المرصد

«خدمة إتاحة أميركا صحافياً»

فازت الصحافية، مراسلة وكالة الأسوشيتد برس، مارشا ميندوزا، بجائزة بوليتزر عام 2015، عن موضوعها المتميز «العمل القسري في صيد الأسماك في آسيا»، ونجحت عبر هذا التحقيق، في إطلاق سراح 2000 مختطف مسترق () كانوا يعملون كعبيد في احتكارات الأسماك، لكنها يبدو أنها لم تكتفِ بهذا النجاح، إذ إنها تهتم اليوم بموضوع أبعد وأشمل، وهو إتاحة أميركا صحافياً لشعوب العالم.

قد يبدو الموضوع للوهلة الأولى تقليدياً ولا يضيف جديداً، فالولايات المتحدة ليست كوريا الشمالية، وإنما هي دولة ديمقراطية ومفتوحة، وحرية الصحافة لديها مقدسة، فما الذي يمكن أن تضيفه ميندوزا في هذا الموضوع؟

الواقع أن ميندوزا، التي كتبت حول هذا الأمر في «إنفيستجتيف جورناليزم»، تحت عنوان «ماذا تفعل الولايات المتحدة في بلدك»، قررت أن تصنع ما هو أقرب للدليل الصحافي الشامل أو الـ«ستايل بوك»، حول هذا الأمر.

تتناول رحلة الإتاحة التي تقودها ميدوزا، مثلاً، إبراز المواقع الإلكترونية التي تبين واقع الشركات الأميركية التي تستثمر في بلد ما، اسم كل شركة، وإيداعاتها الرسمية، وكل المعلومات المطلوبة عنها، بما في ذلك النص الكامل لمستنداتها منذ أربع سنوات، وتقدم أيضاً قائمة بمواقع البيانات الخاصة بالمساعدات الأجنبية الأميركية لكل بلد، والالتزامات التي وافق الكونغرس على إنفاقها والأموال التي أنفقت بالفعل، والأموال التي طلب الرئيس الأميركي الموافقة عليها، والعقود الحكومية الأميركية التي تخص هذا البلد، كما تقدم قائمة بالمواقع التي تتيح معلومات عن الأصول المالية للمسؤولين الأميركيين العاملين في كل بلد، وأزواجهم وزوجاتهم موثقة من «مكتب الأخلاقيات الأميركية»، والسجلات المالية للمنظمات غير الحكومية، التي تتضمن تفاصيلها كافة، بما في ذلك التبرعات والمرتبات والإنفاق.

تقدم ميندوزا، أيضاً، مواقع تشير إلى اللوبيهات الخاصة بكل بلد، والتي يمكن أن تضغط على صانع السياسة الأميركية لصالح بلدها، والقضايا التي تتبناها، وجماعات الضغط الأميركية ذاتها التي يمكن أن تعمل مع هذه اللوبيهات.

تقدم ميندوزا، أيضاً، قاعدة بيانات للمواقع التي غطت وتغطي زيارة ساسة أميركيين لبلد ما، سواء كانوا أعضاء كونغرس أو تنفيذيين، ومتى ولماذا زاروا هذا البلد، وكذلك مشروعات القوانين التي تناقش حالياً في الكونغرس، والتي قد تؤثر على بلد ما، والأفعال التي تخطط لها في هذا البلد في المستقبل.

تخدم ميندوزا بهذه الإتاحة، بلادها عبر تأكيد لقيمة الشفافية فيها، وتخدم شعوب العالم، لكن قبل هذا تخدم المهنة التي تفوقت فيها، وتمنح زملاءها الصحافيين في كل مكان خيطاً رفيعاً قد يساعد كلاً منهم على تلمّس الحقيقة التي يتمنى الوصول إليها.

• تقدم ميندوزا مواقع تشير إلى اللوبيهات الخاصة بكل بلد، والتي يمكن أن تضغط على صانع السياسة الأميركية لصالح دولها.

تويتر