بمقدار 3 إلى 3.5 مليارات دولار شهرياً

رئيسة «البنك الأوروبي للتنمية»: الاقتصاد الأوكراني بحاجة إلى دعم مستمر كي لا ينهار

أوديلي قالت إنه من الصعب تحديد كمية المال اللازمة لإعادة إعمار أوكرانيا. أرشيفية

تحدّثت رئيسة البنك الأوروبي للتنمية وإعادة الإعمار، أوديلي رندو باسو، وهي أكبر مؤسسة مستثمرة في أوكرانيا، عن تكاليف إعادة إعمار هذا البلد الذي دمرته الحرب، وقالت في مقابلة مع مجلة «فورين بوليسي» إن التقييمات تشير إلى حدوث تقلص كبير في اقتصاد أوكرانيا عام 2022، وإنها بحاجة إلى دعم مستمر كي لا ينهار اقتصادها. وفي ما يلي مقاطع من المقابلة:

■ أريد البدء من الحرب في أوكرانيا، هل يمكنك أن تقولي لنا ما أولويات البنك في أوكرانيا مع تصاعد الصراع هناك؟

■■ تركيزنا الأساسي على الاقتصاد الحقيقي الذي يدعم البنية التحتية، مثل السكك الحديدية والكهرباء وإمدادات الطاقة.

■ ما مدى تأثر الاقتصاد الحقيقي بثمانية أشهر من الصراع هناك؟

■■ تشير تقييماتنا إلى أن إجمالي الناتج المحلي في أوكرانيا سيتقلص بصورة كبيرة، تصل إلى 30% في عام 2022. ويرجع ذلك إلى مستوى التدمير الذي أصاب المناطق في شرق البلد وجنوبها. وتكمن أكبر التحديات في أعمال الزراعة، وكيف ستصدّر أوكرانيا حبوبها.

■ ما مدى قلقك من احتمال أن تواجه أوكرانيا انهياراً اقتصادياً شاملاً؟

■■ لهذا السبب من المهم مواصلة تقديم الدعم لهذه الدولة، ولهذا فإن أوكرانيا بحاجة إلى دعم مالي بنحو 3 - 3.5 مليارات دولار شهرياً. وإلّا سينهار اقتصاد الدولة، وفق ما أعتقد.

■ ثمة مخاوف من حدوث ركود في أوروبا والولايات المتحدة. هل تساورك مخاوف بشأن قدرة الدول المانحة في استمرارية تقديم الدعم لأوكرانيا؟

■■ أعتقد أنه تحدٍّ كبير. وحتى الآن نشهد الكثير من الدعم والقدرة على حشد الدعم بسرعة. وأعتقد أن الاستعداد وتفهّم الحاجة إلى جهود متواصلة موجود، لكننا نريد التأكد ممّا إذا كان هذا الجهد سيستمر مع مرور الأيام. وأعتقد أنه يوجد تفهّم إلى أن استمرار الحرب إلى أمد طويل محتمل ووارد. ومع استعداد الجميع للحرب الطويلة الأمد، يجب أن يكون هناك شرح قوي عن الأسباب التي تجعل الدول الغربية تواصل تقديم الدعم لأوكرانيا لهذه الفترة الطويلة.

■ يقترح المسؤولون الأوكرانيون أن يتم تمويل إعادة إعمار أوكرانيا من أصول الأثرياء الروس المعروفين بـ«الأوليغارشيين» والمجمّدة في العالم الغربي. ما رأيك بهذا الاقتراح؟

■■ أعتقد أنه من الناحية القانونية سيكون ذلك تحدياً كبيراً. وأعتقد أن هناك الكثير من العمل بهذا الشأن، ولكن ليس هناك حل قانوني حتى الآن. وأعتقد أنه يجب عدم الاستهانة بالصعوبات والتحديات أمام تحقيق هذا الاقتراح، حتى لو استوعبت مدى عقلانيته من وجهة نظر الأوكرانيين.

■ هل يشارك بنك التنمية وإعادة الإعمار الأوروبي بهذه الجهود؟

■■ لا أبداً، نحن ليس لنا علاقة بذلك. وأعتقد أن الأمر بيد الحكومات الوطنية، والبنوك المركزية، ووزارات المالية في هذه البلدان.

■ قام كل من البنك الدولي والحكومة الأوكرانية، والمفوضية الأوروبية، الشهر الماضي، بإجراء تقييم مشترك، يشير إلى أنه من أجل تعافي الاقتصاد الأوكراني ثمة حاجة إلى 349 مليار دولار في المدى القريب، ولكن الحرب لاتزال مستمرة. ما رأيك بحجم الأموال التي ستحتاجها كييف لترميم اقتصادها إذا استمرت الحرب ستة أشهر أخرى، أو حتى سنة، أو ربما خمس سنوات؟

■■ من الصعب، إعطاء رقم محدد، لأن ذلك يعتمد بصورة كاملة على مجريات الحرب. ونحن نرى أنه في المناطق التي تكون فيها الحرب محتدمة، تكون نسبة التدمير كبيرة. ومن الصعوبة بمكان قياس حجم التدمير. ولقد شاهدت الكثير من الأرقام التي يتم ذكرها، مثل 700 مليار، و200 مليار، و300 مليار.

■ ما هي توقعاتك بشأن كيفية تأثير الحرب على اقتصاد دول الاتحاد السوفييتي السابق، غير روسيا وأوكرانيا؟

■■ يعتمد ذلك إلى حد كبير على الوضع في كل دولة. ففي كل من آسيا الوسطى، وأرمينيا وجورجيا، شهدنا تدفق الكثير من الناس الذين يهرعون لنقل مدّخراتهم خارج روسيا، لتجنّب العقوبات، كي يكونوا قادرين على استخدام هذه المدّخرات حين يريدون.

• «تشير التقييمات إلى أن إجمالي الناتج المحلي في أوكرانيا سيتقلص بصورة كبيرة، تصل إلى 30% في عام 2022».

تويتر