المرصد

«الشير واللايك ومعز مسعود»

طغت ماكينة «الأكثر قراءة والأكثر مشاركة والأكثر تفاعلاً»، بهوسها وهيستيريتها في قصة زواج الداعية والنجم الإعلامي معز مسعود الأخير، فحجبت عنا سماع صوت كنا في أمسّ الحاجة إليه، لنتذكر أن للناس حقوقاً وخصوصيات يجب ألّا يدهسها الإعلام أيضاً.

كان الصوت لزوجة معز مسعود السابقة (ب.ن)، حيث كتبت على صفحتها على «فيس بوك»: «من الأذى الشديد ان من حولك يتعاملون معك كأنك شيء ولست إنساناً، ويخوضون في حياتك الشخصية لأنك شخصية مشهورة، وكأن المشهور ليس إنساناً من روح ودم وإحساس».

واشتكت السيدة قائلة: «افتح السوشيال ميديا، أجد حياتي مشاعاً. صورتي ضمن مجموعة صور فيها غزل وضحك لسبب قدّر الله سبحانه وتعالى أن أمر به، والآن انتهى من حياتي. فأنا لست وعاء مغطى وغيري وعاء مكشوف (كما نشر على كومكس)، هذا الكلام مؤذٍ لنا ولأهلنا».

وأضافت «يا حبّذا لو أن حب الشير واللايك يطغى على إنسانيتنا، وأن نترك الخلق وشأنهم. إماطة الأذى عن الطريق صدقة، فما بالك بإماطة الأذى عن مشاعر الناس».

انتهت رسالة السيدة، والتي عكست مسعى متواضعاً لطوفان كاسح من الصفحات، والتعليقات، والكوميكسات، عن سيرة معز الأسرية السابقة، والتي تسللت الى صفحات وصور خاصة لأطراف كثيرة جداً في دوائره.

ولاشك أن قصة ارتباط مسعود بشهيرات وفنانات أكثر من مرة، والمقابلة بين ذلك والصورة النمطية المفترضة للاطار الذي وضع فيه نفسه، هي مادة لقصة خبرية منطقية لأي إعلامي، لكن الاستطراد والنبش في حياة الناس بلا رقيب ولا ضابط، أمر يستوجب التوقف.

قد يرد البعض أن من الظلم تحميل الإعلام المسؤولية عن الأمر كله، وأن هناك أطرافاً أخرى مسؤولة وخلفيات كثيرة للموضوع، وأن المشاهير ذاتهم هم الذين يدخلون الناس بإلحاح، ورغبة في البقاء في بؤرة الحدث في حياتهم، وخير شاهد على ذلك ما يجرى حالياً من نشر بوستات متبادلة بين الفنانة الاستعراضية صافيناز واللاعب المصري صالح جمعة، ولم يسعَ الإعلام إليه، ولا الناس أحبته، وهو كلام كله صحيح.

لكن أياً كان الأمر، فإن إفراد وانتزاع مساحات لخصوصية البشر، ولكل المتأذين من هذه الاستباحة، وسط هذه الشبكات العنكبوتية الاخطبوطية المسماة بالعالم الافتراضي وفي مواجهة وحش الإعلام الكاسر الذي خرج عن السيطرة، بل وعلى عكس زمن الصحافة الورقية أصبحت فيه شخصية المنتهك مجهولة، رسالة تسبق في سموها كل شيء آخر، يتوجب على إعلاميين ومؤسسات وحقوقيين ودول أن يسعوا لترسيمها دون تأخير.


قصة ارتباط مسعود بشهيرات وفنانات أكثر من مرة، هي مادة لقصة خبرية منطقية لأي إعلامي.

تويتر