نتيجة ترددها في الاعتراف بخطأ سياستها في أوكرانيا

رئيس حكومة بولندا: السياسات الألمانية أحدثت أضراراً مهولة بأوروبا

رئيس حكومة بولندا يعتقد أن الاتهامات ضده والمتعلقة بحكم القانون سخيفة. إي.بي.أي

قال رئيس وزراء بولندا، ماتيوس مورافتسكي، إن سياسة برلين في أوكرانيا كانت مترددة كثيراً وخاطئة في ما يتعلق بالطاقة، وأضاف في مقابلة مع مجلة صحيفة «ديرشبيغل» الألمانية، أن الدعايات التي تنتقد النظام القضائي في بولندا كاذبة.

■ «شبيغل»: ينظر إلى بلادكم باعتبارها نصيرة للخط المتشدد ضد موسكو في حرب أوكرانيا، في حين أن ألمانيا كانت تميل إلى عدم فرض الإجراءات المشددة، هل هذا صحيح؟

■■ ماتيوس: كان الموقف الذي اتخذه الألمان خصوصاً في الأشهر الأولى من الحرب، مخيباً للآمال. ونحن كنا مقتنعين بأن أوكرانيا لا تحارب من أجل بقائها فقط، وإنما من أجل حرية أوروبا. وإذا سقطت أوكرانيا فلن يمر وقت طويل قبل أن تقوم روسيا بالهجوم على بلادنا. وكان من المخيب للآمال تأخر الألمان كثيراً للاعتراف بأن سياستهم المتعلقة بالطاقة كانت خاطئة.

■ «شبيغل»: كيف ستؤثر الأزمة في أوكرانيا على دور ألمانيا في أوروبا؟

■■ ماتيوس: أصبح من الواضح أن سياسة ألمانيا في ما يتعلق بالطاقة تدهورت كثيراً. وكان التخلص من الفحم والطاقة النووية سابقاً لأوانه، ونحن لا نريد التحدث عن إنشاء أنابيب نورد 1و2 لمد الغاز من روسيا إلى المانيا، والاعتماد الكامل على روسيا. لقد سببت السياسات الألمانية الكثير من الأضرار لأوروبا.

■ «شبيغل»: هل اكتسبت دول أوروبا الشرقية مكانة معينة نتيجة لذلك؟

■■ ماتيوس: من الواضح نعم، إذ أصبح صوتنا مسموعاً إلى حد كبير. وكان الألمان دائماً في مزاج تصالحي مع موسكو. وربما أن كثيرين في ألمانيا لا يعرفون ذلك.

■ «شبيغل»: حكومتك تطالب ألمانيا بدفع 1.3 ترليون يورو كتعويضات عن التدمير الناجم عن الحرب العالمية الثانية، هل تعتقدون أنكم ستحصلون على هذا المبلغ؟

■■ ماتيوس: إنه يعادل نحو 6.2 تريليونات زلوتي (عملة بولندا)، وهو ليس مبلغاً خيالياً. والميزانية السنوية لألمانيا الاتحادية تعادل هذا المبلغ تقريباً، وبولندا هي الدولة التي تعرضت لأكبر تدمير نتيجة الحرب العالمية الثانية، ولم نحصل على أي تعويض، وسنخاطب ألمانيا عبر رسالة دبلوماسية.

■ «شبيغل»: جمد الاتحاد الأوروبي 35 مليار كورونا كمساعدة نظراً إلى أنه تساوره الشكوك بشأن حكم القانون في بولندا، ألم يتم حل هذه القضية؟

■■ ماتيوس: في هذه الأيام يتم استخدام الكثير من الحجج الكاذبة ضد بولندا، التي تدافع عن الباب الشرقي للاتحاد الأوروبي.

■ «شبيغل»: ما علاقة حكم القانون بالحرب؟

■■ ماتيوس: أعتقد أن الاتهامات ضدنا سخيفة، وبعد التوحد بين شطري ألمانيا سمح لـ30% فقط من قضاة ألمانيا الشرقية للبقاء في مناصبهم، ولكن القضاة الشيوعيون عندنا بقوا جميعاً.

■ «شبيغل»: ولكن ذلك كان قبل 30 عاماً.

■■ ماتيوس: نعم، ولكنه ترك آثاراً على تفكير قضاة هذه الأيام وبعض الممارسات المعينة. ولهذا أردنا إصلاح النظام القضائي. وأنا أرى بعض المشكلات في النظام القضائي في المؤسسات الأوروبية، لأنهم يعتقدون أن لديهم الحق في الحكم على إصلاح النظام القضائي في بولندا، مع أنهم لا يملكون هذا الحق وفق اتفاقية الاتحاد الأوروبي.

■ «شبيغل»: هل تساورك الشكوك بأن ثمة أهدافاً سياسية خلف هذه الادعاءات القادمة من الاتحاد الأوروبي؟

■■ ماتيوس: حاولت مرات عدة أن أوضح للعديد من الزملاء في أوروبا، أن إصلاح نظامنا القضائي لم يؤد إلى جلب الضرر لحكم القانون في بولندا، بل إنه يعمل على ترميمه، ولكنهم إما لم يفهموا أو أنهم لا يريدون أن يفهموا، وربما لديهم أهداف أبعد من تلك التي يعلنون عنها.

■ «شبيغل»: شريكك القديم رئيس حكومة هنغاريا، فكتور اوربان، يحاول تجنب اتخاذ موقف حاسم ضد موسكو، هل تفهم أسباب ذلك؟

■■ ماتيوس: قبل بضعة أيام قرأت نتائج من مؤسسة استطلاع الرأي، وهي تظهر أن الأغلبية الساحقة من الهنغاريين يفكرون بالطريقة ذاتها التي يفكر بها أوربان، سواء أعجبنا ذلك أم لا.

■ «شبيغل»: ربما لأن حزب أوربان يسيطر على غالبية وسائل الإعلام.

■■ ماتيوس: ولكن ليس بأكثر مما تسيطر الأحزاب الكبيرة في أوروبا الغربية على وسائل الإعلام. من الصعب جداً أن يكون هناك رأي مخالف. وحتى الآن وافقت هنغاريا على العقوبات المفروضة على روسيا، ولهذا أرى أرضية للتعاون.

• «بولندا هي الدولة التي تعرضت لأكبر تدمير نتيجة الحرب العالمية الثانية، ولم نحصل على أي تعويض. وسنخاطب ألمانيا عبر رسالة دبلوماسية».

تويتر