المرصد.. «طالبان والإنترنت»

تنتظر «طالبان» بعد سيطرتها على أفغانستان تحديات فارقة، مثل الموقف من المرأة أو الصحافة أو الأحزاب، لكن هناك تحدياً أهم يسبق كل هذه الأشياء هو الموقف من الانترنت. في نسخة «طالبان» 1996، كان الأمر بسيطاً، اذ حددت «طالبان» موقفها من الموسيقى والفن والآداب وحتى الطائرات الورقية التي يلهو بها الأطفال وصولاً الى الانترنت، لكن الموقف اليوم تغير لا «طالبان» 1996 هي «طالبان» 2021، ولا الانترنت اليوم بالشيء الذي يمكن بسهولة مقاطعته.

في مسيرة «طالبان»، لعب الانترنت دوراً لا يمكن تجاهله، كانت بداياته موقعاً بسيطاً عام 1998، لكن اطاحتها وتطور الأحداث غير التصور، فتوسعت الى الحد الذي جعل «اتلانتيك كونسل» تقول ليلة سقوط كابول إن ««طالبان» استولت على الانترنت الأفغاني قبل ان تستولي على الأرض». ويسير موقع «وايرد» في اتجاه «اتلانتيك كونسيل» ذاته، فيقول إن «طالبان» استولت على بيئة أفغانستان المعلوماتية قبل أن تستولي على الجغرافيا، وأن الجماعة بثت 38 الف قطعة معلوماتية فقط خلال السنة الأخيرة.

ويفصل الخبراء بين ثلاث مراحل اساسية في علاقة «طالبان» بالانترنت، الأولى من 2002 الى 2009، وفيها ركزت الحركة على متابعة مقاتليها بالتوجيهات ومحيطهم الأهلي بالدعاية لمساندتهم، وركزت فيها اكثر على توجيه رسائل صوتية نظراً لتفشي الأمية بين السكان، وتطور الأمر في ما بعد بانشاء موقع «إمارة» بخمس لغات، هي العربية والانجليزية والباشتو والداري والاردو، لكن كل هذا كان في إطار الدعم الحركي واللوجيستي. اما المرحلة الثانية فتمتد من 2009 الى 2011، حيث قررت شن حرب اعلامية شاملة مضادة للحرب النفسية التي يشنها التحالف لكسب العقول والقلوب. أما المرحلة الثالثة فتمتد من 2011 الى 2021، وركزت فيها على اصدار مادة دعائية منتظمة، وليست موسمية، واستعانت بشبكة من البلوغرز والصحافيين المناصرين لخطابها.

وكشفت دراسة عن «تويتر» في عام 2020، وقبل عام من سقوط كابول في يد الحركة عن مدى ما وصلت اليه من نفوذ، حيث إن موقع «مجاهد» التابع لها على «تويتر» تابعه في ذلك العام ضعف متابعي موقع وزارة الدفاع الافغانية السابقة، كما ان الأول كان يغرد 15 ضعف الأخير على الأقل.

اليوم، يتجدد السؤال هل انترنت الحرب مختلفة عن مثيلتها في السلام بالنسبة لـ«طالبان»؟، هل من كانوا يتابعون الحركة سيبقوا حولها وهي سلطة حكم؟ هل تقبل الحركة دخول الافغان عالم الانترنت المفتوح؟ الاجابة صعبة في ظل تكوين الحركة، وفي ظل ما يشير اليه تقرير«آسيا فونديشن» الى أن 90% من ربات المنازل لديهن انترنت، و90% لديهن هواتف محمولة، وهي أرقام تضع المعادلة في شرطية جديدة.

تطور الأمر في ما بعد بإنشاء موقع «إمارة» بخمس لغات، هي «العربية والإنجليزية والباشتو والداري والأردو».

تويتر