أكد أن «الجائحة» أثبتت الحاجة إلى تضافر الجهود ونبذ الانقسام

إنترفيو.. كي مون: الأمم المتحدة لها دور تلعبه في حل مشكلات العالم

بان كي مون: الأمم المتحدة منظمة الشعوب. أرشيفية

قدّم الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، وصفه الشخصي لكيفية تعامل المنظمة مع الأزمات المعقدة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك سورية، وميانمار، وفلسطين، وتفشي الوباء. وفي حوار أجراه معه موقع «يو إن ديسباتش»، ناقش مون أهم ما جاء في مذكراته التي حملت عنوان «الأمم المتحدة في عالم منقسم». وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة:

■ لنبدأ بنقاط القوة. ما قيمة الأمم المتحدة في أزمة عالمية مثل هذه الجائحة؟

■■ في الواقع، تسبب فيروس كورونا في إغلاق كامل. ولم يحدث ذلك أبداً في التاريخ، حتى خلال الحرب العالمية الثانية، إذ إننا لم نشهد مثل هذا الإغلاق التام في جميع أنحاء العالم. وتضررت 220 دولة، بما في ذلك 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة. لقد تجاهلنا العمل المناخي. وهناك علاقة وثيقة جداً لأننا أهملنا وأسأنا استخدام الامتياز الذي أعطته لنا الطبيعة.

■ ولكن ماذا عن الأمم المتحدة؟

■■ كان ينبغي للأمم المتحدة أن تعمل بشكل أكبر بكثير، من خلال التعاون الوثيق بين الوكالات. والآن، تم تكليف منظمة الصحة العالمية فقط بالمهمة.

■ إذاً، ما الذي يمكن فعله اليوم لتعزيز تعددية الأطراف بشكل أقوى؟

■■ في هذا الوقت من الأزمة، لا يمكن لأي بلد، مهما كان قوياً أو واسع الحيلة، معالجة كل هذه الأزمة العالمية التي نواجهها. وهذا درس عن أهمية التعددية. إن الأمم المتحدة هي رمز التعددية والعمود الفقري لها؛ لذلك ينبغي تمكين المنظمة بشكل كامل، وأكثر بكثير، بالموارد الضرورية والدعم السياسي من قبل الدول الأعضاء. وقد أصبحت التعددية في حالة من الفوضى، لاسيما في عهد رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة. وانسحبت أميركا، التي كانت رائدة حقوق الإنسان، من مجلس حقوق الإنسان.

■ على مدى السنوات الخمس المقبلة، ماذا يتعين على المنظمة فعله لتنجح أو تفشل في الوفاء بالتزاماتها؟

■■ يجب أن تكون الأمم المتحدة ناجحة. إنها المنظمة الدولية الوحيدة التي أنشأتها شعوب العالم بأسره. وهذا هو المكان الذي توجد فيه جميع الدول تقريباً، صغيرة أو كبيرة، قوية أو ضعيفة، غنية أو فقيرة. لذلك هذا هو المنتدى الوحيد الذي يمكننا فيه حقاً مناقشة مشكلات العالم. ولدينا العديد من المنظمات الفرعية، والعديد من الوكالات المتخصصة، إذ يمكن مناقشة كل قضية نمر بها الآن ونواجهها في هذا العالم، بما في ذلك المناخ وحقوق الإنسان والتنمية.

■ لماذا كل هذا الانقسام في الصفوف؟

■■ هذا ما كنا نراه، وهذا ليس السلوك الصحيح. وهذا هو السبب في أن الناس يطالبون بإصلاح مجلس الأمن. والآن، هناك العديد من الكتل والمجموعات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية، والاتحاد الإفريقي، ورابطة دول جنوب شرق آسيا، أو منظمة دول أميركا اللاتينية، وما إلى ذلك. ويتعين تمكين هذه الكتل، ويجب أن يكونوا أكثر انخراطاً في القضايا الإقليمية، لكنها منقسمة في الغالب. وهذه ظاهرة حزينة للغاية في هذا الوقت. وبصفتي أميناً عاماً سابقاً، كنت ألتقي وأنخرط مع كل زعيم، سواء كانوا ديمقراطيين أو غير ديمقراطيين. ولكني كنت أحثهم على العمل من أجل شعوبهم.

■ كيف يمكن تحقيق العدالة الدولية؟

■■ العدالة ستسود، إن لم يكن الآن، فغداً، وإن لم يكن غداً، فقريباً. لهذا السبب أنشأنا المحكمة الجنائية الدولية. ولكن بسبب الانقسام، مرة أخرى، فإن مجلس الأمن غير قادر على التوصية بإدانة المسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية.

• الأمم المتحدة هي رمز التعددية والعمود الفقري لها؛ لذلك ينبغي تمكين المنظمة بشكل كامل، وتزويدها بالموارد الضرورية والدعم السياسي من قبل الدول الأعضاء.

تويتر