تم تصميم وحدات قتالية لم تُستخدم مطلقاً

مسؤول عسكري إيطالي: تشكيل «جيش أوروبي موحّد» مشروع صعب التحقيق

صورة

أعلنت ألمانيا أنها ستزيد بشكل كبير من إنفاقها الدفاعي، في حين أرسل الاتحاد الأوروبي مساعدات عسكرية غير مسبوقة إلى أوكرانيا. ويرى وزير الدفاع الإيطالي السابق والمسؤول الأوروبي الحالي، الجنرال كلوديو غرازيانو، أن الحرب الجارية أعادت أوروبا 70 سنة إلى الوراء. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه مجلة «فورين بوليسي»:

■ برز الاتحاد الأوروبي فجأة كلاعب جاد في أمن أوروبا. هل الاتحاد الأوروبي أقوى عسكرياً، الآن، ممّا كان عليه قبل شهرين؟

■■ نعم بالتأكيد.

لقد أعادت روسيا الحرب إلى أوروبا، وكان ذلك شيئاً خطيراً لدرجة أنه لم يكن حتى يعتبر ممكناً. وحتى بالنسبة للأشخاص الذين قرأوا عن الخطر، كان من المستحيل تصديق حدوث ذلك. وعندما حدث ذلك، كانت صدمة هائلة الحجم، أثارت استجابة مشتركة وضخمة من الاتحاد الأوروبي. ويتطلب القيام بذلك إرادة سياسية واضحة، والآن أصبح الاتحاد الأوروبي أكثر اتحاداً من أي وقت مضى. وتوحيد القدرات الدفاعية هو في الحقيقة الجواب الوحيد الممكن لهذه الأزمة.

■ لكن الاتحاد الأوروبي لديه بالفعل وحدات قتالية لم يتم نشرها من قبل.

■■ تم تصميم وحدات القتال في الاتحاد الأوروبي لاستخدامها في إدارة الاستقرار (الأزمات الأقل حدة من الحرب)، وصحيح أنها لم تستخدم مطلقاً، وذلك لأننا لم نتوصل أبداً إلى اتفاق بين الدول الأعضاء في الاتحاد، بشأن قضايا معينة، مثل الكلفة ومن كان من المفترض أن يقود الجهود. وكان التعقيد الآخر هو أنه لا ينبغي على هذه الوحدات التنافس مع حلف «الناتو». وفي الماضي، خدمت في مهمات «الناتو» لسنوات عدة، بما في ذلك في أفغانستان. كما أن هناك ما لا يقل عن تسعة فيالق للرد السريع.

■ بالحديث عن الوحدة، تريد بولندا أن تمنح أوكرانيا طائراتها المقاتلة، لكن الولايات المتحدة رفضت، لأنها لا تريد الانجرار إلى الحرب. هل يستطيع الاتحاد الأوروبي التدخل لمساعدة أوكرانيا الآن؟

■■ توفير الطائرات المقاتلة ليس على جدول الأعمال حالياً؛ ولكن علينا أن نتذكر أنه في 27 فبراير، أي بعد 72 ساعة، فقط، من الغزو الروسي لأوكرانيا، تبنى الاتحاد الأوروبي حزمة غير مسبوقة لمساعدة القوات المسلحة الأوكرانية، في الدفاع عن أراضي أوكرانيا وسكانها. وتضمنت حزمة المساعدات هذه أسلحة فتاكة. وهذه علامة فارقة.

■ ما هو دوركم في العسكرة المتنامية التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي؟ هل تأتي الحكومة الأوكرانية إليكم مباشرة لطلب المساعدة العسكرية؟

■■ يخبرنا الأوكرانيون بما يحتاجون إليه، وتتحقق الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مما لديها، ويمكن أن تقدمه للأوكرانيين، ونحن - من خلال الطاقم العسكري في الاتحاد الأوروبي - نعمل كمركز لتبادل المعلومات.

■ هناك نقاش بشأن احتمال وجود جيش في الاتحاد الأوروبي. ما الذي يمكن فعله لتعزيز قدرات الاتحاد العسكرية، بما يتجاوز زيادة الإنفاق الدفاعي بالطبع؟

■■ إن دمج القوات المسلحة أمر صعب للغاية، لكنه ليس مستحيلاً. ويبدأ بالإرادة السياسية. ولكن ما يمكننا القيام به، أولاً، لتعزيز قدراتنا العسكرية هو تحسين إمكانية التشغيل البيني. وبعد هذه الحرب، علينا أن نستنتج أن الحياة لن تكون كما كانت من قبل، وأننا حققنا قفزة إلى الوراء لا تقل عن 70 عاماً.

■ متى يتعين على الاتحاد الأوروبي نشر القوات؟

■■ حددنا لأنفسنا سنة 2025 لتكون قدرة الانتشار قابلة للتشغيل بالكامل. وهذا موحد طموح لأنه يتعين تحقيق جميع العوامل الاستراتيجية المساعِدة. ولكن، يجب أن نذكر أن الاتحاد الأوروبي ليس مسؤولاً عن الدفاع الجماعي.

• بعد هذه الحرب، علينا أن نستنتج أن الحياة لن تكون كما كانت من قبل، وأننا حققنا قفزة إلى الوراء لا تقل عن 70 عاماً.

تويتر