المرصد.. «الترند..الذي لا يقهر»

بينما نجحت «صناعة تدقيق الحقائق» في مواجهة كثير من مغالطات الملتي ميديا، أخفقت هذه الصناعة في مواجهة «هاشتاغات الترند»، بسبب طبيعة الأخيرة الجارفة والخاطفة.

ومنذ أيام، أحدث ترند اجتماعي من ست كلمات، خلاصته أن من «يؤتمن على العرض لايسأل على مال» زلزالاً في مجتمعاتنا العربية، لأن الفكرة - اللقطة على إيجازها، فتحت باب نقاش لمنظومة كاملة ومستقرة من الأفكار، والترتيبات الاجتماعية والحقوقية.

لا ينكر خبراء الاعلام أن بعض التريندات عفوية وبريئة، لكنهم يؤكدون أن هذا لا يشكل سوى الجانب «الطيب» و«الترويجي» من اللعبة.

خبير أمن المعلومات في الأمم المتحدة، الدكتور محمد الجندي، يرى أن «الترندات هي إحدى أدوات الصراع الهجينة».

ويرى الجندي أن «بعض الترندات تظهر لتستهدف الوصول إلى تحرك رسمي في اتجاه معين، وتنجح في ذلك» ويضرب مثلاً على ذلك «الهاشتاغ الذي تم في مصر، فيما نسب الى أحمد بسام زكي من وقائع تحرش (في قضية شهيرة)، وأدى الى تكثيف الحملة ضده خلال 48 ساعة، بالرغم من مرور سنوات على الوقائع، لتصدر النيابة أمراً بالقبض عليه، ولتصدر دار الإفتاء فتوى لتوضيح حكم الشرع في التحرش، ولتفتح جهات رسمية مختلفة الملف».

ويرى خبير المعلومات عادل عبدالمنعم في إفادة له لموقع «أهل مصر» أن عناصر أخرى تصنع الترند، مثل المال واللجان الالكترونية.

ويضيف عبدالمنعم أن «الترند الذي يصنع بالمال، يعتمد على أن يكون لكل فرد من اللجنة الالكترونية الصانعة له، أكثر من حساب وهمي، كما أن توقيت خلق الترند مهم جداً، حيث يتحاشى أوقات ذروة أحداث رياضية مهمة أو أحداث سياسية مؤثرة أو حتى سيطرة برامج تفاعلية أخرى على الساحة، لان الجمهور في تلك اللحظة سيكون له اهتمامات أخرى وغير معني بمتابعة الهاشتاغ».

ويرى خبير آخر هو الدكتور أسامة مصطفى جانباً آخر في قصة المال والترند، لكنها لا تتعلق بالمروجين أنفسهم، ولكن تتعلق باتّجار شركات رقمية بـ«الترند» للتربح، ولو على حساب الحقيقة، وهو جانب يدخل بنا في عالم بزنس الترندات المزيفة الواسع.

فبدلاً من سلوك طريق عمل صفحة دعاية تجارية على «فيس بوك» أو «تويتر»، والسير في طريق الدعاية لمدة طويلة، يمكن للشخص في دقائق «ركوب الترند» عبر دعاية كاذبة وغير مشروعة الكترونياً، ولكنها سريعة. ويؤكد الدكتور مصطفى، الذي يحمل صوراً لقوائم أسعار الترندات المزيفة التي تباع في العالم، أن هناك شركات كثيرة تعمل في هذه التجارة في العالم اليوم.

ويتفق الخبراء أن «الترند» يظل لغزاً في مواجهته، كل ما يملكونه حتي اليوم هو محاولة ترميم بعض آثاره، وانه أصبح جزءاً من الواقع الخبري، تفرد له كبرى المنصات مثل «بي بي سي» نشرة منفصلة لأنبائه.

تويتر