصاعد جرائم الكراهية ضدّهم

الصينيون يتحاشون السفر إلى الولايات المتحدة

صورة

تصاعدت جرائم الكراهية ضد الآسيويين في أميركا، حيث ارتفعت بنسبة 339٪ العام الماضي مقارنة بعام 2020، وفقاً لمركز دراسة الكراهية والتطرف. وفي وقت مبكر من مارس 2020، أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي تقريراً يتوقع حدوث «زيادة» في جرائم الكراهية ضد الأميركيين الآسيويين، بسبب جائحة «كوفيد-19»، الذي يزعم البعض أنه نشأ في بلد آسيوي، ما صبّ الزيت على النار، وتمخض عن لغة حارقة وعنصرية يستخدمها سياسيون غير مسؤولين، ويتكرر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر التوترات الجيوسياسية مع الصين.

المواطنة الصينية، كانون يو، من مدينة شانتو بمقاطعة غوانغدونغ كانت في الماضي تسافر عبر العالم للترويج للأغذية التي تنتجها شركتها. لكنها لم تغادر الصين منذ أوائل عام 2020 وتقوم بإجراء مكالمات المبيعات عبر الإنترنت، بدلاً من السفر إلى تايلاند وألمانيا والمغرب، وأماكن أخرى وذلك بسبب انتشار وباء «كوفيد-19»، وبما أن معظم الدول أعادت فتح حدودها، واستأنف المسافرون رحلاتهم إلى المستويات السابقة لما قبل «كوفيد-19» تريد يو السفر مرة أخرى، ولكن لديها تحفظات كبيرة بشأن زيارة الولايات المتحدة.

وتقول يو: «الأميركيون ينظرون إلى الناس بشكل تمييزي، ليس فقط للصينيين، ولكن للسود أيضاً»، وتضيف أنها تحدثت إلى أصدقاء زاروا الولايات المتحدة، ادّعوا بأنهم تعرضوا للاحتجاز والتفتيش من قبل موظفي الجمارك، قبل السماح لهم بمغادرة المطار. يو واحدة من مجتمع المسافرين الصينيين المتزايد، والذي يعتقد أن التمييز ضد الآسيويين في الولايات المتحدة جعلهم يخشون الزيارة يوماً ما لتلك البلاد.

في هذا الشهر، نشرت شركة «مورنغ كونسلت» البحثية دراسة حول هذا الاتجاه، حيث أظهرت النتائج التي توصلت إليها، بناءً على دراسة استقصائية شملت 1000 بالغ، أن «عدداً كبيراً من الصينيين ليس لديهم اهتمام كبير بالسفر إلى الولايات المتحدة، أو لا يهتمون به على الإطلاق»، مع ذكر العنف والتمييز ضد الآسيويين كعوامل. ووفقاً لبيانات مورنغ كونسلت، فإن 22٪ من الذين تم استطلاعهم من الصينيين «ليسوا مهتمين على الإطلاق» بزيارة الولايات المتحدة، بينما ذكر 23٪ آخرون أنهم «ليسوا مهتمين».

استطلاع

من بين المشاركين في الاستطلاع، ذكر 57٪ منهم أن الجرائم العنيفة هي السبب الرئيس لعدم رغبتهم في الذهاب إلى الولايات المتحدة، بينما ذكر 52٪ أن الإرهاب هو السبب، و36٪ أشاروا إلى الجرائم الصغيرة كسبب لعدم الزيارة، و44٪ قالوا إنهم قلقون بشأن تحيز السكان المحليين ضد الصين.

ويشكل إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة مصدر قلق آخر، حيث أشار أولئك الذين شاهدوا، أو قرأوا، أو سمعوا عن إطلاق النار في المدرسة، في أوفالدي بتكساس في وقت سابق من هذا العام، إلى جرائم العنف كسبب لعدم السفر إلى الولايات المتحدة. وبدلاً من ذلك، يبحث بعض المسافرين الصينيين الآن عن أماكن أخرى، من بينها وجهات في أوروبا.

ويقول محلل المخاطر الجيوسياسية بشركة مورنغ كونسلت، سكوت موسكوفيتز، إن وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة في الصين، قد لعبت دوراً في الترويج للعنف ضد الصينيين في الولايات المتحدة من أجل جعل مواطنيها أقل اهتماماً بالذهاب إلى هناك. ويضيف أنه «نظام بيئي منظم بشكل استراتيجي يبالغ في الترويج للأخبار الخارجية السلبية».

تصاعد المضايقات

وتصاعدت المضايقات ضد الآسيويين في جميع أنحاء العالم خلال انتشار وباء «كوفيد-19»، معظمها نتيجة لمعلومات خاطئة، أو عدوان في غير محله، حول أصول الوباء. وربما كانت الجرائم الأكثر كراهية ضد الآسيويين في الولايات المتحدة منذ بداية الوباء، هي جرائم القتل في منتجع أتلانتا، حيث تم قتل ثماني نساء في ثلاث صالات تدليك مختلفة على يد روبرت آرون لونغ، وهو رجل أبيض. كانت ست من الضحايا الثماني آسيويات، ووجهت إليه تهماً بارتكاب جرائم كراهية بالإضافة إلى جرائم القتل.

وفي العام الماضي، قدمت عضوة الكونغرس في نيويورك، غريس مينغ، مشروع قانون جرائم كراهية «كوفيد-19»، الذي وقعه الرئيس جو بايدن ليصبح قانوناً. مينغ من أصول تايوانية، تمثل أجزاء من منطقة كوينز، وهي منطقة متنوعة الأعراق في مدينة نيويورك، وتعد موطناً للعديد من الأميركيين الآسيويين. وتحظى هذه الحوادث - التي تراوح ما بين التحرش في الشوارع إلى العنف الجسدي - بتغطية كبيرة خارج الولايات المتحدة، بما في ذلك الصين.

• تصاعدت جرائم الكراهية ضد الآسيويين في أميركا، حيث ارتفعت بنسبة 339٪ العام الماضي مقارنة بعام 2020، وفقاً لمركز دراسة الكراهية والتطرف.

• الأميركيون ينظرون إلى الناس بشكل تمييزي، ليس فقط للصينيين، ولكن للسود أيضاً.

تويتر