المرصد

أخطاء صحافية قاتلة

من أمتع وأقوى التحقيقات الصحافية، ذلك الذي أجراه روان فيليب في «الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية»، والذي طلب فيه من تسعة صحافيين عالميين من مشارب مختلفة، ذكر الخطأ المهني الأهم في حياة كل واحد منهم.

والصحافي فوسيلي هلاتشيو، من مملكة سواتيني بإفريقيا، ذكر الدرس الأهم الذي تلقنه وهو «ألا أعطي الكثير من المعلومات لمسؤولي العلاقات العامة، حين أذهب لتحقيق صحافي، فقد اكتشفت أن بعضهم سيسعى لوأد القصص الصحافية التي أنا بصدد إنجازها، في مهدها».

أما أكسيل غورده هومسيلو، من السويد، فاعتبر أن خطأ حياته الأهم، كان عدم الدقة في تحقيق صحافي، إذ أرسل عنوان بريد إلكتروني لمسؤول مرتشٍ كان بصدد كشفه إلى إدارة الفندق لترسل له، أي للصحافي، فاتورة حسابه، فاكتشف المسؤول أن هناك من هو بالفندق يراقبه، بما أثر في القصة.

ومارثا ميندوثا، من الولايات المتحدة، والحائزة على جائز «بوليتزر»، قالت إن خطأها كان ذات مرة هو «عدم التكتم»، فأثناء إجرائها تحقيقاً استقصائياً عن الصيد بجنوب آسيا، كشفت سرها لأحد مديري شركة مأكولات بحرية، لتجد صورتها لاحقاً منشورة على مدونة ومكتوب تحتها «مارثا ميندوثا من الأوسشيتدبرس هنا لتكتب تحقيقاً عن إساءة معاملة العمال».

أما ميا مالان، من جنوب إفريقيا، فقد تعلمت من تجربة ألا تثق أبداً في مصدر غير مباشر للإحصاءات.

بينما قالت البريطانية، روزا فورنو، في إجابتها، إن خطأها الجوهري هو ذهابها إلى المصدر في توقيت مبكر من التحقيق الصحافي الذي شرعت في إجرائه، وقبل أن تنضج الأسئلة الصعبة التي يجب أن تطرحها عليه.

جوليانا دال بيفا من البرازيل قالت إنها لن تنسى سقوط اسم «ماريو ألفيس» من تحقيقها عن المختفين قسرياً في البرازيل أثناء الحقبة الديكتاتورية، وقد شعرت بالإثم أكثر حين تغيرت الأوضاع وتغير النظام ونشرت الوثائق.

أما الفرنسي، ألكسندر بروتل، فقال إن خطأه هو عدم بحثه بدأب عن مصدر للبيانات قبل أي شيء آخر. ودان ماكروم، من المملكة المتحدة، قال إن خطأه تمثل في نشر تدوينة عن تحقيق أجراه.

بإيجاز، فان التحقيق حمل إجابات تأشيرية، وحمل فكرة جديدة مفادها بأن تعزيز المهنة يبدأ من داخلها، وأن الاستقصاء الأهم هو ما يتم توجيهه لصفوفها. فهل تكون الفكرة بداية لظهور كتابات الاعترافات الصحافية، أو الخطايا الصحافية، والتي لن تكون أقل أهمية من كتاب الأخطاء المهنية. وقد نرى هذا قريباً على الساحة العالمية.

• روزا فورنو تعتقد أن خطأها الجوهري هو ذهابها إلى المصدر في توقيت مبكر.

تويتر