بسبب حادثة جورج فلويد وحوادث أخرى

ضاحية أميركية تعيّن إناثاً لمكافحة سلوك الشرطة السيّئ

صورة

لجأ قائد شرطة ضاحية بيلفيو نبراسكا بولاية أوماها، كين كلاري، إلى تعيين عدد من الإناث ضمن قوة الشرطة، ضمن استراتيجية للتقليل من احتمال سوء سلوك الشرطة والعنف المفرط واللجوء إلى القوة عند اعتقال المشتبه فيهم. ويعتقد كلاري، وهو جندي سابق من ولاية أيوا، أن تجربته الخاصة تنبئه أن التنوع في قوة الشرطة يمكن أن يجعلها أكثر فاعلية وأقل عنفاً ضد المدنيين، خصوصاً السود. ولهذا الغرض أعاد كلاري كتابة كتاب قواعد لوائح الواجبات الشرطية وكلّف ضابطاً ليرأس قسم التجنيد، ويركز أكثر على إضافة المزيد من النساء وضباط الشرطة الملونين للقوة، والتأكد من استمراريتهم.

ويبدو أن استراتيجية كلاري بدأت تجد استحساناً من كبار المسؤولين الشرطيين. ففي سعيه لفهم مستويات التوظيف في الشرطة بعد حادثة جورج فلويد، المواطن الأسود الذي قتلته الشرطة خلال اعتقاله، سأل رئيس شرطة نبراسكا، جيم ماغواير، 225 كياناً في إنفاذ القانون في الولاية عن مدى رغبة الشباب في الانضمام إلى الشرطة.

وأكد رئيس كل كيان في الولاية أن عدد المتقدمين قد تقلص بشكل كبير. باستثناء مسؤول واحد، وهو كلاري، الذي أخبر رئيسه ماغواير أن لديه المزيد من المتقدمين أكثر من أي وقت مضى الذين يرغبون في الانضمام لشرطة المدينة التي يبلغ عدد سكانها 53 ألف نسمة، وأن العديد من الوافدين الجدد من النساء.

الرغبة في العمل مع الشرطة

من بين الضابطات الجديدات، كارين ريغلي، التي تبلغ من العمر 35 عاماً، والتي استطاعت أن تقنع متهماً أسود بالخروج من سيارته وتسليم نفسه للشرطة للذهاب إلى المحكمة من دون أي عنف. كانت ريغلي تحدوها رغبة عارمة بالعمل في الشرطة منذ سن المراهقة، بعد أن شاهدت فيلم «مس كونغيالتي». هناك أيضاً الشرطية براندي فالديز، راقصة باليه سابقة سعت للانضمام إلى سلك الشرطة، وتتميز بموهبة تهدئة وطمأنة ضحايا الاعتداء الجنسي، وشاتيل أوجيا، ضابطة شرطة مبتدئة وأخصائية اجتماعية سابقة وجندية احتياط حالياً في الجيش؛ وبام فولك، التي استطاعت أن تحل خلافاً نشب بين امرأة وحفيدتها التي تتعاطى المخدرات.

ويقول ماغواير إن مدينة بلفيو، ثالث أكبر مدينة في نبراسكا، تشهد «وضعاً مختلفاً تماماً لما تعهده المدن الأخرى في التعامل مع المتهمين»، ويضيف «أنا لا أعرف بالضبط كيف يفعل الرئيس كلاري ذلك، ولكن مهما كانت العصا السحرية التي يستخدمها، فإنني أشك في أن مجموعة من الأقسام الأخرى ستحاول أن تتبنى خطته».

استهدف كلاري سياسات التوظيف والموظفين التي قال إنها تثبط النساء والأشخاص الملونين من التقديم لهذه الوظيفة. ومن أجل ذلك ألغى القاعدة التي تنص على عدم السماح للضباط بأخذ إجازة طبية ممتدة مرتين في غضون عامين، ما يؤثر على النساء اللواتي قد يحملن في تتابع سريع، وألغى الحظر على صباغة الشعر وثقب الأذن المتعدد.

عندما ترأس كلاري في سبتمبر 2020 شرطة ضاحية بيلفيو، كان أربعة فقط من ضباط بيلفيو الذين يزيد عددهم على 80 ضابطاً من النساء، وكان ضابط واحد فقط يتحدث الإسبانية في مدينة 16% من سكانها من أصل إسباني أو لاتيني، و6% من السود. بعد 19 شهراً، أصبح لدى القسم 103 ضباط، من بينهم 15 امرأة وخمسة متحدثين بالإسبانية. كما أن تسعة من بين 15 موظفاً تم تعيينهم، كن من النساء.

وحاول كلاري إقناع الإدارات الأخرى بإجراء تغييرات مماثلة. وخلال دورة توظيف استضافها مركز نبراسكا للتدريب على إنفاذ القانون في عام 2021، حث الملازمين والنقباء على دراسة التأثير المحتمل من تجنيد الأشخاص الملونين.

من المعروف أن ريغلي تجلس بجانب المشتبه فيهم أو الضحايا وتواسيهم وتبكي معهم، مثلما أظهرت تعاطفها مع السائق الأسود. وتقول عن ذلك: «تحدثت معه واستطعت إخراجه، لأنه شخص، مثلي تماماً، فربما نسي فقط الذهاب إلى المحكمة»، وتتساءل «فلماذا لا نمنحه الفرصة للذهاب بإرادته».

• من بين الضابطات الجديدات، كارين ريغلي، التي تبلغ من العمر 35 عاماً، والتي استطاعت أن تقنع متهماً أسود بالخروج من سيارته وتسليم نفسه للشرطة للذهاب إلى المحكمة من دون أي عنف.

تويتر