مارينا أوفسيانيكوفا عارضت الحرب على الهواء مباشرة

مذيعة تلفزيونية روسية تعيش الخوف بعد احتجاجها على الحرب في أوكرانيا

المذيعة الروسية مارينا أوفسيانيكوفا. أرشيفية

احتجّت الصحافية التلفزيونية الروسية، مارينا أوفسيانيكوفا على الهواء مباشرة على غزو الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لأوكرانيا، وكان ذلك في ذروة البث الإخباري الرسمي المسائي للقناة الأولى. وأصبحت هذه المذيعة واحدة من بين الإعلاميين الروس الذين استقطبوا اهتماماً أكبر من المشاهدين في روسيا وخارجها. وشرحت في مقابلة كيف أن تلك اللحظة غيرت حياتها ومخاوفها الى الأبد. وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة:

■ ما وضعك الآن؟

■■ أنا مختبئة مع أصدقائي، وأشعر بقدر هائل من التوتر، لقد تغيرت حياتي إلى الأبد، وبدأت للتو أدرك عواقب ذلك. لا أستطيع العودة إلى حياتي القديمة، أنا قلقة على ابني، 17 عاماً، وابنتي، 11 عاماً، وأتناول المهدئات. هما ليسا معي ولكنهما في أمان في موسكو. سنظل في روسيا وسنواصل العيش هنا.

■ عرض عليك الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حق اللجوء. هل تفكرين في المغادرة؟

■■ لا، لا أريد مغادرة بلدي، لقد أصبح ابني كبيراً. نحن بالتأكيد لا نريد الهجرة إلى أي مكان آخر.

■ ما رأي عائلتك في احتجاجك المناهض لحرب روسيا في أوكرانيا؟

■■ كانت مأساة كبيرة بالنسبة لهم. أمي لاتزال في حالة صدمة، وهي منهارة تماماً، وتأثر ابني كثيراً، فهو يمر بمرحلة صعبة في عمره، واتهمني بتدمير حياتهم.

■ وكيف تتعاملين مع كل ذلك؟

■■ مازلنا نتحدث مع بعضنا بعضاً، لكن الأمر صعب بالنسبة لي نفسياً، حيث أجد نفسي في مواجهة جبهات عدة. عائلتي لا تدعمني، وأصبح الرأي العام الرسمي ضدي، وهناك مواجهة متنامية في المجتمع وانقسام بين مؤيد للحرب ومعارض لها.

■ شدد بوتين القوانين، ويجب أن توصف عمليته في أوكرانيا الآن بـ«العملية العسكرية الخاصة». هل تخافين العواقب؟

■■ أنا خائفة بالطبع، خائفة جداً، فأنا إنسان، ويمكن أن يحدث لي أي شيء - حادث سيارة - أي شيء للخلاص مني، وانا أعلم ذلك. لكن هذا هو موقفي كمواطنة: ما نتعامل معه هنا هو الحرب، لقد تجاوزت بالفعل نقطة اللاعودة، ويمكنني الآن أن أتحدث بصراحة وعلانية في هذا الخصوص.

■ متى اتخذت هذا القرار؟ يبدو أن احتجاجك قد تم التخطيط له منذ فترة.

■■ نحن نعمل في القناة على مدار الأسبوع بالتناوب. كنت في إجازة حتى ذلك اليوم، والذي صادف يوم أحد، اشتريت أوراقاً وأقلاماً، وأعددت ملصق الاحتجاج في مطبخي وسجلت مقطع الفيديو الذي نشرته على «فيس بوك» بعد الحدث. لم أخبر أي شخص في عائلتي أو أياً من أصدقائي أو زملائي عن خطتي، كي لا يحدث خطأ ما.

■ ما الذي حدث في القناة يوم الإثنين؟

■■ ذهبت إلى عملي كالمعتاد، كنت خائفة للغاية، واعتقدت أن هذا سيكون كله عبثاً إذا لم يشاهدني أحد. ثم ركضت بسرعة إلى الاستوديو، متجاوزة الشرطي الذي يعمل دائماً معنا ويراقبنا. وعندما فتحت الملصق وعرضته أمام مقدم البرنامج لم يعد بإمكانه تفاديه. بعد ذلك عدت بسرعة إلى مكتبي. ثم جاء رؤسائي وسألوني جميعاً: «هل هذا الشخص الذي فعل ذلك هو أنت؟»، لا أحد يريد أن يصدق ما حدث. بعد ذلك دخلت معهم في جدل مستفيض، وحضر ضباط الشرطة.

■ ما طبيعة ذلك الجدل؟

■■ نائب رئيس الأخبار أراد مني تقديم استقالتي. قلت له سأقدم استقالتي بالبريد الإلكتروني اليوم. أخذ ضباط الشرطة هاتفي المحمول. وأجرى نائب رئيس إدارة مكافحة التطرف مقابلة معي. لم يصدق المسؤولون أنني فعلت ذلك بمفردي، ظلوا يسألونني ما إذا كنت على اتصال بالغرب ومن أثر عليّ. لكنهم لم يصدقوا أنني كنت فقط أعبّر عن رأيي كمواطنة. قالوا إنه يمكنني الاتصال بمحامٍ، لكنهم لم يسمحوا لي بذلك، كما لم يسمحوا لي بالاتصال بأسرتي لأكثر من 18 ساعة. أخذوني إلى المحكمة، ولم يكن لدي محامٍ، الى أن ساعدني أحدهم.

■ هناك قانون ضد الأخبار الكاذبة المفترضة يتمثل في أن كل من ينشر معلومات كاذبة عن القوات المسلحة الروسية يواجه غرامات باهظة، وفي أسوأ الأحوال، سنوات عدة في السجن. فتحت لجنة التحقيق التي تقدم تقاريرها مباشرة إلى بوتين، تحقيقاً بشأنك. ما هي العقوبة التي تتوقعينها؟

■■ لم يتم الشروع في أي إجراءات جنائية ضدي حتى الآن - إنهم يراجعون ما إذا كانت هناك أسباب لذلك. بالطبع، سمعت أن ممثلين رفيعي المستوى في القيادة طالبوا ببدء إجراءات جنائية ضدي. وفي الوقت الحالي، صدر بحقي غرامة قدرها 30 ألف روبل (ما يعادل نحو 265 يورو). إذا لم يكن لدي أطفال لأعتني بهم، لكنت بالتأكيد قد تلقيت 15 يوماً من الاحتجاز، وسأجلس في زنزانة مثل كثيرين آخرين. لكن لا أعرف كيف سيتطور هذا.

• «أنا خائفة بالطبع، خائفة جداً، فأنا إنسان، ويمكن أن يحدث لي أي شيء - حادث سيارة - أي شيء للخلاص مني، وأنا أعلم ذلك».

تويتر